الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف  يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى

بسم الله الرحمن الرحيم


    عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
‏    عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ ‏ ‏يَا ابْنَ ‏ ‏آدَمَ ‏ ‏تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي

    قَوْلُهُ :

( إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَا اِبْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي ) ‏أَيْ تَفَرَّغْ عَنْ مُهِمَّاتِك لِطَاعَتِي ‏
( أَمْلَأْ صَدْرَك ) ‏أَيْ قَلْبَك ‏
( غِنًى ) ‏وَالْغِنَى إِنَّمَا هُوَ غِنَى الْقَلْبِ ‏
( وَأَسُدَّ فَقْرَك ) ‏أَيْ تَفَرَّغْ عَنْ مُهِمَّاتِك لِعِبَادَتِي أَقْضِي مُهِمَّاتِك وَأُغْنِيك عَنْ خَلْقِي , وَإِنْ لَا تَفْعَلْ مَلَأْت يَدَيْك شُغْلًا . وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَك أَيْ إِنْ لَمْ تَتَفَرَّغْ لِذَلِكَ وَاشْتَغَلْت بِغَيْرِي لَمْ أَسُدَّ فَقْرَك لِأَنَّ الْخَلْقَ فُقَرَاءُ عَلَى الْإِطْلَاقِ فَتَزِيدُ فَقْرًا عَلَى فَقْرِك .

    عَجباً لِمَنْ لا يتفرَّغُ لعبادةِ اللهِ سبحانهُ بِحُجَّةِ السعيِ للرزقِ أو طَلَبِ نَصيبٍ أكبرَ من الدنيا! والعبادةُ هنا طبعاً لا تعني فقط أركانَ الإسلامِ الخمسة، ويكفي لِبيانِ ذلكَ قولُهُ تعالى (قُلْ إِنَّ صَلاتِيْ وَنُسُكِيْ وَمَحْيايَ وَمَماتِيْ للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).


    أَلاْ يعلمُ أولئكَ الذينَ يُقدِّمونَ الاشتغالَ بالرِّزقِ على التّفرُّغِ لعبادةِ الله، أنّهمْ يتعدَّوْنَ على اللهِ وأمرَهُ بِفِعْلِهِمْ هذا والعياذُ بالله! أليسَ الغِنى والفقرُ من أَمْرِ اللهِ العليمِ القدير؟ أليسَ الرِّزقُ مكفولاً من اللهِ الرزّاقِ الكريم! فكيفَ نرضى لأنفسِنا أنْ نشتغلَ بما هو أمرُ اللهِ سبحانه، ونتركَ ما طَلَبَ منّا سبحانه أنْ نشتغلَ به، وهو التفرُّغُ لعبادَتِهِ عزّ وجلّ، وعلى رأسِ ذلك التفرُّغُ لإقامةِ دينِ اللهِ عزَّ وجلَّ وإظهارُهُ على الدّينِ كلِّه! 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع