- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 191
السنة الخامسة للهجرة - حادثة الإفك - الجزء الثالث
أخْذُ النبي ﷺ رأي صحابته
رأي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: وأما رسول الله ﷺ فإنه لما تأخر عنه الوحي، واشتد قلقه، استشار أصحابه فقال: «ما ترون؟» فقال عمر - رضي الله عنه -: من زوجها لك يا رسول الله؟ قال: «الله تعالى»، قال: "أتظن أن الله دلّس عليك فيها؟" سبحان الله، هذا بهتان عظيم!
رأي سعد بن معاذ - رضي الله عنه -: وقال سعد بن معاذ - رضي الله عنه -: "سبحانك ما يكون لنا أن نتكلم بهذا، سبحانك هذا بهتان عظيم!
وقال آخرون: والله ليبيّننّه الله لك، فلا تعجل، وأبو بكر جالس يسمع، وقد صار وجهه كأنه صُبّ عليه الزرنيخ، فطلب من رسول الله ﷺ أن يُؤدب عائشة، فقام إليها أبو بكر فرفع يده فضرب صدرها ضربة شديدة فجعل رسول الله ﷺ يقول: «غفر الله لك يا أبا بكر، ما أردت هذا». نرجع إلى السيدة عائشة - رضي الله عنها -.
قالت عائشة: «ثم دخل رسول الله ﷺ وعندي أبواي، وانا أبكي، وقد بكيت ليلتين لا أكتحل بنوم، حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، فسلم رسول الله ﷺ، ثم جلس، ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، فتشهد، فحمد الله عليه ثم قال: «أما بعد، يا عائشة، إنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرّئك الله، وإن كنت ألمَمْتِ بذنبٍ فاستغفري الله، وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب، تاب الله عليه».
قالت عائشة: فقلت لوالدي: "ألا تجيبان رسول الله ﷺ؟" فقالا: "والله ما ندري بماذا نجيبه"، قالت: "والله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل بكر في تلك الأيام"، فبكيت وقلت: "لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم، وصدقتم به، فلئن قلت لكم: "إني بريئة" لا تصدقونني، والله يعلم إني بريئة، (فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون)".
قالت عائشة: "ثم تحولت فاضطجعتُ على فراشي، والله يعلم إني بريئة، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزّل في شأني وحيًا يُقرأ به في المساجد، ويصلى به... فكيف نزلت براءة السيدة عائشة - رضي الله عنها-؟ ومع الجزء الأخير من حادثة الإفك... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين!!
اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، وارزقنا شفاعته!!
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تغمرنا بها بمحبتك؛ ليهون علينا كل شيء، ونعرفك بها، ويصغر لدينا كل شيء، ونوحدك بها يا ربنا، ولا نشرك بك شيئًا، وتجعلنا بها في حصنك؛ لنكون من الآمنين. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه صلاة يزكو فيها العمل، ونبلغ بها غاية الأمل.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي