مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 152

السنة الثالثة للهجرة - غزوة أحد

 

 

 

استعداد المسلمين مشاورة النبي ﷺ أصحابه: لمّا رأى رسول الله ﷺ ما فعلته قريش، قدّم رأيه إلى أصحابه فقال لهم: «امكثوا في المدينة، واجعلوا النساء والذّراري في الآطام، فإن دخل علينا القوم قاتلناهم في الأزقة، ورُمُوا من فوق البيوت». والذراري: الصبيان، والآطام: الحصون والبيوت المرتفعة.

 

أكثر الصحابة يلحون على النبي بالخروج: وكانت المدينة كالبنيان محصنة من كل الجوانب، وجاء رجال من المسلمين ممن لم يشهدوا بدرًا، وندموا على ما فاتهم، فجعلوا يحثون على الخروج لقتال المشركين، وجعل آخرون يريدون الخروج لقتالهم خشية ألا يظنَّ المشركون أنهم قد خافوا لقاءهم، فما زال القوم يُلحّون على رسول الله ﷺ في الخروج، وأصبحوا يقولون: يا رسول الله، لا تحرمنا الجنة، فرأى ﷺ أن أكثرهم قد أبى إلا الخروج، فقال: «شأنكم إذًا».

 

النبي ﷺ يأمر أصحابه بالتهيؤ للخروج: ثم صلى رسول الله ﷺ الجمعة بالناس، فوعظهم، وأمرهم بالجد، والاجتهاد، وأمرهم بالتهيؤ لعدوهم، ففرح الناس بذلك، ثم صلى بالناس العصر، ودخل بيته، ومعه أبو بكر، وعمر فعمّماه، ولبّساه، فخرج عليهم رسول الله ﷺ، وقد لبس درعيه، وتقلّد سيفه، وألقى التُرس في ظهره!!

 

الصحابة يعتذرون للنبي بسبب استكراههم إياه على الخروج: فلمّا رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تهيأ للخروج قاموا، فاعتذروا إليه، وقالوا: ما كان لنا أن نخالفك، ولا نستكرهك على الخروج، فاصنع ما بدا لك، فقال: «ما ينبغي لنبيٍ إذا لبس لأمته - أي لباس الحرب - أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عَدُوِّهِ، وقد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم إلا الخروج، فعليكم بتقوى الله، والصبر إذا لقيتم العدو، وانظروا ما أمرتكم به فافعلوا، وامضوا على اسم الله».

 

كم كان عدد المسلمين في غزوة أحد؟ وكيف جهّز رسول الله ﷺ صحابته الكرام للقتال؟!... تابعونا، وصلوا، وسلموا على قائدِ الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي