الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة ح 128 هجرة الصحابي ذي البجادين، وجهاده

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 128

هجرة الصحابي ذي البجادين، وجهاده

 

 

 

وبدأ عبد الله ذو البجادين هجرته، وهو شبه عارٍ فى الصحراء، حتى وجد بجادًا - وهو الشوال من الصوف - فأخذه، وشقه نصفين، وربط نصفه على وسطه، ونصفه الآخر وضعه على كتفه، حتى وصل المدينة؛ فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «من أنت؟» فقال: "أنا عبد العزى" فقال له النبي: «ولم تلبس هكذا؟».

 

فقال: لقد أسلمت؛ فجردني عمي من كل ما أملك حتى ملابسي، ولم أجد في طريقي إلا هذين البجادين؛ فأتيتك بهما". فقال النبي: «أوفعلت؟» فقال: نعم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: «من اليوم أنت (عبد الله) ذي البجادين، ولست (عبد العزى) فقد أبدلك الله عن هذين البجادين رداءً فى الجنة تلبس منه حيث تشاء».

 

ومن شدة فقره سكن في مساكن أهل الصُّفةِ، وهي مساكن للفقراء خلف بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وتأتي غزوة تبوك، وعُمره ثلاثة وعشرون عامًا، فيخرج إلى الغزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول: "يا رسول الله، ادع الله لي أن أموت شهيدًا". فيرفع النبي يده ويقول: «اللهم حرِّم دمه على سيوف الكفار». فيقول عبد الله: "ما هذا بالذي أردتُ يا رسول الله". فقال النبي: «يا عبد الله، إن من عباد الله من يخرج في سبيل الله، فتصيبه الحمى، فيموت؛ فيكون شهيدًا، وإن من عباد الله من يخرج في سبيل الله، فيسقط عن فرسه، فيموت؛ فيكون شهيدًا، ولعلك تصيبك حمى فتموت فتكون شهيدًا».

 

ويشهد عبد الله غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم، وينتصر المسلمون، وفي طريق عودتهم بالفعل تُصيب عبد الله حمّى شديدة ويبدأ يتألم آلام الموت؛ فيحكي لنا عبد الله بن مسعود قصة موت عبد الله ذي البجادين فيقول: كنت نائمًا في ليلة شديدة البرد، شديدة الظلام، وبينما أنا نائم سمعت خارج خيمتي صوت حفر؛ فعجبت من يحفر في هذا البرد، والظلام، فاستيقظت، وبحثت عن النبي، وعن أبي بكر، وعمر في خيمتهم، فلم أجدهم، فتعجبت أين ذهبوا؟ فخرجت من خيمتي، فإذا أبو بكر، وعمر يُمسكان سراجًا، والنبي صلى الله عليه وسلم يحفر قبرًا، فذهبت إليه، وهو يحفر فقلت: "ما بك يا رسول الله؟" فرفع وجهه الشريف إليّ فإذا عيناه تذرفان الدموع، وقال: «مات أخوك ذو البجادين» فنظرت إلى أبي بكر، وقلت: "أتترك رسول الله يحفر وتقف أنت بالسراج؟ فقال: "أبىٰ النبي إلا أن يحفر له قبره بنفسه". فحفر النبي بيديه قبر ذي البجادين، ثم نزل إلى القبر، واضطجع فيه بجسده الشريف؛ ليكون القبر رحمة لذي البجادين، ثم قام، ورفع يديه إلى أبي بكر، وعمر وقال: «أدنيا إليّ أخاكما، وارفقا به، إنه والله كان يحب الله ورسوله».

 

ويقول عبد الله بن مسعود: "فرأيت النبي يحتضن الجثمان بشدة، ودموعه تسقط على الكفن، وكبر أربع تكبيرات وقال: «رحمك الله يا عبد الله كنت أوابًا، تاليًا للقرآن». ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: «اللهم إنني أشهدك أنني أمسيت راضيًا عن ذي البجادين، فارض عنه». يقول عبد الله بن مسعود: "والله لقد تمنيت يومها أن أكون أنا صاحب الحفرة من كثرة الرحمات التي ستتنزل عليه في هذه الليلة"... يتبع بإذن الله صلوا على الحبيب المصطفى... اللهم أوردنا حوضه، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

آخر تعديل علىالخميس, 17 آب/أغسطس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع