- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم الثاني
أحيوا سنة زَفِّ البُشرى للناس بقدوم شهر رمضان
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:
رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلَ فِي مُسنَدِهِ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُ أصْحَابَهُ بِقُدُومِ شَهرِ رَمَضَانَ يَقُولُ: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افتَرَضَ اللهُ عَلَيكُمْ صِيَامَهُ، تُفتَّحُ فِيهِ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أبْوَابُ الجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيلَةٌ خَيرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيرَهَا فَقَدْ حُرِمَ».
حَقًّا إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرٌ عَظِيمُ مُبَارَكٌ، فَهُوَ مَوْسِمٌ كَبِيرٌ لِلطَّاعَاتِ، وَفُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ لِلفَوزِ بِالجَنَّاتِ، وَنَيلِ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. وَقَدْ شَبَّهَهُ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ بِسُوقٍ لِلتِّجَارَةِ، تُعْقَدُ فِيهِ صَفْقَاتُ البَيعِ وَالشِّرَاءِ، هَذَا السُّوقُ أقِيمَ لِفَتْرَةٍ مَحْدُودَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، ثمَّ انْفَضَّ، فَرَبِحَ فِيهِ مَنْ رَبِحَ، وَخَسِرَ مَنْ خَسِرَ!!
رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ قَالَ: «صَعِدَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ، فَقَالَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ، فَلَمَّا نَزَلَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: رَغِمَ أنْفُ امرِئٍ أدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَم يُغْفَرْ لَهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِمَ أنْفُ امرِئٍ ذُكِرتَ عِندَهُ فَلَم يُصلِّ عَلَيكَ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِم أنْفُ رَجُلٍ أدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أحَدَهُمَا فَلَمْ يُغفرْ لَهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ». وَرَوَى ابنُ مَاجَه فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ للهِ عِندَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ كُلُّ لَيلَةٍ». أَجَلْ خَابَ وَخَسِرَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهَ. نَعَمْ، لَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ وَأَضَاعَ فُرصَةً غَالِيَةً ثَمِينَةً لِلنَّجَاح وَالفَوزِ، أضَاعَ فُرْصَةً؛ لِيَكُونَ مِنَ النَّاجِينَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنَ المَغْفُورِ لَهُمْ، وَمِنَ العُتَقَاءِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الكَرِيمِ مِنَ النَّارِ، فَرَمَضَانُ مَوسِمُ التَّوبَةِ، وَالاستِغفَارِ، وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنَ المُسلِمِينَ لِلأسَفِ لَا يَستَفِيدُون مِنْ رَمَضَانَ، بَلْ يَستَقْبِلُونَهُ بِشَتَّى أنْوَاع المَعَاصِي، وَيَمُرُّ رَمَضَانُ دُونَ فَائِدَةٍ، فَيَنطَبِقُ عَلَيهِمْ حَدِيثُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.