- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم الخامس
شهر رمضان أيام معدودات
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ). (البقرة ١٨٤)
شَهْرُ رَمَضَانَ ضَيفٌ خَفِيفُ الظِّلِّ، سُرْعَانَ مَا تَنْقَضِي أيَّامُهُ، وَمَا إِنْ يَبْدَأ حَتَّى يَجْمَعَ أشْتَاتَهُ مُؤْذِناً بِالرَّحِيلِ، قَدْ جَعَلَهُ اللهُ مَحَطَّةً، وَمَنَارَةً لَنَا؛ لِنَسْتَضِيءَ بَهَا فِي ظُلُمَاتِ الحَيَاةِ؛ وَلِتُذَكِّرَنَا بِأنَّ أيَّامَ العُمْرِ مَهْمَا طَالَتْ فَهِيَ قَصِيْرةٌ، وَهِيَ تَمُرُّ مُسْرِعَةً مَرَّ السَّحَابِ، تَمَاماً كَمَا تَمُرُّ أيَّامُ وَلَيَالِي رَمَضَانَ، فَهَنِيئاً لِمَنِ اغْتَنَمَ أيَّامُ حَيَاتِهِ، وَتَزَوَّدَ مِنْ دُنيَاهُ لِآخِرَتِهِ، وَمِنْ مَمَرِّهِ لِمَقَرِّهِ؛ فَجَعَلَ أيَّامَ عُمُرِهِ كُلَّهَا فِي طَاعَةِ اللهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ!!
لَقَدْ كَلَّفَنَا اللهُ تَعَالَى يَسِيراً؛ لِيُعْطِيَنَا عَلَيهِ كَثِيراً، قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أجْزِي بِهِ، تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ فَرْحَةٌ عِندَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّه، وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِندَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ». لِهَذَا الفَضْلِ العَظِيمِ كَانَ الصَّحَابَةُ يَدْعُونَ اللهَ بَعْدَهُ سِتَّةَ أشْهُرٍ أَنْ يَتَقَبَّلَ اللهُ مِنْهُمْ أَعْمَالَهُمْ الصَّالِحَةَ فِيهِ، وَيَدعُونَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ بَعْدَهَا أَنْ يُبَلِّغَهُمْ هَذَا الشَّهْرَ العَظِيمَ حَتَّى يَسْتَزِيدُوا مِنَ الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِيَومٍ عَظِيمٍ لَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ فِيهِ إِلَّا عَمَلُهُ الصَّالِحُ.
لقد كَلَّفَنَا اللهُ تَعَالَى بِصِيَامِ أيَّامٍ قَلِيلَةٍ، وَصَفَهَا لَنَا بِأَنَّهَا أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ؛ لِيُهَوِّنَ عَلَينَا أمْرَ صِيَامِهَا، وَأخْبَرَنَا بِأنَّهُ يُرِيدُ بِنَا اليُسْرَ، وَلَا يُرِيدُ بِنَا العُسْرَ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِل: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). (البقرة ١٨٥)
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.