مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 130

السنة الثانية للهجرة - مقدمة عن غزوة بدر

 

 

سبب الغزوة: الصحابة - رضي الله عنهم - هاجروا من مكة، وتركوا أموالهم، وبيوتهم، ومنازلهم، فلمّا علِم النبي ﷺ بإقبال أبي سفيان بن حرب من الشام، ومعه عِير لقريش عظيمة محملة بأموال لهم وبتجارتهم. فقرر النبي ﷺ الإغارة على هذه العير لرد اعتبار المسلمين، وكسر شوكة المشركين. كان المشركون فيما سبق هم السبّاقين بالاعتداء على المسلمين، وكان رسول الله ﷺ يبعث لهم سرايا لترد عليهم. أما الآن فستكون غزوة بدر أولَ قتال بدأ به المسلمون ضد المشركين.

 

عدة جيش المسلمين: كان عدد من خرج من المسلمين مهاجرين وأنصارًا ثلاثمائة وأربعة عشر رجلًا، وقيل: ثلاثمائة وسبعة عشر رجلًا.

 

عتاد جيش المسلمين: خرج المسلمون يوم بدر، وعامّتهم على الإبل، ومشاة على أقدامهم، وكانت إبلهم سبعين بعيرًا، يتعاقبون عليها، كل ثلاثة على بعير، فكان رسول الله ﷺ، وعلي بن أبي طالب، وأبو لُبابة يتعاقبون بعيرًا - أي يتناوبون الركوب عليه في الطريق، وكان أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهم - يتعاقبون بعيرًا. ورويَ أن عليًا، وأبا لبابة كانا يقولان للنبي ﷺ: اركب، ونحن نمشي؛ فيقول لهما ﷺ: «ما أنتما بأقوى مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكما».

 

رد النبي ﷺ صغار السن: كان الصحابة يتشوقون للخروج للغزوة، ولكنّ النبي ﷺ ردهم لصغر سنهم وكان منهم: أسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر، والبراء بن عازب.

 

توزيع القيادات: دفع رسول الله ﷺ اللواء الأعظم، وكان أبيض إلى مصعب بن عمير، وكان أمامه رايتان سوداوان: إحداهما راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب، والأخرى راية الأنصار مع سعد بن معاذ!! واستعد رسول الله ﷺ للحرب، ولبس درعه، وتقلّد سيفه، وقد رفض النبي ﷺ الاستعانة بمشرك، وذلك أنه قيل: إن المسلمين لقوا رجلًا مشركًا، ويُعرف بقتاله القوي في المعارك، فقال للنبي ﷺ: أتبعك، وأقاتل معك؟ قال له رسول الله ﷺ: «تؤمن بالله ورسوله؟»، قال: لا، قال: «فارجع، فلن أستعين بمشرك» ... اللهم أوردنا حوضه، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي