- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم التاسع
لا ينهي فتنة العبث والتلاعب بثبوت رؤية هلال رمضان إلا دولة الخلافة
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: قال الله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ). (البقرة 185) وَمَعْنَى الآيَةِ الكَرِيمَةِ: "أنَّهُ مَنْ رَأى مِنْكُمْ هِلَالَ رَمَضَانَ، وَحَضَرَ شَهْرَ الصِّيَامِ فَلْيَصُمْهُ" وَجَاءَتِ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ شَارِحَةً، ومُبَيِّنَةً وَمُؤَكِّدَةً المَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاه لتلك الآية، يَقُولُ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ».
وَالخِطَابُ فِي قَولِ اللهِ تَعَالَى: (مِنْكُمْ)، وَفِي الضَّمِيرِ المُتَّصِلِ بِفِعْلِ الأمْرِ "الوَاو" فِي قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «صُومُوا» مُوَجَّهٌ لِلمُؤْمِنِينَ عَامَّةً فِي مَشَارِقِ الأرْضِ، وَمَغَارِبِها؛ فَيُصْبِحُ المَعْنَى فِي الآيَةِ الكَرِيمَةِ، وَفِي الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ: "أيُّهَا المُؤْمِنُونَ أيْنَمَا كُنْتُمْ، وَحَيثُمَا حَلَلْتُمْ، وَفي الأصْلِ لَا قِيمَةَ، وَلَا اعْتِبَارَ عِنْدَ أخْذِ الأحْكَام الشَّرْعِيَّةِ لِلحُدُودِ المُصْطَنَعَةِ الَّتِي مَزَّقَتِ الجَسَدَ الوَاحِدَ لِلأمَّةِ الإسْلَامِيَّةَ، وَالتِي وَضَعَهَا المُجْرِمَانِ سَايكس، وَبِيكُو، فَجَعَلُوا بِذَلِكَ لِلمِنْطَقَةِ الحُدُودِيَّة الفَاصِلَةِ بَينَ دُوَيلَاتِ الضِّرَارِ هِلَالَينِ اثْنَينِ، حَيْثُ صَارَ - على سبيل المثال - لِمَدِينَةِ القُدْسِ فِي فِلَسْطِينَ هِلَالٌ، وَلِمَدِينَةِ عَمَّانَ فِي الأرْدُنَ هِلَالٌ آخر، وَقَدْ كَانَتِ المَدِينَتَانِ إِلَى عَهْدٍ قَرِيبٍ تَصُومَانِ مَعًا، وَتُفْطِرَانِ مَعًا، كَانَ ذَلَكَ قَبْلَ الاحْتِلَالِ، وَفَكِّ الارْتِبَاطِ!! وَصَارَ لِمَدِينَةِ الرَّمْثا فِي الأرْدُنِّ هِلَالٌ، وَلِمَدِينَةِ دِرْعَا فِي سُورِيَّا هَلِالٌ آخَرُ!! وَصَارَ لِبَلْدَةِ العْمِرِي فِي مُحَافَظَةِ الزَّرْقَاءِ الأرْدُنِيَّةِ هِلَالٌ، وَلِمِنْطَقَةِ الجَوفِ التِّي بِهَا "مَنْفَذ الحديثة" فِي الجَانِبِ السُّعُودِيِّ هِلَالٌ آخَرَ!!
وَالَّذِي حَدَثَ أمْس أنَّ رُؤْيَةَ هِلَالِ رَمَضَانَ قد ثَبَتَتْ بِالوَجْهِ الشَّرْعِي فِي كَثِيرٍ مِنْ بُلْدَانِ المُسْلِمِينَ، فَصَامَ المُسْلِمُونَ كُلَّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا المُسْلِمِينَ فِي الأردُنِّ، وَالمُسْلِمِينَ فِي سَلْطَنَةِ عُمَانَ، وَذَلِكَ بِحُجَّةِ أنَّ هِلَالَ رَمَضَانَ قَدْ غُمَّ عَلَيهِمْ، فَصَامَ المُسْلِمُونَ فِي جَمِيعِ البُلْدَانِ، وَأفْطَرَ المُسْلِمُونَ فِي عَمَّانَ، وَفِي عُمَانَ، وَكَأنَّ الَّذِينَ أفْطَرُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ شَهِدُوا رُؤْيَةَ هِلَالَ رَمَضَانَ: كَذَبتُمْ، لَا نُرِيدُ أنْ نُطِيعَكُمْ وَنَصُومَ مَعَكُمْ. عِلْمًا أنَّ المُسْلِمِينَ كُلُّهُمْ عُدُولٌ، وَهُمْ مُتَسَاوُونَ عِندَ اللهِ، وَلَيْسَتْ شَهَادَةُ مُسْلِمٍ أوْلَى مِنْ شَهَادَةِ مُسْلِمٍ آخَرَ، وَتَكْفِي فِي الصِّيَامِ شَهَادَةُ مُسْلِمٍ وَاحِدٍ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.