- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم السادس
شهر رمضان شهر الجد والعمل، لا شهر الخمول والكسل
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:
لَوِ اسْتَعْرَضْنَا التَّارِيخَ المَجِيدَ لِأمَّتِنَا الإِسْلَامِيَّةِ لَوَجَدْنَا أَنَّ أكْثَرَ وَأغْلَبَ الفُتُوحَاتِ، وَالانتِصَارَاتِ عَلَى الأعْدَاءِ فِي الحُرُوبِ، وَالمَعَارِكِ كَانَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، وَلَسْنَا هُنَا فِي هَذَا المَقَامِ بِصَدَدِ ذِكْرِ، وَتَعْدَادِ تِلْكَ المَعَارِكِ وَالغَزَوَاتِ وَالحُرُوبِ، وَإِنَّمَا لِنُؤَكِّدَ أَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ المُبَارَكَ هُوَ شَهْرُ الجِدِّ وَالعَمَلِ، لَا شَهْرُ الخُمُولِ وَالكَسَلِ!!
وَفِي أيَّامِنَا هَذِهِ فِي ظِلِّ أنْظِمَةِ الحُكْمِ الجَبْرِيِّ، وَفِي ظِلِّ غِيَابِ حُكْمِ الإِسْلَامَ تَحَوَّلَ شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ مِنْ شَهْرِ الجِدِّ وَالعَمَلِ، إِلَى شَهْرِ الخُمُولِ وَالكَسَلِ!! هَذِهِ الأنْظِمَةُ المُتَآمِرَةُ مَعَ أعْدَاءِ الإسلَامِ عَلَى المُسْلِمِينَ فِي شَتَّى بِقَاع العَالَمِ، لَقَدْ نَصَّبَ الكَافِرُ المُسْتَعْمِرُ عَلَى دُوَيلَاتِ المُسْلِمِينَ حُكَّاماً عُمَلَاءَ، نَوَاطِيرَ يَحْرُسُونَ الثَّرْوَاتِ وَالخَيرَاتِ فِي بِلَادِ المُسْلِمِينَ؛ لِكَيْ تَبْقَى نَهْبًا لِلغَرْبِ الكَافِرِ المُسْتَعْمِرْ، وَيُحَارِبُونَ الإِسْلَامَ نِيَابَةً عَنِ الكُفَّارَ، وَاسْمَعْ إِنْ شِئْتَ إِلَى القَرَارَاتِ الرَّسْمِيَّةِ الَّتِي صَدَرَتْ حَدِيثاً عَنْ حُكَّامِ بِلَادِ الحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ، وَمِنْ أهَمِّهَا السَّمَاحُ لِلْمَرْأةِ بِالسَّفَرِ دُونَ أنْ يَكُونَ مَعَهَا مَحْرَمٌ، وَعَدَمُ مُعَاقَبَةِ مَنْ أفْطَرَ عَمْداً، وَجَهْراً، وَكَذَلِكَ السَّمَاحُ لِلمَطَاعِمِ أنْ تَفْتَحَ أبْوَابَهَا لِلزَّبَائِنِ فِي نَهَارِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَمَنْعِ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ مِنْ بَثِّ وَنَقْلِ الصَّلَوَاتِ وَمِنْهَا صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمِنَ المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ. وَعَنْ غَلَاءِ الأسْعَارِ، وَارتِفَاع نِسْبَةِ البَطَالَةِ بَينَ الشَّبَابِ حَدِّثْ وَلَا حَرَجَ فِي ذَلِكَ، حَتَّى أصْبَحَ مُعْظَمُ شَبَابِ الأمَّةِ كُسَالَى عَاطِلِينَ عَنِ العَمَلِ، بَلْ لَا يَجِدُونَ عَمَلاً يَقْتَاتُونَ وَيُنفِقُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ مِنْهُ!! وَفِي المَغْرِبِ العَرَبِيَّ، بَل فِي تُونُسَ بِالذَّاتِ يَعْتَرِضُ الحُكَّامُ هُنَاكَ عَلَى القَانُونِ الإِلَهِيِّ فِي تَوزِيعِ الإِرْثِ: (لِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأنثَيَينِ). وَفِي مِصْرَ يُبِيحُ مُفْتِي الحَاكِمِ هُنَاكَ بِأكْلِ أمْوَالِ الرِّبَا، وَيُسَمِّيهَا فَوائِدَ بَنكِيَّةً! وَفِي فِلَسْطِينَ السَّلِيبَةَ يَتَآمَرُونَ عَلَى الأُسْرَةِ وَالمَرْأةِ المُسْلِمَةِ، يُرِيدُونَ لَهَا أْنْ تَفْقِدَ عِفَّتَهَا، وَطَهَارَتَهَا. اللَّهُمَ أرِنَا فِي حُكَّامِ الضِّرَارِ يَوماً أسْوَد!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.