- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح70) من مقتضيات حمل الدعوة أن يكون كل عمل من أعمالها لأجل غاية معينة
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا "بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام" وَمَعَ الحَلْقَةِ السَّبعِينَ, وَعُنوَانُهَا: "مِنْ مُقتَضَيَاتِ الدَّعوَةِ الإِسلامِيَّةِ أنْ يَكُونَ كُلُّ عَمَلٍ مِنْ أعْمَالِهَا لأجْلِ غَايَةٍ مُعَيَّنةٍ". نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَتَينِ: الحَادِيَةِ وَالسِّتِينَ وَالثَّانِيَةِ وَالسِّتِينَ مِنْ كِتَابِ "نظَامِ الإِسلامِ" لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.
يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "وحَمْلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَقْضِي أَنْ يَكُونَ كُلُّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِهَا مِنْ أَجْلِ غَايَةٍ مُعَيَّنَةٍ، ويَقْتَضِي بأَنْ يَظَلَّ حَامِلُ الدَعْوَةِ دائِماً يَتَصَوَّرُ هَذِهِ الغايةَ، ويَعْمَلُ دائِماً للوُصُولِ إِلَيْها، ويَدْأَبُ دَأَبَاً لا راحةَ فِيهِ لتَحْقِيقِ الغايةِ. ولذَلِكَ تَجِدُهُ لا يَرْضَى بالفِكْرِ دُونَ العَمَلِ، ويَعْتَبِرُهُ فَلْسَفَةً خَيالِيَّةً مُخَدِّرَةً، ولا يَرْضَى بالفكرِ والعَمَلِ لغَيْرِ غَايَةٍ، ويَعْتَبِرُهُ حَركَّةً لَوْلَبِيَّةً تَنْتَهِي بالجُمودِ واليَأْسِ، بَلْ يُصِرُّ عَلَى اِقْتِرَانِ الفِكْرِ بالعَمَلِ، وعَلَى جَعْلِ الفِكْرِ والعَمَلِ مَعَاً مِنْ أَجْلِ غَايَةٍ يُحَقِّقُهَا عَمَلِيَّاً ويُبْرِزُهَا للوُجُودِ. فالرَسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ حَمَلَ القِيَادَةَ الفِكْرِيَّةَ في مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا وَجَدَ مُجْتَمَعَ مَكَّةَ لا يُحَقِّقُ جَعْلَ الإِسْلامِ نِظَاماً للمُجْتَمَعِ يُعْمَلُ بِهِ، هَيَّأَ مُجْتَمَعَ المَدِينَةِ، ثُمَّ أَوْجَدَ الدَوْلَةَ، وطَبَّقَ الإِسْلامَ، وحَمَلَ رِسَالَتَهُ، وهَيَّأَ الأُمَّةَ لِتَحْمِلَهُ مِنْ بَعْدِهِ، وتَسِيرَ في الطَرِيقِ الَّتِي رَسَمَهَا لها. ولذَلِكَ لا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ حَمْلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ في حالِ عَدَمِ وُجودِ خَليفَةٍ للمُسْلِمِينَ شامِلاً الدَعْوَةَ إِلَى الإِسْلامِ، وإِلى اِسْتِئْنَافِ الحَيَاةٍ الإِسْلامِيَّةٍ بالعَمَلِ لإِيجادِ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ الَّتِي تُطَبِّقُ الإِسْلامَ، وتَحْمِلُ رِسَالَتَهُ للعَالَمِ، فَتُنْقَل مِنْ دَعْوَةٍ لاسْتِئْنَافِ الحَيَاةٍ الإِسْلامِيَّةٍ في الأُمَّةِ إِلَى حَمْلِ الدَوْلَةِ الدَعْوَةَ إِلَى العَالَمِ، ومِنْ دَعْوَةٍ مَحَلِّيَةٍ في العَالَمِ الإِسْلاميِّ إِلَى دَعْوَةٍ عَالَمِيَّةٍ. والدَعْوَةُ إِلَى الإِسْلامِ لا بُدَّ أَنْ يَبْرُزَ فِيهَا تَصْحِيحُ العَقَائِدِ، وتَقْوِيَةُ الصِلَةِ باللهِ، وأَنْ تُبَيِّنَ للنَاسِ حَلَّ مَشَاكِلِهِمْ، حَتَّى تَكُونَ هَذِهِ الدَعْوَةُ حَيَّةً في جَمِيعِ مَيَادِينِ الحَيَاةِ. فالرَسُولُ r كَانَ يَتْلُو عَلَى الناسِ في مَكَّةَ: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ)، ويَتْلُو عَلَيْهِم في نَفْسِ الوَقْتِ: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ)، ويَتْلُو عَلَيْهِم في مَكَّةَ: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)، ويَتْلُو عَلَيْهِم: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)، ويَتْلُو عَلَيْهِم في المَدِينَةِ: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ)، كَمَا يَتْلُو عَلَيْهِمْ: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، ويَتْلُو عَلَيْهِمْ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ)، ويتلُو عَليْهِم: (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ)، ويَتْلُو: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ). ولذَلِكَ لا بُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ الدَعْوَةُ الإِسْلامِيَّةُ حَامِلةً للنَاسِ الأَنْظِمَةَ الَّتِي يُعَالِجُونَ بِهَا مَشَاكِلَ حَيَاتِهِمْ، لأَنَّ سِرَّ نَجَاحِ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ هُوَ كَوْنُهَا حَيَّةً تُعَالِجُ الإِنْسَانَ كُلَّهُ كإِنْسَانٍ، وتُحْدِثُ فِيهِ كُلِّهِ الانْقِلابَ الشَامِلَ. ولا يَتَأَتَّى لِحَمَلَةِ هَذِهِ الدَعْوَةِ أَنْ يَضْطَلِعُوا بالمَسْؤُولِيَّةِ، ويَقُومُوا بالتَبِعَاتِ، إِلَّا إِذَا غَرَسُوا في نُفُوسِهِمُ النُزُوعَ إِلَى الكَمَالِ، وكَانُوا يُنَقِّبُونَ دَائِماً عَنِ الحَقِيقَةِ، ويُقَلِّبُونَ دَائِمَاً في كُلِّ مَا عَرَفُوهُ، حَتَّى يُنَقُّوا مِنْهُ كُلَّ مَا يَعْلَقُ بِهِ مِنْ شَيْءٍ غَرِيبٍ عَنْهُ، ويُبْعِدُوا عَنْهُ كُلَّ ما يكونُ مِنْ قُرْبِهِ مِنْهُ اِحْتِمَالُ أَنْ يُلْصَقَ بِهِ، حَتَّى تَظَلَّ الأَفْكَارُ الَّتِي يحَمِلُونَهَا نَقِيَّةً صَافِيَةً، وصَفَاءُ الأَفْكَارِ ونَقَاؤُهَا هُوَ الضَمَانُ الوَحِيدُ لِلْنَجَاحِ، ولاسْتِمْرَارِ النَجَاحِ. ثمًّ عَلَى حَمَلةِ هَذِهِ الدَعْوَةِ أَنْ يُؤَدُّوا وَاجِبَهَا كَوَاجِبٍ كَلَّفَهُمْ بِهِ اللهُ، وأَنْ يُقْبِلُوا عَلَيْهَا مُتَهَلِّلِينَ مُسْتَبْشِرِينَ بِرِضَا اللهِ، وأَنْ لا يَبْتَغُوا مِنْ عَمَلِهِمْ جَزَاءً، ولا يَنْتَظِرُوا مِنَ النَاسِ شُكْرَاً، وأَنْ لا يَعْرِفُوا إِلاَّ طَلَبَ رِضْوَانِ اللهِ".
وَنَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: يُوَاصِلُ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ- رَحِمَهُ اللهُ - حَدِيثَهُ عَنْ مُقتَضَيَاتِ حَمْلِ الدَّعوَةِ الإِسلامِيَّةِ, وَيُمكِنُ إِجْمَالُ الأفكَارِ الوَارِدَةِ فِي هَذِهِ الفَقْرَاتِ بِالنُّقَاطِ الآتِيَةِ:
1) حَمْلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ يَقْتضي أوَّلَ مَا يَقتَضِي أمرَينِ:
- يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ كُلُّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِهَا مِنْ أَجْلِ غَايَةٍ مُعَيَّنَةٍ.
- يَقْتَضِي أَنْ يَظَلَّ حَامِلُ الدَعْوَةِ دائِماً يَتَصَوَّرُ هَذِهِ الغايةَ، ويَعْمَلُ دائِماً للوُصُولِ إِلَيْها، ويَدْأَبُ دَأَبَاً لا راحةَ فِيهِ لتَحْقِيقِ الغايةِ.
2) مِنْ صِفَاتِ حَامِلِ الدَّعوَةِ:
- حَامِلُ الدَعْوَةِ لا يَرْضَى بالفِكْرِ دُونَ العَمَلِ، ويَعْتَبِرُهُ فَلْسَفَةً خَيالِيَّةً مُخَدِّرَةً.
- حَامِلُ الدَعْوَةِ لا يَرْضَى بالفكرِ والعَمَلِ لغَيْرِ غَايَةٍ, ويَعْتَبِرُهُ حَركَّةً لَوْلَبِيَّةً تَنْتَهِي بالجُمودِ واليَأْسِ.
- حَامِلُ الدَعْوَةِ يُصِرُّ عَلَى اِقْتِرَانِ الفِكْرِ بالعَمَلِ، وعَلَى جَعْلِ الفِكْرِ والعَمَلِ مَعَاً مِنْ أَجْلِ غَايَةٍ يُحَقِّقُهَا عَمَلِيَّاً ويُبْرِزُهَا للوُجُودِ.
- حَامِلُ الدَعْوَةِ يقتدي برسول الله r.
3) مِنْ مَنهَجِ الرَسُولِ r فِي حَمْلِ الدَّعوَةِ الإِسلامِيَّةِ:
- حَمَلَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ القِيَادَةَ الفِكْرِيَّةَ في مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا وَجَدَ مُجْتَمَعَ مَكَّةَ لا يُحَقِّقُ جَعْلَ الإِسْلامِ نِظَاماً للمُجْتَمَعِ يُعْمَلُ بِهِ، هَيَّأَ مُجْتَمَعَ المَدِينَةِ.
- أَوْجَدَ الرَّسُولُ r الدَوْلَةَ فِي المَدِينَةِ، وطَبَّقَ الإِسْلامَ، وحَمَلَ رِسَالَتَهُ.
- هَيَّأَ الرَّسُولُ r الأُمَّةَ لِتَحْمِلَ الإِسلامَ مِنْ بَعْدِهِ، وتَسِيرَ في الطَرِيقِ الَّتِي رَسَمَهَا لها.
4) حَمْلُ الدَّعوَةِ فِي حَالِ عَدَمِ وُجُودِ خَلِيفَةٍ لِلمُسلِمِينَ:
أولاً: لا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ حَمْلُ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ في حالِ عَدَمِ وُجودِ خَليفَةٍ للمُسْلِمِينَ شامِلاً الأمرَينِ الآتِيَينِ:
- الدَعْوَةَ إِلَى الإِسْلامِ.
- الدَعْوَةَ إِلى اِسْتِئْنَافِ الحَيَاةٍ الإِسْلامِيَّةٍ بالعَمَلِ لإِيجادِ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّةِ الَّتِي تُطَبِّقُ الإِسْلامَ، وتَحْمِلُ رِسَالَتَهُ للعَالَمِ.
ثانيًا: لا بُدَّ مِنْ أَنْ تُنْقَل مِنْ دَعْوَةٍ لاسْتِئْنَافِ الحَيَاةٍ الإِسْلامِيَّةٍ في الأُمَّةِ إِلَى حَمْلِ الدَوْلَةِ الدَعْوَةَ إِلَى العَالَمِ، ومِنْ دَعْوَةٍ مَحَلِّيَةٍ في العَالَمِ الإِسْلاميِّ إِلَى دَعْوَةٍ عَالَمِيَّةٍ.
ثالثا: الدَعْوَةُ إِلَى الإِسْلامِ لا بُدَّ أَنْ يَبْرُزَ فِيهَا أمور ثلاثة هي:
- تَصْحِيحُ العَقَائِدِ.
- تَقْوِيَةُ الصِلَةِ باللهِ.
- بَيَانِ حَلَّ مَشَاكِلِ النَّاسِ، حَتَّى تَكُونَ هَذِهِ الدَعْوَةُ حَيَّةً في جَمِيعِ مَيَادِينِ الحَيَاةِ.
5) مِنْ مَنهَجِ الرَسُولِ r فِي حَمْلِ الدَّعوَةِ الإِسلامِيَّةِ:
- كَانَ يَتْلُو عَلَى الناسِ في مَكَّةَ: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ).
- ويَتْلُو عَلَيْهِم في الوَقْتِ نَفْسِه: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ).
- ويَتْلُو عَلَيْهِم في مَكَّةَ: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ).
- ويَتْلُو عَلَيْهِم: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ).
- ويَتْلُو عَلَيْهِم في المَدِينَةِ: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ).
- كَمَا يَتْلُو عَلَيْهِمْ: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).
- ويَتْلُو عَلَيْهِمْ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ).
- ويتلُو عَليْهِم: (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ).
- ويَتْلُو: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ).
6) صفات حاملي الدعوة وسر نجاحها:
- لا بُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ الدَعْوَةُ الإِسْلامِيَّةُ حَامِلةً للنَاسِ الأَنْظِمَةَ الَّتِي يُعَالِجُونَ بِهَا مَشَاكِلَ حَيَاتِهِمْ.
- سِرَّ نَجَاحِ الدَعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ هُوَ كَوْنُهَا حَيَّةً تُعَالِجُ الإِنْسَانَ كُلَّهُ كإِنْسَانٍ، وتُحْدِثُ فِيهِ كُلِّهِ الانْقِلابَ الشَامِلَ.
7) لا يَتَأَتَّى لِحَمَلَةِ هَذِهِ الدَعْوَةِ أَنْ يَضْطَلِعُوا بالمَسْؤُولِيَّةِ، ويَقُومُوا بالتَبِعَاتِ إِلاَّ إذا اتَّصَفُوا بمَا يَأتِي:
- أنْ يَغرِسُوا في نُفُوسِهِمُ النُزُوعَ إِلَى الكَمَالِ.
- أنْ يُنَقِّبُوا دَائِماً عَنِ الحَقِيقَةِ، ويُقَلِّبُوا دَائِماً في كُلِّ مَا عَرَفُوهُ للأسباب الآتية:
أ- حَتَّى يُنَقُّوا مِنْهُ كُلَّ مَا يَعْلَقُ بِهِ مِنْ شَيْءٍ غَرِيبٍ عَنْهُ.
ب- حَتَّى يُبْعِدُوا عَنْهُ كُلَّ ما يكونُ مِنْ قُرْبِهِ مِنْهُ اِحْتِمَالُ أَنْ يُلْصَقَ بِهِ.
ت- حَتَّى تَظَلَّ الأَفْكَارُ الَّتِي يحَمِلُونَهَا نَقِيَّةً صَافِيَةً.
ث- لأنَّ صَفَاءَ الأَفْكَارِ ونَقَاءَهَا هُوَ الضَمَانُ الوَحِيدُ لِلْنَجَاحِ، ولاسْتِمْرَارِ النَجَاحِ.
3. أَنْ يُؤَدُّوا وَاجِبَهَا كَوَاجِبٍ كَلَّفَهُمْ بِهِ اللهُ.
4. أَنْ يُقْبِلُوا عَلَى الدَّعوَةِ مُتَهَلِّلِينَ مُسْتَبْشِرِينَ بِرِضَا اللهِ.
5. أَنْ لا يَبْتَغُوا مِنْ عَمَلِهِمْ جَزَاءً، ولا يَنْتَظِرُوا مِنَ النَاسِ شُكْرًا.
6. أَنْ لا يَعْرِفُوا إِلَّا طَلَبَ رِضْوَانِ اللهِ تَعَالَى.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, وَلِلحَدِيثِ بَقِيَّةٌ, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.