مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 136

السنة الثانية للهجرة

بطولات المسلمين، ومعجزات النبي ﷺ في بدر

صور من روائع الإيمان وبطولات المسلمين: كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ممن قاتل المشركين ببسالة، واستماتة حتى أن دماءهم وصلت إلى إبطه، وفي المعركة كان المشركون يسألون عن الرجل المُعلَّم بريشة النعام في صدره، ويقولون: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل، فكان حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.

بسالة سعد بن أبي وقاص: وكان سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - يُقاتل يوم بدر قتال الفارس والراجل - أي الماشي على رجليه - وقال: كنت أرمي بين يدي النبي ﷺ فأضع السهم في كبد القوس، ثم أقول: "اللهم زلزل أقدامهم، وأرعب قلوبهم"، وأفعل بهم وأفعل، فيقول النبي ﷺ: «اللهم استجب لسعدٍ».

استعداد أبي بكر للتضحية بولده: وكان أبو بكر مع النبي ﷺ في بدر، وابنه عبد الرحمن كان مع قريش قبل أن يسلم، فبعدما أسلم، كانا يتذكران هذا اليوم، فيقول عبد الرحمن لأبيه: "يا أبتِ لقد لقيتك يوم بدرٍ، فوليتُ وجهي عنك، فرد عليه أبو بكر - رضي الله عنه-: "أما والله لو رأيتك في المعركة لقتلتك".

من المعجزات يوم بدر: رويَ أن عكّاشة بن مِحصن - رضي الله عنه -قاتل المشركين يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده، فأتى رسول الله ﷺ فأعطاه عودًا من حطبٍ، فقال: «قاتل بهذا يا عكّاشة»، فلمّا أخذه قاتل به حتى هزم الله المشركين، ولم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله ﷺ حتى قُتل في حروب الردة. وأما قتادةُ بنُ النعمان، فقد أُصيبت عينه يومَ بدر، فنزلت حدقتها على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا رسول الله ﷺ، فقال: «لا»، فدعا له، وقيل بصق بريقه الشريف، فبرئت كأن لم يكن بها شيءٌ، وكان يقول: "كانت أصحَّ عينيَّ، وأحسنهما".

لم نعلم كيف استقبلت قريش في مكة خبر هزيمة صناديدها، ومقتل زعمائها على أيدي المسلمين؟؟ وكيف استقبل أهل المدينة أصحابهم، وقد كللهم النصر المبين على المشركين لأول مرة؟؟ تابعونا... وصَلُّوا وسلموا وباركوا على نبينا العظيم، القائد المنظم لجيوش المسلمين... اللهم أوردنا حوضه، وارزقنا شفاعته!!

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي