مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 165

وقفة عند غزوة أحد (2)

 

 

 

وجوب الاحتراس من العُجب بعد الإنجاز: إذ إن الصحابة الكرام أصابهم العجب بعد النصر المبين في بدر. فلنتيقن أن كل نعمةٍ، وكل فضلٍ، وكل خيرٍ من الله تعالى وحده، هو سبحانه من حرّك يدي، ونشط دماغي، وأعطى القوة لقدمي، فلولاك يا رب لنسيت اسمي، فمن أنا لولاك!!!!

 

وجوب الأخذ بالأسباب: فقد يتخذ العبد الأسباب، ثم يفشل لكن المسؤولية لن تقع عليه أمام الله والناس، فيثبت له الأجر. أما إن قصر في الاجتهاد فلا أجر له. ما أروع تشريعنا!! وما أعظم إسلامنا!! فقط علينا الاجتهاد، أما الأجر، والتدبير، والعاقبة فهي على الله جل جلالـه، فالحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

 

الانصراف إلى متاع الدنيا خطر على المسلم: ألم تكن الرغبة في حيازة (الغنائم) سبب مخالفة الرماة، وهزيمة المسلمين؟ ألم يقل رسول الله ﷺ: «إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال»؟

 

المال هو حطب الدنيا نحرقه؛ فنأخذ منه الطاقة، والشعاع المنير، والمضيء الذي ينير دربنا ونحن سائرون إلى ربنا. ما أجمل المال إن كان حلالاً - وإن قلَّ - وما أسماه إن سعيت فيه لوصلٍ وبرٍ، وطاعةٍ، وبسمةٍ على الوجوه!! وما أشقاه على صاحبه إن ساقه هذا المال إلى سعير جهنم، من أجل لذة دنيوية زائلة لا محالة!! كانت تجربة موت النبي ﷺ للصحابة تجربة صغيرة هيأها الله لهم؛ ليتعلموا أن يُتابعوا عملهم في نصرة الإسلام بعد وفاة النبي ﷺ.

 

هؤلاء الصحابة الذين ربتهم يد النبوة سنرى كيف فتحوا العالم، لم يتوقفوا عند موت رسول الله ﷺ، بل كانت بداية لما أوصاهم به. اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه، صلاة تكون لنا طريقاً لقربه، وتأكيداً لحبه، وباباً لجمعنا عليه.

 

ومع غزوة حمراء الأسد ... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!!

 

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي