الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة - ح 105 - النقباء من أهل المدينة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 105

النقباء من أهل المدينة

 

 

 وبعد أن تمت البيعة، قال لهم رسول الله ﷺ: «أُخرجوا إليَّ منكم اثني عشر نقيبًا؛ ليكونوا على قومهم بما فيهم كفلاء». يتكفلوا بالمسؤولية عنهم في تنفيذ بنود هذه البيعة؛ فكان ﷺ هو الذي يختار النقباء بمساعدة جبريل عليه السلام؛ لأنه لم يكن يعرفهم، فاختار اثني عشر نقيبًا، فقال ﷺ للنقباء: «أنتم على قومكم كفلاء كفالة الحوارين لعيسى بن مريم، وأنا كفيل على قومي». - أي على المهاجرين من أهل مكة - ثم قال: «انفضوا إلى رحالكم». - أي تفرقوا -. وما إن أشرقت الشمس حتى جاءت قريش تسأل الخزرج ما الأمر الذي اتفقتم عليه ليلًا مع محمَّد؟؟ هل تحالفونه على حربنا؟؟

 

يقول كعب: فأخذ بعضنا ينظر إلى بعض من الذي سرب الخبر؟؟ قال كعب: وقام المشركون الذين أتوا معنا من يثرب، ولم يعلموا بالأمر يُقسمون لقريش باللات، والعزى أنهم لم يُبايعوا أحدًا، وهم صادقون؛ لأنهم لم يعلموا.

 

ثم توجهت قريش بالكلام إلى سيد الخزرج، وهو أيضًا لا يعلم بالموضوع، وهو عبد الله بن سلول، فقال عبد الله بن سلول: ما هذا يا قريش إني زعيم قومي كما تعلمون، ولا يخفى عليّ أمر مثل هذا، فو اللات، والعزى ما حدث مما تذكرون أبدًا قالوا: صدقت يا بن سلول، فمثلك لا يكذب.

 

فلما انطلقت قريش أسرع القوم بالخروج من مكة، ولكن انتشر الخبر، فلقد بحثت قريش، ودققت بالخبر حتى تأكدوا أنه كانت بيعة مع محمَّد ﷺ في تلك الليلة.

 

ولكن الأنصار كانوا قد رحلوا، وأصبحوا على أطراف مكة، فركبوا خيلهم، ولحقوا بهم فكان القوم قد ارتحلوا، فلحقت قريش آخر القافلة، فأمسكوا بسعد بن عبادة، وأوثقوه بالحبال، وأعادوه إلى مكة ضربًا، وتوبيخًا!!

 

يقول سعد بن عبادة راوي هذا الحديث: "فبينما هم يُجرجروني في الأرض، ويضربونني، اقترب مني رجل لا أشك أنه يكتم إيمانه، فهمس في أذني قال: ويحك! أليس بينك وبين أحد من رجال قريش عهد؟؟ فقلت له: بلى، والله إني كنت مُجير المُطعم بن عدي في تجارته - والمجير هو الرجل الذي يدخل في حمايته - قال: فناديته باسمه، وأنا أذهب، فهتفت باسم المُطعم. ثم انطلق الرجل إلى المُطعم، وقال: يا مُطعم ابن عدي هناك رجل من أهل يثرب يصرخ باسمك، ويقول: إن بينك، وبينه عهد، وإنه الآن تضربه قريش!! قال: ما اسمه؟؟ قال له: سعد بن عبادة، فقام المُطعم مسرعًا يجر رداءه وقال: نعم، والله لقد صدق!

 

قال المطعم: "ويلكم أنسيتم أن الرجل من سادة يثرب، وأن تجارتكم لا تأتي إلا على أيديهم؟؟ ابتعدوا عن الرجل".

 

قال سعد: ففك وثاقي، وأطلقني، ثم انطلقت إلى يثرب سالمًا. انطلق الناس إلى يثرب، وعلم أهل مكة أنها تمت بيعة بين أهل يثرب، وبين النبي ﷺ، فازداد الأذى على النبي ﷺ وأصحابه. نقف هنا، ونترك أهل يثرب ينشرون الإسلام في المدينة، ونرجع إلى بيت النبوة، لنرى ما حدث بعد وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة - رضي الله عنها - يتبع بإذن الله ...   

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع