الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

عيد الفطر ج2

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نتأمل كيف ان الله تعالى جعل الفرح في عيد الفطر عبادة فجعل سبحانه الفطر في يوم العيد واجبا والصيام حراما، وأبرز مظاهر الفرح في العيد الفطر، وفي الحديث: " للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه"، قال ابن القيم رضي الله عنه: " فليس الفرح التام والسرور الكامل والابتهاج والنعيم وقرة العين وسكون القلب إلا به سبحانه وما سواه إن أعان على هذا المطلوب فُرح به وسُر به، وإن حجب عنه فهو بالحزن به والوحشة فيه، واضطراب القلب بحصوله أحق به أن يفرح به، فلا فرحة ولا سرور إلا به، أو بما أوصل به وأعان على مرضاته وقد أخبر سبحانه انه لا يحب الفرحين بالدنيا وزينتها ، وأمر بالفرح بفضله ورحمته وهو الإسلام والإيمان والقرآن كما فسره الصحابة والتابعون. ( الفوائد المجموعة لابن القيم )، ومن صور الفرح بفضل الله ورحمته فرحة العيد.

 

وفي العيد فرصة لا تداينها فرصة لكي يستثمرها المسلم في بر الوالدين وصلة الأرحام وإكرام الجار بتبادل الزيارات والتهنئة وغيرها من مظاهر الفرحة كما أن فيه فرصة عظيمة لإصلاح ذات البين وقلع ما زرعه الشيطان في قلوب المتخاصمين والمتنازعين من حواجز العداوة والبغضاء.

 

ولننظر كيف أن الله سبحانه شرع لعباده المؤمنين من العبادات ما يوحد صفوفهم بصورة عملية، والعيد هنا من هذه العبادات، فالمناسبة واحدة والفرحة فيه واحدة، وهذا مما يعمل على ربط القلوب وتعميق الصلات بين الشعوب الإسلامية، وأفراد مجتمعها الإسلامي الواحد على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وعاداتهم.

 

وفي العيد تربية للمسلم على تحقيق العبودية لله تعالى في حياته اليومية، وهذا المعنى قد لا يدركه كثير من الناس، فالعيد ينتقل من فطر قبل شهر رمضان نهي عن الصيام فيه إلى الصيام في شهر رمضان فيمتنع عن الطعام والشراب والجماع عبادة وطاعة لأمر الله عز وجل ثم ينتقل العبد إلى يوم العيد فيجب عليه الفطر، بعد أن كان عليه الصوم عليه بالأمس واجبا فيفطر عبادة لله وطاعة لأمره، وفي هذا الانتقال من حال إلى حال تعويد للنفس على الخضوع المطلق لأمر الله عز وجل والانقياد لأحكامه والسير على شرعه مع محبة ذلك والسرور به، وهذه هي العبودية التي ينبغي أن يسير عليها العبد في حياته كلها.

 

وفي الفطر تتجلى مناسبة من أعظم المناسبات للشكر وهي فرحة إتمام الصوم، ويوم الفطر حين يعبر العبد عن شكره ذلك بالتكبير والتهليل والتحميد، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، ففي هذا التكبير والتهليل والتحميد ما فيه من حمد لله تعالى على إحسانه وإنعامه، قال ابن القيم:" فعلى العبد أن يعلم أنه لا إله إلا الله فيحبه ويحمده لذاته وكماله، وأن يعلم أن لا محسن على الحقيقة بأصناف النعم الظاهرة والباطنة إلا هو فيحبه لإحسانه وإنعامه ويحمده على ذلك، فيحبه من الوجهين جميعا، فمنه ابتدأت النعم وإليه انتهت، وهو الذي ألهم عبده التوبة وفرح بها أعظم فرح وهي من فضله وجوده، وألهم عبده الطاعة وأعانه عليها وهي من فضله وجوده، وهو سبحانه غني عن كل ما سواه، ( الفوائد المجموعة لابن القيم ).

 

وختاما أليس لنا فيما شرع لنا من الأعياد كفاية عن الأعياد المبتدعة، ألا يسعنا عيد الفطر والأضحى بما فيهما من معان عظيمة لكي نصل الأرحام ونبر الوالدين ونذكر بنعمة الإسلام ونتوجه إلى الله سبحانه بالذكر المشروع، فأين الأعياد المبتدعة كعيد الأم وغيره من الأعياد، أين هي من عيدي الفطر والأضحى، وحسبنا في ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبان فيهما في الجاهلية، فقال: إن الله تبارك وتعالى قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم النحر" أخرجه أحمد وغيره.

 

أم عاصم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع