- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 164
وقفة عند غزوة أحد (1)
أحدثت غزوة أحد منعطفاً تربوياً عظيماً لدى الصحابة الكرام ومنها: وجوب الطاعة الكاملة للنبي ﷺ ولخلفائه من بعده، فالطاعة هي أساس بناء الجماعات وسبيل لنصرة الدين. بالله عليكم أليس نبينا هو الأحق بالطاعة، ألم يشهد الكون كله بأحقية قدوته، واتّباعه، والسَّير على نهجه، الحب هو سبيلٌ للطاعة، فلا ندعي حبه صلى الله عليه وسلم دون طاعته، فلا إيمان بلا طاعة.
ومخالفة الصحابة للنبي ﷺ كانت سبباً لألم بليغ في قلوبهم، وسبباً في إيذاء النبي ﷺ وأصحابه رضوان الله عليهم. صحيح أنه لم تكن لهم يد مباشرة في الأذى ولكن كانوا سبباً لما أصاب المسلمين من الهزيمة.
- ألسنا في أماكننا نحمي ثغوراً أوصانا الله بها؟
- ألست أيتها الأم، وأيها الأب في تربية أولادكما تحميان ثغراً للإسلام؟
- ألست أيتها الطبيبة، وأيها الطبيب في عيادتكما تحميان ثغراً للإسلام؟
- ألست أيتها المعلمة، وأيها المعلم في صفوفكما تحميان ثغراً للإسلام؟
- ألست أيتها الطالبة، وأيها الطالب على مقاعد دراستكما تحميان ثغراً للإسلام؟
- ألسنا نحن جميعا معاشر المسلمين في أماكننا نقف على جبل، ونحمي ثغور المسلمين؟ فلا تَدَعُوا أماكنكم من أجل فتنةٍ عُرضت عليكم من مال، أو جاه، أو سلطان.
- لا تهربوا، ولا تقصروا؛ فيُؤتى الإسلام من قِبلكم، ويُؤذى رسول الله ﷺ بسببكم، ويُجرح المسلمون بتقاعسكم.
إن المخالفة الكبيرة تكفرها التضحية الكبيرة، فقد تكون المخالفة سبباً في اليقظة والتصحيح، وأحياناً قد يكون في الخطأ خير إذ يجعله الله سبحانه وتعالى دافعاً لصاحبه إلى طريق الطاعات ومراجعة الحسابات وتجديد العلاقات مع الله ومع المسلمين.
هيا بنا نجدد العهد مع حبيبنا ﷺ، وإن ضعفنا سنرجع، وإن عصينا سنتوب، وإن بعدنا فصوت رسول الله ﷺ «يا رب أمتي، يا رب أمتي» سيوقظ هممنا، يا رب إننا أحببنا رسولك فيك فلا تضيعنا، وأنت تعلم ضعفنا فأعنا.
ومع وقفة ثانية عند غزوة أحد ... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، وارزقنا شفاعته!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي