السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة - ح 117 - وقفات عند هجرة النبي ﷺ وأصحابه إلى المدينة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 117

وقفات عند هجرة النبي ﷺ وأصحابه إلى المدينة

 

 

الوقفة الأولى: إحدى عشر سنة والرسول ﷺ بأبي هو وأمي يعاني من حياة لا راحة فيها، ولا استقرار، تتربص به قريش في كل دقيقة منها لقتله، وتصبُّ عليه ألوانًا من المحن، والشدائد، فلا يُنقِص ذلك شيئًا من عزيمته، ولا يُضعف شيئًا من قوَّته وسعيه، وإن الله هو القادر على نُصْرَةِ دينه دون هذه المحن، ولكن ليُمحص الله الصادق من المنافق، وليحقق العدل من أن كسب الإنسان للجنات يلزمه دفع الغرامات!!

 

الوقفة الثانية: لقد دفع النبي ﷺ وأصحابه ما لاقوه من العذاب، والاضطهاد عربونًا، وثمنًا لفتح المدينة المنورة؛ لتكون هي قاعدة دولة الإسلام وحاضنتها. وقد نجح الصحابة الكرام في امتحان الإيذاء، والعذاب، فأتموه بنجاحٍ أكبر منه، وهو الهجرة، وترك المال، والبيت، والعيال، من أجل دين الله!! ولا تُقاس الخسارة المادية من مال، وعيال، وغيرهما أمام خسارة الدين التي كانت تهدد المسلمين في مكة.

 

الوقفة الثالثة: إنَّ تخطيط النبي ﷺ للهجرة: من إرسال أصحابه إلى المدينة سرًا، وخفيةً قبله. ومن اتخاذ النبي ﷺ صاحبًا له في الهجرة. ومن أخذ الحيطة والحذر من قريش. ومن سيره في طرقٍ مختلفة. ومن اعتماده على الله تعالى في كل خطوة يُعلّمنا ﷺ أنه يجب على الإنسان أن يكون حذرًا، وفطنًا، وأن يكون صاحب مشروع، وعمل منظم في حياته. وإلا، فلماذا لم يهاجر النبي ﷺ على أعين قريش، والله سيحميه؟ ولماذا لم يُهاجر كما هاجر سيدنا عمر رضي الله عنه علانيةً متحديًا المشركين دون خوف؟ فهل عمر رضي الله عنه أكثر شجاعةً من النبي صلى الله عليه وسلم؟

 

الجواب: كلا. بل لأن النبي ﷺ مشرع للمسلمين، أي أن جميع تصرفاته تشريع للأمة، لذلك أَخذ الحيطة والحذر؛ ليُعلمنا الأخذ بالأسباب، والتخطيط للعمل، وعدم التهور، وعدم إلقاء النفس في التهلكة.

 

الوقفة الرابعة: إن تخلف عليٍّ - كرم الله وجهه - لردِّ الأمانات والودائع إلى أهلها، حيث كانت قريش تودع عند النبي ﷺ حوائجها، وأموالها التي تخاف عليها، وفي هذا تناقض عجيب؛ ففي الوقت الذي كانوا يكذبونهُ، ويرَونَهُ ساحرًا لم يكونوا ليجدوا من حولهم من هو أصدقُ، وأشدُّ أمانةً منه، وهذا يدل أن كفرهم، وعنادهم لم يكن بسبب الشك لديهم في صدقه، بل بسبب تكبرهم، وعنادهم، وخوفهم على ضياع زعاماتهم، ومنافعهم، ومكاسبهم، ويدل على استعلائهم عن الحق الذي بعث الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم.

 

الوقفة الخامسة: هل الهجرة هي فقط انتقال من مكانٍ إلى مكان؟ والله، إن الهجرة في زمننا هذا هي هجرة ما حرم الله تعالى في كتابه، وسنة رسوله، هي هجرة كل ما نهى الله عنه، إن كل ترك معصيةٍ هي هجرة إلى الله!! وإن كل مفارقة صديق سوءٍ هي هجرة لله تعالى!! وإن كل عبادةٍ، أو كل عملٍ نجاهد أنفسنا على القيام به، هو هجرة لله تعالى!! فكم من هجرةٍ هاجرتها في حياتك ستُكتب لك عند الله عربونًا لنعيمٍ مقيم في جنات النعيم التي أعدها الله لعباده المؤمنين!!

 

يتبع بإذن الله ... هيا بنا لنتابع ... وصلوا، وسلموا على النبي الهادي، والسراج المنير.

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع