- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم الثالث والعشرون
تعالوا نستجلب نصر الله تعالى بالإخلاص له في السر والعلن
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ: تَعَالَوا بِنَا إِخْوَةَ الإِسْلَامِ نَسْتَجْلِبُ نَصْرَ اللهِ تَعَالَى بِالإِخْلَاصِ لَهُ فِي السِّرِّ وَالعَلَنِ، فَنَتَوَجَّهَ إِلَيهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَنَضْرَعَ، وَنَسْتَشْفِعَ، وَنَسْتَنْجِدَ أنْ يُعِزَّ جُنْدَهُ، وَيَنْصُرَ جَيْشَهُ؛ وَيُؤَيِّد المُسْلِمِينَ، وَيَرُدَّ كَيدَ الضَّالِّينَ فِي نُحُورِهِمْ؛ وَيَهْزِمَ أعَدَاءَ اللهِ، وَأعْدَاءِ دِينِهِ حَتَّى تَكُونُ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا، وَنَدْعُوهُ تَعَالَى مُخْلِصِينَ مِنْ أعْمَاقِ قُلُوبِنَا لِأنْفُسِنَا، وَلِمَنْ قَامُوا بِأمُورِ رَبِّهِمْ؛ فَأسْلَمُوا لَهُ قُلُوبَهُمْ، وَأدَّوْا فَرَائِضَ شَهْرِهِمْ، وَالتَزَمُوا آدَابَهُ، وَسَلَكُوا مِنْهَاجَهُ، وَأخْلَصُوا لَهُ السِّرَّ وَالعَلَنَ، وَصَامَتْ عُقُولُهُمْ عَنِ الزَّيغِ، وَأفْئِدَتُهُمْ عَنِ الرَّيبِ، وَجَوَارِحُهُمْ عَنِ المَعَاصِي!!
وَإِنَّنَا فِي يَومِنَا المُبَارَكِ هَذَا، مِنْ أيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ الكَرِيمِ، وَقَدْ آذَنَ عَلَى الرَّحِيلِ، لَنَدْعُو أمَّتَنَا الكَرِيمَةَ، مُمَثَّلَةً بِأفْرَادِ وَضُبَّاطِ، وَقَادَةِ جُيُوشِهَا ذَوِي الأيْدِي الطَّاهِرَةِ المُتَوَضِّئَةِ إِلَى تَحْرِيرِ إِرَادَتِهَا فِي الجِهَادِ، تَنْطَلِقُ إِلَى سَاحَتِهِ مُخْلِصَةً مُؤْمِنَةً، وَتَخُوضَ فِيهَا أقْدَسَ مَعَارِكِهَا ضِدَّ الصَّهَايِنَةِ أعْدَاءِ اللهِ وَأعْدَاءِ دِينِهِ!! نَدْعُوهَا إِلَى تَحْرِيرِ إِرَادَتِهَا مِنْ تَبَعِيَّتِهَا لِلكَافِرِ المُسْتَعْمِرِ، وَأنْ تُعْلِنَ وَلَاءَهَا الكَامِلَ للهِ، ثُمَّ تَسْعَى إِلَى الوَحْدَةِ تَحْتَ إِمْرَةِ خَلِيفَةٍ تُبَايِعُهُ عَلَى الحُكْمِ بِمَا أنْزَلَ اللهُ، فَتَتَألَّفَ جُيُوشُهَا مِنْ صَفٍّ وَاحِدٍ كَالبُنْيَانِ المَرْصُوصِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا؛ كَي تَصِلَ إِلَى تَحْرِيرِ إِرَادَتِهَا فِي مَيْدَانِ النَّصْرِ، تَقْتَحِمُ مَجَالَهُ، وَتُطَهِّرُ مَيْدَانَهُ، وَتَمْحَقَ أعْدَاءَ البَشَرِيَّةِ فِي جَنَبَاتِهِ، فَتَمْحَقَ فِيهِمْ نَقْضَ العَهْدِ، وَخُلْفَ الوَعْدِ، وَخِيَانَةَ المَوَاثِيقِ، وَتَقْضِي عَلَى مَصْدَرِ القَلَقِ وَالتَّمَزُّقِ فِي رُوحِ الإنسان، وكيان الإنسانية.
وَإِنَّ أمَّتَنَا اليَومَ، إِذَا كَانَ لَهَا أنْ تُفْطِرَ مِنْ بَعْدِ صَومٍ أطَاعَتْ بِهِ أمْرَ رَبِّهَا، وَانْقَادَتْ فِيهِ لِتَوجِيهَاتِ بَارِئِهَا، لَتَسْتَحِقُّ أنْ تَتَطَلَّعَ إِلَى النَّوَالِ الأكْبَرِ بِالنَّصْرِ، وَأَنْ تَسْتَشْرِفَ لِلْغُنْمِ الأعْظَمِ بَالفَتْحِ، نَصْرٍ تَرُدُّ بِهِ الأرْضَ المُغَتَصَبَة، وَفَتْحٍ تَدْخُلُ بِهِ المَسْجِدَ الأقْصَى، وَذَلِكَ إِذَا وَاصَلَتْ صَوْمَهَا عَنِ الحَلَالِ بِصَوْمِهَا عَنِ الحَرَامِ، وَإِذَا وَاصَلَتْ جِهَادَهَا ضِدَّ الصَّهَايِنَةِ المُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ بِجِهَادِهَا ضِدَّ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، وَإِذَا وَاصَلَتْ إِرَادَتَهَا بِالوَحْدَةِ الَّتِي تَجْمَعُ بَينَ الأفْرَادِ وَالشُّعُوبِ بِالتَّوْحِيدِ الَّذِي نَأخُذُ فِيهِ بِكُلِّ مَا أمَرَ اللهُ بِهِ أوْ نَهَى اللهُ عَنْهُ لَا نَتْرُكُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا؛ لِكَي نَسْتَجْلِبَ نَصْرَ اللهِ!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آ لِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.