- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم الرابع
رب رمضان هو رب شعبان، ورب شوال، ورب سائر الشهور
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:
قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ، وَهُوَ خَيرُ القَائِلِينَ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). (البقرة ١٨٥)
فَرَضَ اللهُ تَعَالَى عَلَى أمَّةِ الإِسلَامَ صِيَامَ نَهَارِ أيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، وَنَدَبَ لَهُمْ قَيَامَ لَيَالِيهِ، وَذَلِكَ بِأَدَاءِ صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ، وَرَغَّبَ بِالإِقْبَالِ عَلَى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ تَقَرُّبًا إِلَى اللهِ - جَلَّ فِي عُلَاهُ - مِثْلَ: تِلَاوَةِ القُرْآنِ، وَالإِنفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَعْمَالِ حَمْلِ الدَّعْوَةِ، وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، وَصِلَةِ الأرْحَامِ؛ لِذَلِكَ نَرَى كَثِيراً مِنَ النَّاسِ يُقْبِلُونَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى فِي هَذَا الشَّهْرِ الكَرِيمِ، يَصُومُونَ نَهَارَهُ، وَيَقُومُونَ لَيلَهُ، وَيَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَحْرِصُونَ عَلَى حُضُورِ الجُمَعِ وَالجَمَاعَاتِ، وَأدَاءِ الصَّلَوَاتِ فِي المَسَاجِدِ، وَصِلَةِ الأرْحَامِ، وَهَذَا أمْرٌ يُحْمَدُ، وَيُثَابُ فَاعِلُهُ. وَلَكِنَّ هُنَاكَ أمْراً لَا يُحْمَدُ فَاعِلُهُ، بَلْ يَأثَمُ إِثماً كَبِيراً وَعَظِيماً؛ ذَلِكَ لِأَنَّ ذَلِكَ الشَّخْصَ الَّذِي أَطَاعَ اللهَ فِي رَمَضَانَ يَتْرُكُ مَا كَانَ عَلَيهِ مِنْ حِرْصٍ عَلَى عِبَادَةِ اللهِ مِنَ الصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالقِيَامِ، وَتِلَاوَةِ القُرْآنِ، وَصِلَةِ الأرْحَامِ، وَيَعُودُ إِلَى سَابِقِ عَهْدِه قَبْلَ رَمَضَانَ!!
لِهَذَا وَلِأمْثَالِهِ نَقُولُ: لَقَد عَرَفْتَ؛ فَالزَمْ، عَرَفَتْ طَرِيقَ الحَقِّ الَّذِي هَدَاكَ اللهُ إِلَيهِ بِفَضْلِهِ وَمَنِّهِ وَكَرَمِهِ؛ فَالزَمْ طَاعَتَهُ تَكْسَبْ رِضَاهُ، وَتَكُنْ مِنَ الفَائِزِينَ بِخَيرَيِ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَأَمَّا إِنْ كُنْتَ تَعْبُدُ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ رَمَضَانَ قَدْ مَضَى وَانقَضَى، وَإِنْ كُنْتَ تَعبُدُ اللهَ؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَإِنَّ رَبَّ رَمَضَانَ هُوَ رَبُّ شَعْبَانَ، وَرَبُّ شَوَّالَ، وَرَبُّ سَائِرِ الشُّهُورِ".
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.