الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول (ح 62)  مخالفة منهج المتكلمين لمنهج القرآن، والحديث، وأقوال الصحابة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

(ح 62)

 مخالفة منهج المتكلمين لمنهج القرآن، والحديث، وأقوال الصحابة

 

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبّتنا الكرام:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا: "وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ الثانية والستين، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "منهج المتكلمين يخالف منهج القرآن، والحديث، وأقوال الصحابة".

 

يقول الشيخ تقي الدين النبهاني- رحمه الله -: "ولما كان هؤلاء المتكلمون إنما يدافعون عن الإسلام ويشرحون أحكامه ويبينون أفكار القرآن، كان تأثرهم الأساسي بالقرآن، وأساسهم الذي يبنون عليه بحثهم هو القرآن. إلا أنهم وقد تعلموا الفلسفة للدفاع عن القرآن، وتسلحوا بها ضد خصومهم، صار لهم منهج خاص في البحث والتقرير والتدليل، يخالف منهج القرآن والحديث وأقوال الصحابة، ويخالف منهج الفلاسفة اليونان في بحثهم وتقريرهم وتدليلهم.

 

أما مخالفتهم لمنهج القرآن فذلك أن القرآن اعتمد في الدعوة على أساس فطري، فقد اعتمد على هذه الفطرة وخاطب الناس بما يتفق معها. واعتمد في نفس الوقت على الأساس العقلي. فقد اعتمد على العقل وخاطب العقول، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ). (الحج 73) ‎ وقال تعالى: (‏ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ‎(5)‏ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ‎(7) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ). (الطارق5-7)

 

وقال: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ ‎(24)‏ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ‎(25)‏ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ‎(26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ‎(27)‏ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ‎(28)‏ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ‎(29)‏ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ‎(30)‏ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا). (عبس24-31)‎ وقال: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ‎(17)‏ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ‎(18)‏ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ‎(19)‏ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ). ‎(الغاشية20)‏ وقال: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ). (الذاريات21) ‎وقال: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ). (النمل 62)

 

وهكذا يسير منهج القرآن في إثبات قدرة الله وعلمه وإرادته على أساس الفطرة والعقل. وهذا المنهج يتفق مع الفطرة ويشعر كل إنسان بأعماق نفسه بالاستجابة له والإصغاء إليه، حتى الملحد يعقله ويعنو له. وهو منهج يوافق كل إنسان لا فرق بين الخاصة والعامة وبين المتعلم وغير المتعلم". 

 

ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: في هذه الفقرة يذكر الشيخ تقي الدين - رحمه الله - الأمور الآتية المتعلقة بمنهج المتكلمين:

 

أولًا: بيَّن الشيخ تقي الدين - رحمه الله - حُسن نية المتكلمين، فهو يقول: ولما كان هؤلاء المتكلمون إنما يدافعون عن الإسلام، ويشرحون أحكامه، ويبينون أفكار القرآن، كان تأثُرُهم الأساسي بالقرآن، وأساسُهُمُ الذي يبنون عليه بحثهم هو القرآن.

 

ثانيًا: بيَّن الشيخ تقي الدين - رحمه الله - الدافع وراء تعلم المتكلمين الفلسفة فيقول: إلا أنهم وقد تعلموا الفلسفة للدفاع عن القرآن، وتسلحوا بها ضد خصومهم.

 

ثالثًا: ذَكَرَ الشيخ تقي الدين - رحمه الله - أن منهج المتكلمين مخالف لمنهج القرآن، والحديث، وأقوال الصحابة، ويخالف منهج الفلاسفة؛ فيقول: صار لهم - أي للمتكلمين - منهج خاص في البحث، والتقرير، والتدليل، يخالف منهج القرآن، والحديث، وأقوال الصحابة، ويخالف منهج الفلاسفة اليونان في بحثهم وتقريرهم وتدليلهم.

 

رابعًا: ذكر الشيخ تقي الدين - رحمه الله - خصائص ومميزات منهج القرآن في الدعوة إلى الله تعالى، فهو يقول: أما مخالفتهم لمنهج القرآن فذلك أن:

  1. أن القرآن اعتمد في الدعوة على أساس فطري.
  2. اعتمد القرآن على الفطرة، وخاطب الناس بما يتفق معها - أي بما يتفق مع الفطرة.
  3. اعتمد القرآن في الوقت نفسه على الأساس العقلي.
  4. لقد اعتمد القرآن على العقل، وخاطب العقول.

خامسًا: أورد الشيخ تقي الدين - رحمه الله - أمثلة متعددة من سور القرآن الكريم تدل على أن منهج القرآن اعتمد على العقل، وخاطب العقول:

  1. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ). (الحج 73) ‎
  2. وقال تعالى: (‏فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ‎(5)‏ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ‎(6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ). (الطارق5-7)
  3. وقال: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ ‎(24)‏ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ‎(25)‏ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ‎(26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ‎(27)‏ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ‎(28)‏ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ‎(29)‏ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ‎(30)‏ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا). (عبس24-31)‎
  4. وقال: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ‎(17)‏ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ‎(18)‏ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ‎(19)‏ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ). ‎(الغاشية20)‏
  5. وقال: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ). (الذاريات21) ‎
  6. وقال: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ). (النمل 62)

سادسًا: يذكر الشيخ تقي الدين - رحمه الله - خلاصة البحث مبينًا تأثير منهج القرآن على النفس البشرية، وأبرز خصائصه، وميزاته في ثلاث نقاط أساسية فيقول:

  1. "وهكذا يسير منهج القرآن في إثبات قدرة الله، وعلمه، وإرادته على أساس الفطرة، والعقل.
  2. ويقول: وهذا المنهج يتفق مع الفطرة، ويُشعِر كل إنسان بأعماق نفسه بالاستجابة له، والإصغاء إليه، حتى الملحد يعقله، ويعنو - أي يخضع له -.
  3. ويقول: وهو منهج يوافق كل إنسان لا فرق بين الخاصة، والعامة، وبين المتعلم، وغير المتعلم".

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم ، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

إعداد الأستاذ محمد أحمد النادي

آخر تعديل علىالسبت, 12 آب/أغسطس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع