- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم الحادي والعشرون
رمضان شهر القرآن تنزيلاً، فلنجعله شهر القرآن تحكيما
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: نَزَّلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى القُرْآنَ مُنَجَّماً أي مُفَرَّقاً حَسَبَ الحَوَادِثِ عَلَى مَدَارِ ثَلاثَةٍ وَعِشْرِينَ عاماً، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا). (الإسراء 106) وَالقُرْآنُ الكَرِيمُ دُسْتُورٌ كَامِلٌ، وَمِنْهَاجُ حَيَاةٍ شَامِلٌ، يُعَالِجُ جَمِيعَ مَشَاكِلِ الإِنسَانِ، أنْزَلَهُ اللهُ هُدىً للنَّاسِ، وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَلِسَعَادَةِ البَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
نَزَلَ القُرْآنُ الكَرِيمُ إِلَى بَيْتِ العِزَّةِ فِي السَّمَاء الدُّنْيَا، وَذَلِكَ فِي لَيلَةِ القَدْرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ تَتَابَعَ نُزُولُهُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ تَعَالَى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ). (البقرة ١٨٥) وَقَالَ تَعَالَى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣)). (القدر1-3) وَقَالَ تَعَالَى: (حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)). (الدخان 1-6)
وَقَدْ أمَرَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا رَسُولَهُ الكَرِيمَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم أنْ يَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أنْزَلَ اللهُ فِي القُرْآنِ، وَحَذَّرَهُ مِنْ أنْ يَتَّبِعَ أهْوَاءَ البَشَرِ. قَالَ تَعَالَى: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ). (المائدة 49)
إِنَّ حُكْمَ اللهِ الَّذِي أنْزَلَهُ فِي القُرآنِ هُوَ أفْضَلُ، وَأحْسَنُ حُكْمٍ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ عَلَى الإِطْلَاقِ. مَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، قَالَ تَعَالَى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ). (المائدة 50) فَرَمَضَانُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ تَنْزِيلاً، فَلِمَ لَا نَجْعَلَهُ شَهْرُ القُرْآنِ تَحْكِيماً؟ وَقَدْ أخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّ الكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الكِتَابَ». أيْ أنَّ القُرْآنَ وَالحَاكِمَ سَيَبْتَعِدُ كُلٌ مِنْهُما عَنِ الآخَرِ، أيْ أنَّ الحَاكِمَ سَيَتْرُكُ الحُكْمَ بِالقُرْآنِ، فَأوْصَانَا نَبِيُّنَا بِالتَّمَسُّكِ بِالقُرْآنِ، وَمُفَارَقَةِ السُّلْطَانِ!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.