- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 132
السنة الثانية للهجرة - غزوة بدر - استعداد المسلمين
نزول المطر: وصل المسلمون إلى وادي ذِفران، ثم انطلق بهم رسول الله ﷺ حتى نزلوا بوادٍ في أرض سبخة أي (مالحة) بعيدًا عن الماء، فأصبح المسلمون عِطاشًا، وأصابهم ضعف شديد، والشيطان يوسوس لهم بأنهم قَلائل، وبلا عِدة. فأنزل الله عز وجل في تلك الليلة مطرًا شديدًا رحمة لهم، فشرب المسلمون، وتطهروا، وأذهب عنهم وسوسة الشيطان.
وكانت الأرض كثيرة التراب، فلما نزل المطر لبّدت الأرض تحت الأقدام، فكانت بلاء ونقمة على المشركين؛ لأنها منعتهم من الارتحال، والوصول إلى ماء بدر، وكانت رحمة، ونعمة للمسلمين؛ لأنهم ساروا حتى سبقوا المشركين، ونزلوا عشاءً بماء بدر.
مشورة الحباب بن المنذر: لمّا أتى النبي ﷺ وأصحابه ماء بدر نزلوا بعيدًا عنها، فاقترح الحباب بن المنذر على رسول الله ﷺ بالاقتراب من ماء بدر، وبناء حوض على بئره، فيشرب المسلمون، ويعطش المشركون، فقال له النبي ﷺ: «لقد أشرت بالرأي».
بناء العريش: العريش: هو ما يُستظل به، وهو خيمة من خشب وعيدان. قال سعد بن معاذ: "يا نبي الله، ألا نبني لك عريشًا تكون فيه؟ ثم نلقى عدونا فإن نصرنا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى تلحق بمن وراءنا من المدينة، فوالله ما نحن بأشد لك حبًا منهم".
فأثنى عليه رسول الله ﷺ خيرًا، ودعا له، ثم بُنيَ العريشُ على تل مشرفة من المعركة.
دعاء النبي ﷺ طول الليل: أصاب المسلمون ليلة بدرٍ النّعاس أمنةً من الله، فقضى المسلمون ليلتها نائمين مطمئنين، بينما أحيا رسول الله ﷺ تلك الليلة كلها، يصلي، ويبكي، ويتضرع إلى الله بالنصر حتى أصبح ... ماذا حصل معهم في صباح المعركة... صلوا على نبينا العظيم، القائد المنظم لجيوش المسلمين... اللهم أوردنا حوضه، وارزقنا شفاعته!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي