الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة - ح 87 - إيذاء أهل الطائف للنبي صلى الله عليه وسلم (ج1)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 87

إيذاء أهل الطائف للنبي صلى الله عليه وسلم (ج1)

 

 

لما ازداد أذى قريش قرر النبي ﷺ أن يخرج إلى بلد آخر؛ لعله يجد قبولًا، واستجابة لدعوته لله عز وجل؛ فخرج النبي ﷺ إلى الطائف حيث تسكن قبيلة ثقيف مشياً على قدميه في الشهر السادس، حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة جداً في صحراء الجزيرة العربية، فلا يستطيع الإنسان أن يسير أكثر من عشر دقائق فيها!! خرج النبي ﷺ هذه المسافة الكبيرة جداً مشياً على قدميه، واصطحب معه زيد بن حارثة، فلمّا دخلا الطائف، توّجه ﷺ إلى سادة ثقيف، وكانوا ثلاثة أخوة:

  1. الكبير فيهم اسمه: عبد يا ليل.
  2. والثاني اسمه: مسعود.
  3. والثالث اسمه: حبيب.

فجلس النبي ﷺ عندهم، فلم يرَ منهم حسن الضيافة، ولا استقبالاً حسناً، ومع هذا كله عرض عليهم الأمر، وطلب منهم أن يدخلوا في دين الله!! فماذا كان ردهم عليه؟

 

أما عبد يا ليل، فقال: أمَا وَجَدَ اللهُ رَسُولاً يَبعَثهُ إلى العالمينَ غَيرَكَ يَا مُحمَّد؟ (لولا أنزِلَ هَذَا القرآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيم). أي لو نزلت النبوة على رجل من سادة الطائف، أو من سادة مكة، وليس على يتيمٍ مثلِكَ!!

 

وأما مسعود، فقال: لئن كان الله أرسلك رسولاً لأمزقن ثياب الكعبة!!

 

أما حبيب كان أصلحهم بالرد فقال: أنا لو أعلم أنك رسولٌ من الله، لا أكلمك أبداً لأنك إن كنت كما تزعم، فأنت أعظم أن أكذبك.. وإن لم تكن كما تزعم، فأنت أهون من أن أرد عليك!!

 

فقام النبي ﷺ محزوناً، وقبل أن يخرج قال لهم: إذ قلتم ما قلتم فاكتموا عنّي- أي لا تخبروا قريشاً- قالوا: لا، واللات لنرسلنّ إليهم الآن، وأنت عندنا بأن محمَّد يستنصر بثقيف عليكم!! فلما خرج ﷺ من عندهم قاموا، ونادوا سفهاءهم، وقالوا لهم: إذا خرج محمَّد القرشي، فارموا عليه الحجارة، واشتموه، واصرخوا في وجهه، وصفقوا وراءه حتى يخرج من أرض الطائف!!

 

خرج ﷺ ومعه زيد، وإذا السفهاء قد اصطفوا على جانبي الطريق، وأخذوا يصفقون، ويصيحون في وجهه، ويشتمونه، ويضربون قدميه بالحجارة، حتى سالت الدماء من قدميه، وتلطخت نعلاه بالدماء الزكية!!

 

ولما اشتد به الألم ﷺ، ولم يعد يقوى على المشي، جلس يستريح، فرموا الحجارة عليه، فوقف زيد بينه وبينهم، يتلقى الحجارة بجسده حتى شج زيد في رأسه، ووجهه، وجسده جراح كبيرة، وكثيرة - رضي الله عنه وأرضاه - وظلوا يطاردونه مسيرة خمس كيلومترات كاملة حتى استطاع ﷺ الخروج من أرض الطائف. فوجد بستاناً، وكان هذا البستان لابني ربيعة: عتبة، وشيبة، وهما من سادة مكة، وكان هذا البستان قريباً من الطائف. فلما رأى البستان ذهب ﷺ وجلس تحت ظل شجرة، والأوجاع والدماء تسيل منه ﷺ ثم رفع طرفه إلى السماء وقال: يتبع بإذن الله ... والعين، والقلب يبكيان على ألم رسول الله ﷺ، ومعاناته؛ ليبلغنا رسالة الإسلام!!

 

سنتابع إن شاء الله ... صلوا على شفيع الأمة سيدنا محمَّد ﷺ الذي كشف الله به الغمة ...

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

 

آخر تعديل علىالجمعة, 23 حزيران/يونيو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع