- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 161
السنة الثالثة للهجرة - غزوة أحد
أحد الكفار قبل معركة أحد يحفر حفرة؛ ليقع فيها النبي صلى الله عليه وسلم:
قبل معركة أحد قام أحد الكفار بحفر حفرة، وأمضى أياماً، وهو يحفر بها ويقول: لعل محمَّداً يمرُّ من عندها، ويسقط فيها، ولما جاءت غزوة أحُد، والرسول صلى الله عليه وسلم يمر من هناك أثناء المعركة، لم ير الحفرة فسقط فيها، فارتطم وجهه الشريف بالحجر فكسرت أسنانه، وسال الدم على وجهه، وتألم ظهره، وكان صلى الله عليه وسلم يلبس خوذة على رأسه، فأراد أن يَخرُجَ مِنَ الحُفرة، فرآه أحد الكفار يقال له ابن قمئة، وقيل: هو عتبة بن أبي العاص، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بِسَيفٍ مُسَطَّحٍ - أى بِعَرْضِ السَّيفِ - عَلى رأسه صلى الله عليه وسلم، ويمين، ويسار وجهه الشريف، فدخل حديد الخوذة في وجه النبي، فبدأ الدم يخرج أكثر، فأقدم الصحابة عليه صلى الله عليه وسلم وأشيع بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل!!
سقوط أسنان أبي عبيدة وهو يحاول فك الخوذة من وجه النبي صلى الله عليه وسلم:
وأول من هرول ناحيته أبو بكر ويقول: فديتك نفسي يا رسول الله، ويقول أبو بكر: حاولت فك الخوذة من وجه النبي فما استطعت، فتقدم أبو عبيدة عامر بن الجراح فقال: أقسمت عليك يا أبا بكر أن تترك النبي لي، فتقدم أبو عبيده فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم من الحفرة، فأراد خلع الخوذة من على وجه النبي صلى الله عليه وسلم فما استطاع، فظل يَعُضُّهَا بفمه، وكان كلما أمسك الحديد بفمه تسقط منه سِنٌّ، حتى تكسرت أسنانه، وكان همه فك الحديد من على وجه النبي الشريف، فخلع أبو عبيدة الخوذة من على وجه النبي صلى الله عليه وسلم.
سقوط أسنان أبي عبيدة أكسب وجهه جمالا لم يُرَ مِثْلِهُ:
يقول الصحابة: "لما رأينا أبا عبيدة سقطت أسنانه والله لقد رأينا جمالاً في وجهه لم نره من قبل!! وذلك إكراماً من الله له؛ لأنه هو الذي استطاع خلع الخوذة من وجه النبي، وجلس النبي يمسح الدم من وجهه الشريف والصحابة حوله"، كل ذلك من أجل أن يصلنا هذا الدين اليوم، ونحن معزّزون، ومنعَّمون، ومكرَّمون.
نشهد أنك يا رسول قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وكشف الله بك الغمة، وتركتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، ولا يتنكبها إلا ضال!!
لك الله يا سيدي يا رسول الله!! كم لاقيت من أجلنا، ومن أجل الإسلام!!... ألا يكفينا شرفاً وفخراً أننا ننتسب لأمتك؟؟ بلى والله!!
كونوا معنا غداً؛ لنتابع ثبات النبي صلى الله عليه وسلم في غَزوَةِ أحُدَ، وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً، وارزقنا شفاعته!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي