- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 148
السنة الثالثة للهجرة
زواج بنت النبي ﷺ أم كلثوم رضي الله عنها
ذكرنا أن رقية رضي الله عنها توفيت بعد بدرٍ، وكان زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلقيَه النبي ﷺ وهو مغموم فقال: «ما شأنك يا عثمان؟». قال: "بأبي أنت، وأمي يا رسول الله، هل دخل على أحدٍ من الناس ما دخل عليَّ؟ توفيت بنت رسول الله ﷺ رحمها الله، وانقطع الصهر فيما بيني وبينك إلى آخر الأبد"!
فقال رسول الله ﷺ: «أتقول ذلك يا عثمان؟ وهذا جبريل عليه السلام يأمرني عن أمر الله عز وجل أن أزوّجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها، وعلى مثل عدتها؟».
فزوّجه رسول الله ﷺ إياها، وأمر أم أيمن أن تجهزها فقال لها: «هيئي ابنتي أم كلثوم وزفّيها إلى عثمان، وخفقي بين يديها بالدُّف». ففعلت. فكان النبي ﷺ يأتي أم كلثوم فيسألها عن زوجها فتطمئنه، فيقول لها النبي ﷺ: «أما إنه أشبه الناس بجدِك إبراهيم، وأبيكِ محمَّد».
ويروى أن رسول الله ﷺ قال لعثمان حين زوجه أم كلثوم رضي الله عنها: «لو أن عندي عشرًا؛ لزَوَّجْتُكَهُنَّ واحدة بعد واحدة، فإني عنك راضٍ».
رضي الله عنهم وعنهن، وأرضاهم، وأرضاهن... تابعونا، وصلوا، وسلموا، وباركوا على قائدِ الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي