مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 145

السنة الثانية للهجرة

نبذة عن حياة السيدة فاطمة - رضي الله عنها -

 

 

 

منزلها: كان منزلها بعيدًا قليلًا عن بيوت النبي ﷺ، فجاء النبي ﷺ إليها، فقال: «إني أريد أن أُحَوّلك إليَّ»، فقالت له: كلم حارثة بن النعمان، فقال ﷺ: «استحييت منه». فبلغ ذلك حارثة فجاء إلى النبي ﷺ فقال: "يا رسول الله، إنه قد بلغني أنك تريد أن تحوّل فاطمة إليك، وهذه منازلي، وهي أقرب بيوت بني النجار إليك، وإنما أنا ومالي لله ولرسوله، والله يا رسول الله المال الذي تأخذ مني أحب إلي من الذي تدع"، فقال رسول الله ﷺ: «صدقت، بارك الله عليك» فحوّلها رسول الله ﷺ إلى بيت حارثة.

 

أولادها: ولدت فاطمة لعلي - رضي الله عنه – الحسن، والحسين، ومحسن - لكنه مات صغيرًا-، وأم كلثوم، وزينب.

 

نبذة عن حياتها: كانت فاطمة تُلقب بالبتول؛ لانقطاعها عن الدنيا، وتُكنى بأم أبيها؛ لأنها كانت أشبه الناس خلقًا، وكلامًا، وحديثًا برسول الله ﷺ، وكانت إذا دخلت عليه قام رسول الله ﷺ إليها فقبّلها، ورحب بها، وأخذ بيدها، فأجلسها في مجلسه، وكانت هي إذا دخل عليها رسول الله ﷺ قامت إليه مستقبلة، وقبلت يده. وكان النبي ﷺ إذا سافر كان آخر عهده لإنسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة، فكانت فاطمة أحب أهله إليه، وهي خير نساء العالمين، فقال رسول الله ﷺ: «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران».

 

 ورويَ أنها - رضي الله عنها - سألت النبي ﷺ خادمًا، وشكت إليه ما تلقى من أثر الرحى مما تطحن، فأبى، وعلمها ما هو خيرٌ لها من الخادم، وهو التسبيح فقال: «ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما، أو أويتما إلى فراشكما فسبّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين؛ فهو خيرٌ لكما من الخادم».

 

وفاتها - رضي الله عنها -: توفيت فاطمة رضي الله عنها بعد رسول الله ﷺ بستة أشهر، وما رُئيت ضاحكة بعد وفاته حتى لحقت به ﷺ، وكانت أول أهله لحوقًا به. وقيل: توفيت وهي ابنة تسعة وعشرين، أو سبعة وعشرين عامًا، رضي الله عنها وأرضاها... تابعونا، وصلوا، وسلموا على قائدِ الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي