الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة - ح 106 - زواجه ﷺ من السيدة سودة بنت زمعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 106

زواجه ﷺ من السيدة سودة بنت زمعة

 

 

بعد وفاة أم المؤمنين خديجة ذهبت صحابية جليلة اسمها خولة بنت حكيم السلمية إلى النبي ﷺ، فجلست وكلمته. فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله، أرى قد دخلتك وحشة بعد خديجة، ألا تزوَّج؟ قال: «من؟». قالت: إن شئت بكرًا، وإن شئت ثيّبًا، أما البِكر فابنة أحبّ الخلق إليك عائشة، وأما الثِّيب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك، واتبعتك على ما تقول. قال: «فاذهبي فاذكريها عليَّ». قالت: فذهبتُ إلى سودة فقلت لها: ماذا أدخل الله عزّ وجل عليك من الخير، والبركة قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله ﷺ أخطبكِ عليه. قالت: وددتُّ ذلك، ولكن ادخلي على أبي؛ فاذكري ذاك له، وكان شيخًا كبيرًا، قالت: فدخلتُ عليه فرحَّب بي. وقال: ما شأنك؟ قالت: أرسلني محمَّد بن عبد الله أخطِبُ عليه سَودة. قال: كُفٌء كريم، فما تقول صاحبتك؟ قالت: تُحبَّ ذلك. قال: ادعيه لي. فجاء رسول الله ﷺ إليه فزوَّجها إياه.

 

بطاقة تعريفية بالسيدة سودة: كانت هي، وزوجها السكران بن عمرو من أوائل المهاجرين إلى الحبشة. فلما استقروا بالحبشة توفي زوجها، وفارق الحياة، فأصبحت سودة في غربة، وترمَّلت، فرجعت المسكينة إلى مكة، مع قوافل التجار فاقدة زوجها، وكان أبوها، وأهلُها ما زالوا مشركين. فأصبحت السيدة سودة بنت زمعة في وضع لا تحسد عليه، لأن كل أهلها كانوا على الشرك، ولم يكن معها تجارة أو حرفة، وليس لديها مال تنفق منه على عيالها الستة. فبقيت مع أولادها وحيدة مقهورة. وكانت فرصة السيدة سودة في الزواج تكاد تكون معدومة؛ لأنها لم تكن ذات حسب وجمال وكانت ذات عيال. وكانت سودة تبلغ من العمر سبعا وسبعين سنة على أغلب الروايات.

 

الحكمة من زواج النبي ﷺ من السيدة سودة:

 

أولاً: النبي ﷺ صاحب أعمال، وأعباء، وبعد وفاة زوجته بقي في منزله ثلاث بنات، فمن سيقوم على شؤونهنّ ورعايتهنّ؟! وبالتأكيد فإن الأب لن يستطيع أن يقوم بمكان الأم مع البنات.

 

ثانيًا: كان زواج رسول الله ﷺ من السيدة سودة نوعًا من الكفالة لها، ولأبنائها، وإنقاذًا لهم من الضياع وإحساسًا من النبي ﷺ بالمسؤولية على جميع المسلمين، وتشجيعًا لجميع المسلمين بالزواج من الأرامل إذ كان في وقتهم لا أحد يُحبذ أن يتزوج أرملة ذات عيال، ودون حسب رفيع.

 

ثالثًا: أُعجب قوم السيدة سودة بهذا الزواج، وقابلوا هذه الالتفاتة من الرسول ﷺ بالإعجاب، والثناء لدرجة أنهم خففوا من عداوتهم للنبي ﷺ؛ لأنه أنقذها، وعيالها من الضياع، وهي تفوقه سنًا، وعيالًا، ولا حاجة للنبي ﷺ بزواجها رضي الله عنها، وأرضاها ... يتبع بإذن الله ...   

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

آخر تعديل علىالأحد, 16 تموز/يوليو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع