- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح43)
أوجه الاتفاق والاختلاف بين المبدأين الرأسمالي والاشتراكي
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّالِثَةِ وَالأربَعِينَ, وَعُنوَانُهَا: "أوجُهُ الاتِّفَاقِ وَالاختِلافِ بَينَ المبدَأينِ الرَّأسْمَالِيِّ وَالاشتِرَاكِيِّ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ التَّاسِعَةِ وَالعِشرِينَ وَالثَّلاثِينَ مِنْ كِتَابِ "نظَامِ الإِسلامِ" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.
يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ:"وَمَعَ اخْتِلافِ هَذَيْنِ المَبْدَأَيْنِ فِي النَّظْرَةِ الأسَاسِيَّةِ إِلَى الإِنسَانِ وَالكَونِ وَالحَيَاةِ، فَإنهُمَا يَتَّفِقَانِ فِي أنَّ المُثُلَ العُلْيا لِلإنسَانِ هِيَ القِيَمُ العُلْيا الَّتي يَضَعُهَا الإِنسَانُ نَفْسُهُ، وَأنَّ السَّعَادَةَ هِيَ الأخْذُ بِأكْبَرِ نَصِيبٍ مِنَ المُتَعِ الجَسَدِيَّةِ، لأنَّهَا فِي نَظَرِهِمَا هِيَ الوَسِيلَةُ إِلَى السَّعَادَةِ، بَلْ هِيَ السَّعَادَةُ، وَمُتَّفِقَانِ مَعاً عَلَى إعْطَاءِ الإِنسَانِ حُريَّتَهُ الشَّخصِيَّةَ يَتَصَرَّفُ بِمَا يَشَاءُ وَعَلَى نَحْوِ مَا يُريدُ، مَا دَامَ يَرَى فِي هَذَا التَّصَرُّفِ سَعَادَتَهُ. وَلِذَلِكَ كَانَ السُّلُوكُ الشَّخصِيُّ أوِ الحُرِّيَةُ الشَّخصِيَّةُ بَعْضَ مَا يُقَدِّسُهُ هَذَانِ المَبْدَآنِ. وَيَخْتَلِفُ هَذَانِ المَبدَآنِ فِي النَّظرَةِ إِلَى الفَردِ وَالمُجتَمَعِ، فَالرَّأسْمَاليَّةُ مَبدَأٌ فَرْدِيٌّ، يَرَى أنَّ المُجتَمَعَ مُكَوَّنٌ مِنْ أفرَادٍ، وَلا يَنظُرُ لِلمُجتَمَعِ إلاَّ نَظْرةً ثَانَوِيَّةً، ويَخُصُّ نَظْرَتَهُ بِالفَرْدِ، وَلِذَلِكَ يَجِبُ أنْ تُضْمَنَ الحُرِّياتُ لِلفَرْدِ. وَمِنْ هُنَا كَانَتْ حُريَّةُ العَقِيدَةِ بَعْضَ مَا تُقَدِّسُهُ، وَكَانَتِ الحُريَّةُ الاقْتِصَادِيَّةُ مُقَدَّسَةً أيضاً، وَلا تُقَيَّدُ بِنَاءً عَلَى فَلْسَفَتِهَا، وَإِنَّمَا تُقَيَّدُ مِنْ قِبَلِ الدَّولَةِ لِضَمَانِ الحُرِّياتِ، وَتُنَفِّذُ الدَّولَةُ هَذَا التَقْييدَ بِقُوَّةِ الجُنْدِيِّ وصَرَامَةِ القَانُونِ. إِلاَّ أنَّ الدَّولَةَ هِيَ وَسِيلَةٌ، وَلَيسَتْ غَايَةً، وَلِذَلِكَ كَانَتِ السِّيَادَةُ نِهَائِيّاً لِلأفرَادِ لا لِلدَّولَةِ. وَلِذَلِكَ كَانَ المَبدَأُ الرَّأسْمَاليُّ يَحمِلُ قِيَادَةً فِكريَّةً هِيَ فَصْلُ الدِّينِ عَنِ الحَيَاةِ، وَعَلَى أسَاسِهَا يَحكُمُ بِأنظِمَتِهِ، وَيَدْعُو لَهَا، وَيُحَاوِلُ أنْ يُطَبِّقَهَا فِي كُلِّ مكانٍ. وَأمَّا الاشتِرَاكِيَّةُ - وَمِنهَا الشُيُوعِيَّةُ - فَهِي مَبدَأٌ يَرَى أنَّ المُجتَمَعَ مَجمُوعَةٌ عَامَّةٌ تَتَألَّفُ مِنَ البَشَرِ وَعَلاقَاتِهِمْ بِالطَبِيعَةِ، تِلْكَ العَلاقَاتُ المَحْتُومَةُ المُحَدَّدَةُ الَّتِي يَخضَعُونَ لَهَا خُضُوعاً حَتْمِيّاً وَآلِيّاً. وَهَذِهِ المَجمُوعَةُ كُلُّهَا شَيْءٌ وَاحِدٌ: الطَّبِيعَةُ، وَالإِنسَانُ، وَالعَلاقَاتُ، كُلُّهَا شَيءٌ وَاحِدٌ، وَلَيسَتْ أجْزَاءً مُنفَصِلاً بَعضُهَا عَنْ بَعضٍ، فَالإِنسَانُ تُعْتَبَرُ الطَّبِيعَةُ جَانِباً مِنْ شَخصِيَّتِهِ، وَهِيَ الجَانِبُ الَّذِي يَحْمِلُهُ فِي ذَاتِهِ، وَلِذَلِكَ لا يَتَطَوَّرُ الإِنسَانُ إِلاَّ وَهُوَ مُعَلَّقٌ بِهَذَا الجَانِبِ مِنْ شَخصِيَّتِهِ وَهُوَ الطَّبِيعَةُ، لأنَّ صِلَتَهُ بِالطَّبِيعَةِ صِلَةُ الشَّيءِ بِنَفْسِهِ، وَلِذَلِكَ يُعتَبرُ المُجتَمَعُ مَجمُوعَةً وَاحِدَةً تَتَطَوَّرُ كُلُّهَا مَعًا تطوُّرًا وَاحِدًا، وَيَدُورُ الفَردُ تَبَعاً لِذَلِكَ كَمَا يَدُورُ السِّنُّ فِي الدُّولابِ. وَلِذَلِكَ لَمْ تَكُنْ عِندَهُمْ حُريَّةُ عَقِيدَةٍ لِلفَردِ، وَلا حُريَّةٌ اقتِصَادِيَّةٌ. فَالعَقِيدَةُ مُقيَّدةٌ بِمَا تُرِيدُهُ الدَّولةُ، وَالاقتِصَادُ مُقيَّدٌ بِمَا تُرِيدُهُ الدَّولَةُ، وَلِهَذَا كَانَتِ الدَّولَةُ أيْضاً بَعْضَ مَا يُقَدِّسُهُ المَبدَأُ. وَعَنْ هَذِهِ الفَلسَفَةِ المادِّيَةِ انبَثَقَتْ أنظِمَةُ الحَيَاةِ، وَجُعِلَ النِّظَامُ الاقتِصَاديُّ هُوَ الأسَاسُ الأوَّلُ، وَهُوَ المَظهَرُ العَامُّ لِجَمِيعِ الأنظِمَةِ. وَلِذَلِكَ كَانَ المَبدَأُ الاشتِرَاكِيُّ وَمِنهُ الشُّيُوعِيُّ يَحمِلُ قِيَادَةً فِكْريَّةً، هِيَ المَادِّيَّةُ وَالتَّطَوُّرُ المَادِّيُّ، وَعَلَى أسَاسِهَا يَحكُمُ بِأنْظِمَتِهِ، وَيَدعُو لَهَا، وَيُحَاوِلُ أنْ يُطَبِّقَهَا فِي كُلِّ مَكَانٍ".
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: بَيَّنَ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ أوجُهَ الاتِّفَاقِ بَينَ المبدَأينِ الرَّأسْمَالِيِّ وَالشُّيُوعِيِّ حَيثُ يَتَّفِقَانِ فِي ثَلاثَةِ أوجُهٍ:
الَوجْهُ الأوَّلُ: فِي النَّظرَةِ إِلَى المُثُلِ العُليَا لِلإِنسَانِ, أيْ فِي القِيَمِ: حَيثُ يَتَّفِقَانِ عَلَى أنَّ الَّذِي يَضَعُهَا هُوَ الإِنسَان نَفسُهُ.
الوَجْهُ الثَّانِي: فِي النَّظرَةِ إِلَى السَّعَادَةِ, حَيثُ يَتَّفِقَانِ, فِي أنَّ السَّعَادَةَ هِيَ الأخْذُ بِأكبَرِ نَصِيبٍ مِنَ المُتَعِ الجَسَدِيَّةِ.
الوَجْهُ الثَّالِثُ: فِي النَّظرَةِ إِلَى الحُرِّيةِ الشَّخصِيَّةِ, حَيثُ يَتَّفِقَانِ عَلَى إِعطَاءِ الإِنسَانِ حُرِّيتَهُ الشَّخصِيَّةَ, يَتَصَرَّفُ بِمَا يَشَاءُ عَلَى نَحوِ مَا يُرِيدُ, فَكَانَتِ الحُرِّيةُ الشَّخصِيَّةُ بَعضَ مَا يُقَدِّسُهُ هَذَانِ المبدَآنِ.
وَبَعدَ أنْ بَيَّنَ الشَّيخُ أوجُهَ الاتِّفَاقِ بَينَ المبدَأينِ الرَّأسْمَالِيِّ وَالاشتِرَاكِيِّ شَرَعَ بِبَيَانِ أوجُهِ الاختِلافِ بَينَهُمَا حَيثُ يَختَلِفَانِ فِي خَمْسَةِ أوْجُهٍ:
الَوجْهُ الأوَّلُ: فِي النَّظرَةِ الأسَاسِيَّةِ إِلَى الكَونِ وَالإِنسَانِ وَالحَيَاةِ, أيْ فِي العَقِيدَةِ حَيثُ أنَّ المَبدَأ الرَّأسْمَالِيَّ يَعتَرِفُ بِوُجُودِ الخَالِقِ وَوُجُودِ الدِّينِ وَيَومِ البَعثِ, وَيَعتَقِدُ بِفَصْلِ الدِّينِ عَنِ الحَيَاةِ. أمَّا المَبدَأُ الاشتِرَاكِيُّ فَيُنكِرُ وُجُودَ الخَالِقِ, وَيَرَى أنَّ المَادَّةَ أصْلُ كُلِّ شَيءٍ, وَيعتَبِرُ الدَّينَ أفيُونَ الشُّعُوبِ الَّذِي يُخَدِّرُهَا.
الوَجْهُ الثَّانِي: فِي النَّظرَةِ إِلَى الفَردِ وَالمُجتَمَعِ: المبدَأُ الرَّأسْمَالِيُّ مَبدَأ فَردِيٌّ يَرَى أنَّ المُجتَمَعَ مُكَوَّنٌ مِنْ أفرَادٍ, وَيَنظُرُ لِلمُجتَمَعِ نَظرَةً ثَانَوِيَّةً, وَيَخُصُّ نَظرَتَهُ لِلفَرْدِ. أمَّا المبدَأُ الاشتِرَاكِيُّ فَيَرَى أنَّ المُجتَمَعَ مَجمُوعَةٌ عَامَّةٌ تَتَألَّفُ مِنَ البَشَرِ وَعَلاقَتَهِمْ بِالطَّبِيعَةِ, وَأنَّ هَذِهِ العَلاقَةَ عَلاقَةٌ مَحتُومَةٌ يَخضَعُونَ لَهَا خُضُوعاً حَتْمِياً وآلياً, وَأنَّ الطَّبيِعَةَ وَالإِنسَانَ وَالعَلاقَاتِ شَيءٌ وَاحِدٌ, وَأنَّ الطَبِيعَةَ جَانِبٌ مِنْ شَخصِيَّةِ الإِنسَانَ لا يَتَطَوَّرُ إِلَّا بِتَطَوُّرِهَا. وَأنَّ المُجتَمَعَ مَجمُوعَةٌ وَاحِدَةٌ تَتَطَوَّرُ كُلُّهَا مَعاً تَطَوُّراً وَاحِداً, وَأنَّ الفَردَ يَدُورُ تَبَعاً لِذَلِكَ كَمَا يَدُورُ السِّنُّ فِي الدُّولابِ.
الوَجْهُ الثَّالِثُ: فِي النَّظرَةِ إِلَى الحُرِّياتِ: المبدَأُ الرَّأسْمَالِيُّ يَرَى أنَّهُ يَجِبُ أنْ تُضْمَنَ الحُرِّيةُ لِلفَردِ, وَأنَّ حُرِّيَةَ العَقِيدَةِ وَالحُرِّيةَ الاقتِصَادِيَّةَ هُمَا بَعضُ مَا تُقَدِّسُهُ الرَّأسْمَالِيَّةُ, وَلا تُقَيَّدُ الحُرِّيةُ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ الدَّولَةِ لِضَمَانِ الحُريَّاتِ. أمَّا المَبدأُ الاشتِرَاكِيُّ فَلَمْ تَكُنْ عِندَهُمْ حُرِّيةُ عَقِيدَةٍ وَلا حُريَّةٌ اقتِصَادِيَّةٌ لِلفَردِ, وَلا يُقَدِّسُ مِنَ الحُريَّاتِ إِلاَّ حُريَّةَ الرَّأيِ وَالحُريَّةَ الشَّخصِيَّةَ.
الوَجْهُ الرَّابِعُ: فِي النَّظرَةِ إِلَى الدَّولَةِ: الدَّولَةُ عِندَ الرَّأسْمَالِيِّينَ وَسِيلَةٌ وَلَيسَتْ غَايَةً, وَتُنَفِّذُ الدَّولَةُ تَقيِيدَ الحُريَّةِ بِقُوَّةِ الجُندِيِّ وَصَرَامَةِ القَانُونِ. أمَّا الشُّيُوعِيُّونَ فَالعَقِيدَةُ عِندَهُمْ مُقَيَّدَةٌ بِمَا تُرِيدُهُ الدَّولَةُ وكذلك وَالاقتِصَادُ مُقَيَّدٌ بِمَا تُرِيدُهُ الدَّولَةُ. وَالدَّولَةُ بَعضُ مَا يُقَدِّسُهُ الشُّيُوعِيُّونَ.
الوَجْهُ الخَامِسُ: فِي القِيَادَةِ الفِكرِيَّةِ: عَقِيدَةُ فَصْلِ الدِّينِ عَنِ الحَيَاةِ هِيَ القَاعِدَةُ الفِكرِيَّةُ الَّتِي تُبنَى عَلَيهَا جَمِيعُ الأفكَارِ عِندَ الرَّأسْمَالِيِّينَ, وَعَلَى أسَاسِهَا تُعَالَجُ جَمِيعُ مَشَاكِلِ الحَيَاةِ, وَهِيَ القِيَادَةُ الفِكرِيَّةُ الَّتِي يَحمِلُهَا الغَربُ وَيَدعُو العَالَمَ إِلَيهَا. أمَّا المَبدَأُ الاشتِرَاكِيُّ فَقَدِ انبَثَقَتْ أنظِمَةُ الحَيَاةِ فِيهِ عَنِ الفَلسَفَةِ المَادِّيةِ المُستَنِدَةِ إِلَى عَقِيدَةِ إِنكَارِ وُجُودِ الخَالِقِ, وَجُعِلَ النِّظَامُ الاقتِصَادِيُّ الأسَاسَ الأوَّلَ. وَالمَاديَّةُ وَالتَّطَوُّرُ المَادِيُّ هُمَا القِيَادَةُ الفِكرِيَّةُ لِلمَبدَأِ الاشتِرَاكِيِّ عَلَى أسَاسِهِمَا يَحكُمُ بِأنظِمَتِهِ وَيدعُو لَهَا, وَيُحَاوِلُ أنْ يُطَبِّقَهَا فِي كُلِّ مَكَانٍ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.