- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح42)
عقيدة المبدأ الاشتراكي ومنه الشيوعي
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّانِيَةِ وَالأربَعِينَ, وَعُنوَانُهَا: "أوجُهُ الاتِّفَاقِ وَالاختِلافِ بَينَ المبدَأينِ الرَّأسْمَالِيِّ وَالاشتِرَاكِيِّ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الثَّامِنَةِ وَالعِشرِينَ وَالتَّاسِعَةِ وَالعِشرِينَ مِنْ كِتَابِ "نظَامِ الإِسلامِ" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.
يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "وَأمَّا الاشتِرَاكيَّةُ وَمِنْهَا الشُّيُوعِيَّةُ فَهِيَ تَرَى أنَّ الكَونَ وَالإِنسَانَ وَالحَيَاةَ مَادَّةٌ فَقَطْ، وَأنَّ المَادَّةَ هِيَ أصْلُ الأشيَاءِ، وَمِنْ تَطَوُّرِهَا صَارَ وُجُودُ الأشيَاءِ، وَلا يُوجَدُ وَرَاءَ هَذِهِ المَادَّةِ شَيءٌ مُطلَقاً، وَأنَّ هَذِهِ المَادَّةَ أزلِيَّةٌ قَدِيمَةٌ لَمْ يُوجِدْهَا أحَدٌ، أيْ أنَّهَا وَاجِبةُ الوُجُودِ، وَلِذَلِكَ يُنْكِرُونَ كَونَ الأشياءَ مخلوقةً لخالقٍ، أيْ يُنكرونَ الناحيةَ الروحيَّةَ في الأشياءِ ويَعْتَبِرُونَ الاعْتِرَافَ بِوُجُودِهَا خَطَراً عَلَى الحَيَاةِ، لِذَلِكَ يَعتَبِرُونَ الدِّينَ أفْيُونَ الشُّعُوبِ الَّذِي يُخَدِّرُهَا، وَيَمنَعُهَا مِنَ العَمَلِ. وَلا وُجُودَ عِندَهُمْ لِشَيءٍ سِوَى المَادَّةِ، حتَّى الفِكْرُ إنَّمَا هُوَ انعِكَاسُ المَادَّةِ عَلَى الدِّمَاغِ، وَعَلَيهِ فَالمَادَّةُ أصْلُ الفِكرِ، وَأصلُ كُلِّ شَيءٍ، وَمِنْ تَطَوُّرِهَا المادِّيِ تُوجَدُ الأشياءُ. وَعَلَى هَذَا فَهُمْ يُنْكِرونَ وُجُودَ الخَالِقِ، وَيَعْتَبِرُونَ المادَّةَ أَزَلِيَّةً، فَهُمْ يُنْكِرونَ مَا قَبلَ الحَيَاةِ وَمَا بَعْدَهَا، وَلا يَعْتَرِفُونَ إلاَّ بِالحَيَاةِ فَقَطْ".
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: فِي سِتِّينَاتِ وَسَبعِينَاتِ القَرنِ العِشرِينَ كَانَ كَثِيرٌ مِنَ الطُّلابِ الجَامِعِيِّينَ يَدرُسُونَ دِرَاسَاتِهِمُ العُليَا فِي الطِّبِّ وَالهنَدَسَةِ وَغَيرِهَا فِي جَامِعَاتِ دُوَلِ الاتِّحَادِ السُّوفيِتي, وَهُنَاكَ تَأثَّرُوا بِأفكَارِ الاشتِرَاكِيَّةِ وَمِنهَا الشُّيوعِيَّةُ, وَلَمَّا عَادُوا صَارُوا يَتَشَدَّقُونَ بِبَعْضِ الألفَاظِ وَالمُصطَلَحَاتِ الفِكْرِيَّةِ الاقتِصَادِيَّةِ الَّتِي يَحفَظُونَهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ دُونَ أنْ يَفهَمُوا مَعَانِيهَا, فَانبَهَرَ بِهِمْ كَثِيرٌ مِنَ الشَّبَابِ المُسلِمِينَ الَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي بِلادِ العَرَبِ وَغَيرِهَا مِنْ بِلادِ الإِسلامِ, وَقَدِ استَطَاعَ هَؤُلاءِ الأطِبَّاءُ وَالمُهندِسُونَ العَائِدُونَ إِيجَادَ تَنظِيمَاتٍ وَخَلايَا لِلحِزْبِ الشُّيُوعِيِّ فِي بِلادِ المُسلِمِينَ تَضُمُّ أعدَاداً كَبِيرَةً مِنَ الشَّبابِ المُضَلَّلِينَ وَالمُغَرَّرِ بِهِم, وَالَّذِينَ لا وَعْيَ لَدَيهِمْ أصْلاً عَلَى أفكَارِ الإِسلامِ, فَلا فَهِمُوا الإِسلامَ, وَلا هُمْ فَهِمُوا الشُّيُوعِيَّةَ, وَإِنَّمَا جَذَبَهُمْ بَرِيقُ الألفَاظِ, وَبَهجَةُ الفِكْرِ الجَدِيدِ, فَكُلُّ جَدِيدٍ لَهُ بَهْجَةٌ كَمَا يَقُولُونَ.
وَتَتَلَخَّصُ عَقِيدَةُ مَنْ يَعتَنِقُونَ المَبدَأ الاشتِرَاكِيَّ الشُّيُوعِيَّ بِالبُنُودِ العَشَرَةِ الآتِيَةِ:
- الشُّيُوعِيُّونَ يُنكِرُونَ وُجُودَ الخَالِقِ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى, وَيَقُولُونَ: لا إِلَه, وَالحَيَاةُ مَادَّةٌ. وَهَذِهِ العَقِيدَةُ تَصطَدِمُ مَعَ فِطْرَةِ الإِنسَانِ الضَّعِيفِ الَّذِي يَشعُرُ بِالعَجْزِ, وَيَمِيلُ إِلَى تَقدِيسِ قُوَّةٍ عُظْمَى يَرَى لَهَا فَضْلاً كبيراً عَلَيهِ.
- يَعتَبِرُونَ الدِّينَ أفْيُونَ الشُّعُوبِ الَّذِي يُخَدِّرُهَا، وَيَمنَعُهَا مِنَ العَمَلِ. عِلْماً بِأنَّ العَكسَ هُوَ الصَّحِيحُ فَدِينُ الإِسلامِ يَحُثُّ عَلَى العَمَلِ, وَالشُّيُوعِيَّةُ هِيَ الَّتِي تَمنَعُ مِنَ العَمَلِ, فَهِيَ حِينَ تَمنَعُ المِلكِيَّةَ الفَردِيَّةَ, فَإِنَّهَا تُسَاوِي مَنْ يَعمَلُ بِمَنْ لا يَعْمَلُ, فَمَنْ يَعمَلُ حِينَ لا يَجنِي ثِمَارَ عَمَلِهِ, وَيَرَى أنَّهُ وَالقَاعِدُ عَنِ العَمَلِ سَوَاءٌ, فَإِنَّهُ يُفَضِّلُ القُعُودَ عَنِ العَمَلِ.
- يَرَى الشُّيُوعِيُّونَ أنَّ الكَونَ وَالإِنسَانَ وَالحَيَاةَ مَادَّةٌ فَقَطْ, وَهُمْ لا يُؤمِنُونَ إِلاَّ بمَا هُوَ مَادِّيٌّ فَقَط.
- المَادَّةُ عِندَهُمْ أصْلُ الفِكرِ، وَأصلُ كُلِّ شَيءٍ، وَمِنْ تَطَوُّرِهَا المادِّيِ تُوجَدُ الأشياءُ. وَالشُّيُوعِيُّونَ لَيسُوا دَقِيقِينَ فِي الألفَاظِ, فَهُمْ لا يُفَرِّقُونَ بَينَ لَفْظِ "التَّطَوُّرِ" وَلَفظِ "التَّبدُّلِ". هُمْ يَقُولُونَ: الإِنسَانِ أصلُهُ قِردٌ, ثُمَّ تَطَوَّرَ فَصَارَ إِنسَاناً. فَمَا سَمَّوهُ تَطَوُّراً هُوَ فِي الحَقِيقَةِ وَالوَاقِعِ تَبَدُّلٌ وَتَغَيُّرٌ, وَلَيسَ تَطَوُّراً, فَالإِنسَانُ كَائِنٌ آخَرُ غَيرُ القِردِ, يَختَلِفُ عَنهُ اختِلافَ جِنْسٍ, والتَّطَوُّرُ لا يُغَيِّرُ ذَاتَ الشَّيءِ, فَالتُّفَّاحَةُ حِينَ تَتَطَوَّرُ تُصبِحُ تُفَّاحَةً كَبِيرَةً مَثلاً, لَكِنَّهَا تَظَلُّ تُفَّاحَةً, فَإِذَا تَحَوَّلَتْ إِلَى بُرتُقَالَةٍ, فَإِنَّ هَذَا التَّحَوُّلَ يُسَمَّى تَبَدُّلاً وَتَغَيُّراً, وَلا يُقَالُ عَنهُ إِنَّهُ تَطَوُّرٌ. الإِنسَانُ وَهُوَ يَتَخَلَّقُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ يَنتَقِلُ مِنْ طَورٍ إِلَى طَورٍ قَالَ تَعَالَى: (مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) (نوح 13, 14) فَهُوَ يَنتَقِلُ مِنْ طَورِ النُّطفَةِ إِلَى طَورِ العَلَقَةِ إِلَى طَورِ المُضغَةِ. قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ). (المؤمنون 12-14) وَحِينَ يَخرُجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَنتَقِلُ أيضاً مِنْ طَورٍ إِلَى طَورٍ: مِنْ طَورِ الحَضَانَةِ إلى طَورِ الطُّفُولَةِ الأُولَى, ثُمَّ الثَّانِيَةِ, ثُمَّ إِلَى طَورِ المُرَاهَقَةِ, ثُمَّ إِلَى طَورِ الرُّشْدِ, ثُمَّ إِلَى طَورِ الشَّبَابِ وَالرُّجُولَةِ, ثُمَّ إِلَى مَرحَلَةِ الكُهُولَةِ, ثُمَّ إِلَى مَرحَلَةِ الشَّيخُوخَةِ المُبَكِّرَةِ, ثُمَّ إِلَى الشَّيخُوخَةِ, ثُمَّ إِلَى أرذَلِ العُمُرِ. لَكِنَّهُ فِي هَذِهِ الأطوَارِ العَشَرَةِ يَظَلُّ إِنسَاناً لا يَتَغَيَّرُ وَلا يَتَبَدَّلُ. وَيَحضُرُنِي فِي هَذَا المَقَامِ حِوَارٌ دَارَ بَينَ وَاحِدٍ مِنْ شَبَابِنَا وَآخَرَ شُيُوعِيّاً. قَالَ الشُّيُوعِيُّ: إِنَّ أصْلَ الإِنسَانِ كَانَ قِرداً ثُمَّ مِنْ تَطَوُّرِهِ المَادِيِّ صَارَ إِنسَاناً. فَقَالَ الشَّابُ: أصَحِيحٌ هَذَا القَولُ؟ قَالَ الشُّيُوعِيُّ: نَعَمْ صَحِيحٌ. فَقَالَ الشَّابُّ: لَقَدْ سَمِعْتُ بِهِ مِنْ قَبلُ, لَكِنَّنِي لَمْ أُصَدِّقْ بِذَلِكَ حَتَّى رَأيتُكَ!!
- لا وُجُودَ عِندَهُمْ لِشَيءٍ سِوَى المَادَّةِ، حتَّى الفِكْرُ إنَّمَا هُوَ انعِكَاسُ المَادَّةِ عَلَى الدِّمَاغِ. وَهُنَا أيضاً وَقَعَ الشُّيُوعِيُّونَ فِي خَطأ لَفظِيٍّ, إِنَّهُم لَمْ يُفَرِّقُوا بَينَ الانعِكَاسِ وَالانكِسَارِ, فَمَا يَحدُثُ خِلالَ رُؤيَةِ العَينِ لِلأشيَاءِ أنَّ الأشِعَّةَ وَهِيَ تَمُرُّ خِلالَ عَدَسَةِ العَينِ تَنكَسِرُ لِتَظهَرَ صُورَتُهَا عَلَى شَبَكِيَّةِ العَينِ ثُمَّ تَنتَقِلُ إِلَى الدِّمَاغِ لِيُفَكِّرَ بِهَا وَيُعطِيَ الحُكْمَ عَلَيهَا.
- يَرَونَ أنَّ المَادَّةَ أزلِيَّةٌ قَدِيمَةٌ وَاجِبةُ الوُجُودِ لَمْ يُوجِدْهَا أحَدٌ.
- يَرَونَ أنَّهُ لا يُوجَدُ وَرَاءَ هَذِهِ المَادَّةِ شَيءٌ مُطلَقاً, وَهُمْ يُنْكِرُونَ كَونَ الأشياءَ مخلوقةً لخالقٍ.
- يُنكرونَ الناحيةَ الروحيَّةَ في الأشياءِ, وَيَعْتَبِرُونَ الاعْتِرَافَ بِوُجُودِهَا خَطَراً عَلَى الحَيَاةِ.
- يُنْكِرونَ مَا قَبلَ الحَيَاةِ وَمَا بَعْدَهَا، وَلا يَعْتَرِفُونَ إلَّا بِالحَيَاةِ فَقَطْ. وَالرَّدُّ عَلَى البُنُودِ الأربَعَةِ قَبلَ البَندِ العَاشِرِ الأخِيرِ سَهْلٌ مَيسُورٌ, إِذْ يَكفِي فَقَط أنْ نَسَألَ القَائِلَ بِهَذَا القَولِ: هَلْ كُرَةُ لَعِبِ الأطفَالِ تَحتَاجُ إِلَى صَانِعٍ يَصنَعُهَا, وَهَذَا الكَونُ بِكُلِّ أجرَامِهِ السَّمَاوِيَّةِ, وَبِكُلِّ المَخلُوقَاتِ الَّتِي نَرَاهَا, وَلا نَراهَا فِيهِ لا يَحتَاجُ إِلَى خَالِقٍ, وَلَمْ يُوجِدْهُ أحَدٌ؟
- يَحمِلُ المَبدَأُ الاشتِرَاكِيُّ قِيَادَةً فِكرِيَّةً هِيَ المَادِيَّةُ وَالتَّطَوُّرُ المَادِيُّ, وَعَلَى أسَاسِهَا يَحكُمُ بِأنظِمَتِهِ, وَيَدعُو لَهَا, وَيُحَاوِلُ أنْ يُطَبِّقَهَا فِي كُلِّ مَكَانٍ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.