مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 118

زواج النبي ﷺ من السيدة عائشة

 تزوج النبي ﷺ من السيدة عائشة، وهي ابنة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه. دخلت خولة بنت حكيم بيت أبي بكر فقالت: يا أم رومان "أم السيدة عائشة"! ماذا لو أدخل الله عّزَّ وجل عليكم من الخير، والبركة؟ قالت وما ذاك؟ قالت أرسلني رسول الله ﷺ أخطب عليه عائشة. قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي. فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر، ماذا لو أدخل الله عليكم من الخير، والبركة، قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله ﷺ أخطب عليه عائشة، قال: وهل تصلح له؟ إنَّما هي ابنة أخيه. فرجعت خولة إلى رسول الله ﷺ فذكرت ذلك له، فقال: ارجعي فقولي له: «أنا أخوك، وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي».

الحكمة من زواج النبي ﷺ من السيدة عائشة:

تزوج النبي ﷺ السيدة عائشة - رضي الله عنها -وكانت صغيرة السن، فقد رُزقت حافظة قوية جعلتها واحدًا من أهم المراجع في علم الحديث النبوي الشريف. وقد حدث ذلك بالفعل، فأصحبت رضي الله عنها التلميذةَ النبوية النجيبة، وبلغت القمة في تفسير القرآن، وعلم الحديث، والفقه، والشعر، بل والطب أيضًا، وكان ترتيبها الرابع في كثرة الرواية بعد أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك. فقد روت ألفين ومائتين وعشرة أحاديث عن النبي ﷺ، وبلغ من فقهها، وعلمها أن كثيرًا من الصحابة كانوا يرجعون إليها، ويستفتونها.

تُعد السيدة عائشة – رضي الله عنها - الرَّاويةَ الداخليةَ للأحداث التي جرت مع النبي ﷺ، فلولاها لما وَصلنا طريقة أكله، واستحمامه، وتعامله مع زوجاته ﷺ، وأمورًا أخرى كثيرة...!!

وقد تزوج النبي ﷺ من السيدة عائشة حبًّا وتقربًا لأبيها أبي بكر الصديق - رضي الله عنه وأرضاه -، ولسهولة حركة النبي ﷺ وتواصله مع سيدنا أبي بكر. والله أعلم بالحكمة. ومن لا ينطق عن الهوى أيفعل ذلك عن هوى ﷺ ؟؟ كلا والله!!

يتبع بإذن الله ... هيا بنا لنتابع ... وصلوا، وسلموا على النبي الهادي، والسراج المنير.

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي