الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مختصر السيرة النبوية العطرة - ح 129 - صرف القِبلة، وفرض الصوم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 129

صرف القِبلة، وفرض الصوم

 

 

صرف القِبلة: في السنة الثانية للهجرة أمر الله تعالى بصرف القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام. وقد كان رسول الله ﷺ يصلي فيما مضى نحو بيت المقدس، وكان يُحب أن يوجّهَ إلى الكعبة؛ لذلك كان حين يصلي بمكة يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، فكأنه يستقبل القبلتين معًا. ولكنه لما هاجر إلى المدينة لم يعد يمكنه ذلك، فصار يُكثر تقلّب وجهه في السماء، ويدعو الله تعالى أن يوجهه إلى البيت الحرام، فأنزل الله عز وجل: (قد نرى تقلُّبَ وجْهكَ في السماء فلنُولِّيَنَّكَ قِبلةً ترضاها، فولِّ وجْهكَ شطْرَ المسجدِ الحرامِ وحيثما كنتم فولّوا وجوهكم شطره)، فتوجه نحو الكعبة.

 

ورويَ أن النبي ﷺ كان يصلي مع أصحابه الظهر، فصلوا ركعتين إلى المقدس، فنزل أمر تحويل القِبلة إلى المسجد الحرام، فاستدار النبي ﷺ إليه، ودار معه المسلمون، فصلى بهم الركعتين المتبقيتين من الظهر إلى المسجد الحرام.

 

وكان هذا الأمر على أعين يهود المدينة، فاشتعلوا غيظًا؛ لطاعة المسلمين للنبي ﷺ فبدأوا بتشكيك الأمر، والاستهزاء به.

 

ورويَ عن النبي ﷺ أنه قال لعائشة عن اليهود: «تدرين علام حسدونا؟ فقالت: الله ورسوله أعلم، قال: «فإنهم حسدونا على القِبلة التي هُدينا لها، وضلوا عنها، وعن الجمعة التي هُدينا لها، وضلوا عنها، وعن قولنا خلف الإمام آمين».

فالقبلة: هي توجيه القلوب إلى الله تعالى. وجاءت إرادته تعالى بتحويل القبلة بعد أربعة عشر عامًا، وأما الحكمة من طول المدة فهي تتمثل في أمرين اثنين:

 

 ١- الأمر الأول: لعل ذلك يكون تأليفًا لقلوب اليهود، والنصارى، واستدراجًا لهم للإسلام، وإشعارًا لهم أن أصل الدين واحد.

 

 ٢- الأمر الثاني: فيه تعليم المسلمين الاستسلام، والطاعة، والانصياع لأمر الله تعالى، فالتوجه إلى غير الكعبة كان امتحانًا للنبي ﷺ، والمسلمين، وأمرًا ليس بالسهل عليهم.

 

فرض الصوم: فُرِضَ صَومُ رَمَضانَ، وَزَكَاةُ الفِطرِ، وَنَزَلَ فَرضُ صَومِ شهر رمضان بعد ما صُرفت القبلة إلى الكعبة بشهر في شعبان. وأمر رسول الله ﷺ في هذه السنة بزكاة الفطر، وذلك قبل أن تفرض زكاة الأموال، وأن تُخرج على الصغير، والكبير، والحر، والعبد، والذكر، والأنثى... يتبع بإذن الله صلوا على الحبيب المصطفى... اللهم أوردنا حوضه، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي

 

آخر تعديل علىالجمعة, 18 آب/أغسطس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع