- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 167
السنة الرابعة للهجرة - بعث الرجيع (1)
رجال من قبيلة بني لحيان يظهرون إسلامهم، ورغبتهم في تعلم القرآن:
أخذت القبائل حول المدينة تدخل في الإسلام واحده تلو الأخرى، ويبعث معهم النبي ﷺ نفراً من الصحابة يعلمونهم دينهم. ومن بينهم قبيلة بني لحيان جاء رجالٌ منهم مظهرين الإسلام، فكلموا رسول الله ﷺ، فقالوا: "يا رسول الله، إن فينا إسلاماً، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن، وكانوا متفقين مع قريش؛ ليثأروا من المسلمين!!
رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث مع بني لحيان ستة من أصحابه يعلمونهم القرآن:
فبعث معهم رسول الله ﷺ ستةً من أصحابه، منهم: عاصم بن ثابت، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدّثِنة!!
غدر بني لحيان بحفظة القرآن:
فخرج القوم مع الصحابة حتى إذا وصلوا إلى مكانٍ قريب من مكة غدروا بهم، وقالوا: "إنا والله ما نريد قتلكم، ولكننا نريد أن نصيب بكم شيئاً من أهل مكة، فانزلوا، وأعطوا بأيديكم، ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتل منكم أحداً".
استشهاد ثلاثة من حفظة القرآن:
فأما عاصم، واثنان من الصحابة معه، قالوا: أيها القوم، أما نحن فلا ننزل في ذمة كافر، ثم قال عاصم: اللهم أخبر عنا نبيك". فرموهم بالنبل حتى فنيت نبل عاصم وصاحباه، وتقاتلوا حتى قُتل الثلاثة جميعاً.
حماية الله لجثمان عاصم بن ثابت رضي الله عنه:
وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت، ليأتوا برأسه؛ ليشربوا فيه الخمر، وذلك انتقاماً منهم؛ لأن عاصم قتل زعيمهم عقبة بن أبي معيط، وهو من سادات قريش، فبعث الله سيلاً احتمل عاصماً فذهب به، وكان عاصم قد أعطى الله عهداً أن لا يمسّه مشرك، ولا يمس مشركاً أبداً تنجساً، فحماه الله تعالى بعد وفاته كما امتنع في حياته.
الثلاثة الذين بقوا من حفظة القرآن:
وأما الثلاثة الذين بقوا فلانوا، ونزلوا في ذمتهم، وأعطوهم العهد، والميثاق مرة أخرى. فلما تمكنوا منهم ربطوهم، فقال أحدهم: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم أبداً، فجرّوه، وعالجوه، فأبى أن يصحبهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب، وزيد فقدموا بهم مكة، فأسروهم، وباعوهم لسادات قريش... ماذا فعلوا بهم؟؟! .... ومع بعث الرجيع مرة أخرى ... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين ... اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، وارزقنا شفاعته!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي