الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة - ح 110 - الهجرة.. غار ثور

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 110

الهجرة.. غار ثور

 

 

غادر رسول الله ﷺ بيته إلى منزل أبي بكر حتى طلع الفجر، ثم خرجا خفيةً، ومضيا إلى غار ثور؛ لأنه كان يَعلمُ أن قريشًا ستبحث عنه.

 

وأمر أبو بكر رضي الله عنه ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسمّع لهما ما يقول الناس فيهما، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك من الخبر.

 

وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يُصلحهما، وأرادت أن تربط الطعام كي تستطيع حمله، فلم تجد ما تربطه به، فشقت نطاقها نصفين - والنطاق: هو حزام يربط ويشد على وسط الجسم - ربطت الطعام بنصفه الأول، وانتطقت بالشق الثاني؛ فسميت ذات النطاقين.

 

وكانت الطريق إلى الغار وعرًة، فيها حجارة كثيرة، فحفيت قدما رسول الله ﷺ حتى تفطرتا دمًا!! وكان من خوف سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - على النبي ﷺ أنه يمشي مرةً عن يمينه، ومرة عن شماله، ومرة أمامه، ومرة خلفه، وكان النبي ﷺ يمشي على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه، فلما رأى أبو بكر رضي الله عنه ذلك حمل النبي ﷺ على كتفيه حتى وصلا الغار!!

 

فقال أبو بكر: "مكانك يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله؛ فأستبرئه لك!!

 

أستبرئه: أتأكد أنه لا يوجد ما يؤذيك فيه. فدخله فلم يترك حجرًا إلا أدخل فيه أُصبعه مخافة أن يكون فيها سبع أو حيّة، وكلما رأى جُحرًا شق ثوبه، ووضعه فيه حتى فعل ذلك بثوبه كله!! ثم قال لرسول الله ﷺ: أدخل، فدخل رسول الله ﷺ، ووضع رأسه في حجر أبي بكرٍ، ونام.  فلُدغ أبو بكر في قدمه، فلم يتحرك مخافة أن تخرج الحية من مكانها، وتؤذي رسول الله ﷺ، فجعلت دموعه تنزل من الألم رغمًا عنه، فابتل وجه رسول الله ﷺ فقال: «ما لك يا أبا بكر؟». قال: "لُدغت فداك أبي وأمي يا رسول الله". فبصق رسول الله ﷺ بريقه الشريف على جرحه، فذهب ما يجد من الألم.

 

فلمّا أصبح رسول الله ﷺ قال: «أين ثوبك يا أبا بكر؟»، فأخبره بما صنع. فرفع النبي ﷺ يده فقال: «اللهمّ اجعل أبا بكرٍ معي في درجتي يوم القيامة».

 

هنيئًا لك يا أبا بكر... والله إنَّ هذا الفداء يُسَطِر أسطورةً خالدةً بالحب!! كان عمر - رضي الله عنه - يقول: "والذي نفسي بيده، لتلك الليلة لأبي بكر مع رسول الله ﷺ خير من عمر، ومن آل عمر".

 

ولكن، إلى أين وصلت قريش؟ وماذا فعلوا؟ ... تابعونا، وصلوا وسلموا على النبي البشير النذير.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

 

آخر تعديل علىالخميس, 20 تموز/يوليو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع