- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر السيرة النبوية العطرة
ح 192
السنة الخامسة للهجرة - حادثة الإفك - الجزء الرابع
براءة السيدة عائشة:
لم يتحرك رسول الله ﷺ من عند السيدة عائشة - رضي الله عنها - حتى نزل عليه القرآن ببراءتها فقال: «يا عائشة أما الله فقد برأك»، فقلت: بحمد الله لا بحمدك، وكنت أشد ما كنت غضبًا، فقال لي أبواي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمده، ولا أحمدكما، ولكن أحمد الله عز وجل الذي أنزل براءتي!!
فقام أبو بكر إليها، فقبل رأسها، فقالت: ألا عذرتني؟ فقال: "أي سماء تُظلني، وأي أرض تُقِلني إن قلت ما لا أعلم؟ قالت: وأنزل الله تعالى: (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) عشر آيات من سورة النور.
إقامة الحد على من أشاع حديث الإفك:
لما نزلت براءة السيدة عائشة رضي الله عنها خرج رسول الله ﷺ إلى المسجد، فخطب الناس، وتلا عليهم ما أنزل الله عليه من القرآن في ذلك، ثم أمر بثلاثة من أصحابه، فضُربوا حدهم ثمانين جلدة لكل واحد منهم.
وتُرك عبد الله بن أبي ابن سلول فلم يُقَم عليه الحد مع أنه رأس أهل الإفك والذي تولى كِبره منهم، لأن الحدود كفارة لأهلها، وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة فأنزل الله تعالى: (والذي تولى كِبرَه منهم له عذاب عظيم).
وإن الصحابة الثلاثة تابوا إلى الله تعالى، غير أن عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين مات على نفاقه. وهكذا تكون حادثة الإفك قد انتهت - رضي الله عن السيدة عائشة وأرضاها -.
نعود للحديث عن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ومع غزوة الأحزاب (الخندق) ... هيا بنا نتابع وصلوا، وسلموا على هادي الأممِ سيدنا محمَّدٍ الأمينِ، قائدِ الغرِّ المُحجَّلين!! اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، وارزقنا شفاعته!! اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تغمرنا بها بمحبتك؛ ليهون علينا كل شيء، ونعرفك بها، ويصغر لدينا كل شيء، ونوحدك بها يا ربنا، ولا نشرك بك شيئًا، وتجعلنا بها في حصنك؛ لنكون من الآمنين. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه صلاة يزكو فيها العمل، ونبلغ بها غاية الأمل.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي