- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم السابع
استجبنا لأمر الله فصمنا؛ فلنستجب لأمره بإقامة الدولة التي تطبق شرعه
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:
قَالَ اللهُ تَعَالَى آمراً إِيَّانَا بِالصِّيَامِ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). (البقرة ١٨٥)
وَقَالَ اللهُ تَعَالَى آمِراً نَبِيَّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم بِأنْ يَحْكُمَ بِمَا أنْزَلَ اللهُ: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ). (المائدة ٤٩) وَأمْرُ اللهِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هُوَ أمْرٌ لِأمَّتِهِ مِنْ بَعدِهِ.
وَقَدْ أقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دولةً لِلمُسْلِمِينَ فِي المَدِينَةِ، وَكَانَ يُطَبِّقُ عَلَيهِمْ أحْكَامَ الإِسلَامِ فِي كُلِّ شَأنٍ مِنْ شُؤُونِ حَيَاتِهِمْ، فَنَحْنُ المُسْلِمُونَ فِي غِيَابِ دَولَةِ الإِسْلَامِ التي تُطَبِّقُ شَرْعَ اللهِ تَعَالَى مَأمُورُونَ بِإِقَامَةِ دَولَةٍ كَتِلكَ الدَّولَةِ الَّتِي أقَامَهَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ كَانَ عَلَيهِ السَّلَامُ يَدْعُو إِلَى الإِسْلَامِ، بَدَأ فَرْداً أعْزَلَ مِنَ المَالِ، أعْزَلَ مِنَ السِّلَاحِ، أعْزَلَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ إِلَّا مِنَ الإِيمَانِ بِاللهِ تَعَالَى، وَانتَهَى بِدَولَةٍ، فسَارَ لِإِقَامَتِهَا فِي خُطُوَاتٍ، وَمَرَاحِلَ مَدْرُوسَةٍ ثَابِتَةٍ، ذَكَرَتْهَا كُتُبُ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وهِيَ أحْكَامٌ شَرْعِيَّةٌ نَحْنُ مُلزَمُونَ بِالسَّيرِ عَلَى هَدْيِهَا كما سار صلى الله عليه وسلم، فَلِمَاذَا نُطِيعُ اللهَ، وَنَستَجِيبُ لِأمْرِهِ لَنَا بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، وَلَا نُطِيعُهُ، وَلَا نَسْتَجِيبُ لِأمْرِهِ حِينَ يَدْعُونَا إِلَى الحُكْمِ بِمَا أنْزَلَ اللهُ، وَإِلَى إِقَامَةِ الدَّولَةِ الَّتِي تُطَبِّقُ شَرْعَهُ؟؟ (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)؟؟ (المائدة٥٠)
إِنَّ إِقَامَةَ الدَّولَةِ الَّتِي تُطَبِّقُ شَرْعَ اللهِ تَعَالَى فَرْضٌ مِنْ أَعْظَمِ الفُرُوضِ، بَلْ هِي فَرضُ الفُرُوضِ؛ لِأَنَّ تَنْفِيذَ كَثِيرٍ مِنَ الفُرُوضِ مُتَوَقِّفٌ، وَمُرْتَبِطٌ ارْتِبَاطاً وَثِيقاً بِوُجُودِ هَذِهِ الدَّولَةِ فِي وَاقِع الحَيَاةِ، فَإِلَى العَمَلِ مَعَنَا لِإقَامَةِ دَولَةِ الخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ نَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ، وَالأَخَوَاتُ الكَرِيمَاتُ.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.