الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول (ح 65) مخالفة منهج المتكلمين لمنهج الفلاسفة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

(ح 65)

مخالفة منهج المتكلمين لمنهج الفلاسفة

 

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبّتنا الكرام :

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ الخامسة والستين، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "مخالفة منهج المتكلمين لمنهج الفلاسفة".

 

يقول الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله -: "وأما مخالفتهم لمنهج الفلاسفة، فذلك أن الفلاسفة يعتمدون على البراهين وحدها، ويؤلفون البرهان تأليفاً منطقياً. من مقدمة صغرى وكبرى ونتيجة ويستعملون ألفاظاً واصطلاحات للأشياء من جوهر وعرض ونحوهما ويثيرون المشاكل العقلية ويبنون عليها بناءً منطقياً لا بناءً حسيًا أو واقعيًا.

 

أما منهج المتكلمين في البحث فيغاير ذلك. لأن المتكلمين آمنوا بالله ورسوله وما جاء به رسوله، ثم أرادوا أن يبرهنوا على ذلك بالأدلة العقلية المنطقية، ثم أخذوا يبحثون في حدوث العالم، وإقامة الدليل على حدوث الأشياء. وأخذوا يتوسعون في ذلك، فَفُتحت أمامهم موضوعات جديدة ساروا في بحثها وبحث ما يتفرع منها إلى نهايته المنطقية. فهم لم يبحثوا في آيات لفهمها كما هو منهج المتقدمين وكما هو غرض القرآن، وإنما آمنوا بها وأخذوا يقيمون البراهين على ما يفهمونه هم منها. هذه ناحية من نواحي البحث وأما الناحية الأخرى من البحث، وهي النظرة إلى الآيات المتشابهة، فإن المتكلمين لم يقنعوا بالإيمان بالمتشابهات جملة من غير تفصيل، فجمعوا الآيات التي قد يظهر بينها خلاف بعد تتبعهم لها جميعها كالجبر والاختيار وكالآيات التي قد يظهر منها جسمية الله تعالى. وسلطوا عليها عقولهم وجرؤوا على ما لم يجرؤ عليه غيرهم. فأدَّاهم النظر في كل مسألة إلى رأي، فإذا وصـلوا إلى هذا الرأي عمدوا إلى الآيات التي يظهر أنها تخالف رأيهم فأولوها". 

 

ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: ذكر الشيخ أوجه مخالفة منهج المتكلمين لمنهج الفلاسفة على النحو الآتي:

 

أولًا: بين منهج الفلاسفة في اعتمادهم على البراهين وحدها وتأليفهم البرهان تأليفا منطقيا فقال: "وأما مخالفتهم لمنهج الفلاسفة، فذلك أن الفلاسفة يعتمدون على البراهين وحدها، ويؤلفون البرهان تأليفاً منطقياً. من مقدمة صغرى وكبرى ونتيجة ويستعملون ألفاظاً واصطلاحات للأشياء من جوهر وعرض ونحوهما، ويثيرون المشاكل العقلية، ويبنون عليها بناءً منطقيًا، لا بناءً حسيًا، أو واقعيًا.

 

ثانيًا: ذكر الشيخ أن منهج المتكلمين يخالف منهج الفلاسفة، فالمتكلمون لا يعتمدون على البراهين وحدها؛ لأنهم مؤمنون بالله، ورسوله، فقال: "أما منهج المتكلمين في البحث فيغاير ذلك؛ لأن المتكلمين آمنوا بالله ورسوله وما جاء به رسوله، ثم أرادوا أن يبرهنوا على ذلك بالأدلة العقلية المنطقية.

 

ثالثا: ذكر الشيخ تَوَسُّعَ المتكلمين في البحث، فقال: "ثم أخذوا يبحثون في حدوث العالم، وإقامة الدليل على حدوث الأشياء. وأخذوا يتوسعون في ذلك، فَفُتحت أمامهم موضوعات جديدة ساروا في بحثها وبحث ما يتفرع منها إلى نهايته المنطقية.

 

رابعًا: بين الشيخ خطأ منهج المتكلمين في فهم آيات القرآن، فقال: "فهم لم يبحثوا في آيات لفهمها كما هو منهج المتقدمين، وكما هو غرض القرآن، وإنما آمنوا بها، وأخذوا يقيمون البراهين على ما يفهمونه هم منها".

 

خامسًا: ذكر الشيخ موقف المتكلمين من الآيات المتشابهة التي يظهر بينها خلاف فقال: هذه ناحية من نواحي البحث وأما الناحية الأخرى من البحث، وهي النظرة إلى الآيات المتشابهة، فإن المتكلمين لم يقنعوا بالإيمان بالمتشابهات جملة من غير تفصيل، فجمعوا الآيات التي قد يظهر بينها خلاف بعد تتبعهم لها جميعها كالجبر والاختيار وكالآيات التي قد يظهر منها جسمية الله تعالى.

 

سادسا: ذكر الشيخ النتيجة النهائية التي أدى إليها منهج المتكلمين، فقال: "وسلطوا عليها - أي على الآيات المتشابهات - عقولهم، وجرؤوا على ما لم يجرؤ عليه غيرهم. فأدَّاهم النظر في كل مسألة إلى رأي، فإذا وصـلوا إلى هذا الرأي عمدوا إلى الآيات التي يظهر أنها تخالف رأيهم؛ فأولوها". 

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم ، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

آخر تعديل علىالأحد, 20 آب/أغسطس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع