الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نصرة أهلنا في الشام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، معز المؤمنين، ومحبط عمل المشركين، ومخزي الكافرين، وناصر عباده المستضعفين، ومذل المستكبرين، وقاصم الجبارين. أما بعد:

 

أيها المسلمون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

بادئ ذي بدء ارفعوا الأكف إلى السماء، وأمنوا على هذا الدعاء، وأنتم موقنون بالإجابة.

 

اللهم يا رب نسألك بأسمائك الحسنى، وبصفاتك العليا، وباسمك الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، نسألك يا الله بأنك أنت الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. نسألك يا الله يا الله يا الله، يا من جل في علاه، ويا من ليس لنا رب سواه، نسألك في هذه الساعة المباركة، أن تبرم لأمة الإسلام أمر رشد، تفرج به كرب المسلمين عامة، وكرب إخواننا في سوريا خاصة، وتسقط فيه نظام بشار، وباقي الأنظمة الطاغوتية الكافرة، وتوفق فيه العاملين لإقامة دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

يا أهل الشام، ويا أهل عقر دار الإسلام:

إن ثمن استحقاق الخيرية كبير، وإن اصطفاء الله للشام وأهلها غال ونفيس، وما ادخره الله لأهل الشام، من مجد يتقدم، وعز يقترب، وخير يلوح، ليستحق التضحية والفداء، لقد أتعبتم الأجيال المناضلة من بعدكم، ولقد استرخصتم المهج على نسق يثير الإعجاب والإعزاز! كم أنتم أيها القوم صابرون! كم أنتم محتسبون! كم أنتم للموت تطلبون! عشرات أرواح الأحباب تصعد كل يوم إلى بارئها، وما تزدادون إلا إصرارا وتحديا وإقداما! صار الموت رفيق الدرب! وصارت الجراح سراجا للحياة! وصار الابتلاء ركنا من أركان العيش! اعلموا أن بمثلكم أيها المباركون، تنهض العزة من رقدتها، ويقف الإباء شامخا فوق الروابي، يكبر ويكبر! معلمكم الحبيب محمد صلى الله عيله وسلم، وقدوة صبركم خباب، وعمار، تنشدون صباح مساء نشيد الصحابي الجليل خبيب بن عدي رضى الله عنه:

 

إلى الله أشكـو غربتي ثـم كربتي     وما أرصد الأعداء لي عند مصرعي

وذلـك في ذات الإله وإن  يشـأ     يبـارك على أوصال شلو ممـزع

ولست أبالـي حين أقـتل مسلما     على أي جنب كان في الله مصرعي

 

أيها المسلمون في سوريا:

إن ما ارتكبه بشار من مجازر القتل، والقصف والتدمير المريع، يكشف أن النظام يحس باقتراب أجله، خاصة بعدما توسعت حركة الانشقاق في الجيش السوري، وبعدما دقت أيادي الثورة أبواب دمشق وحلب؛ لذلك فإن هذه المجازر بقدر ما تحمل ألما، فهي تحمل أملا، وإنها إن شاء الله تعالى، ستكون السويعات الفاصلة، التي تسبق انهيار هذا النظام، بكل جبروته وأجهزته الأمنية، وشبيحته وعلاقاته الدولية، وإن الالتجاء إلى مجلس الخوف، لحل الأزمة في سوريا، يضع قضية المسلمين بيد أعدائها من الدول الكبرى، ويجعلها عرضة للمساومات والتنازلات، والتآمر وفرض الشروط، حتى يأتي التغيير غربي الهوية لا إسلاميا.

 

أيها المسلمون في كل مكان:

أتسبى المسلمات بكل ثغـر                 وعيش المسلمين إذن  يطيب

أمـا لله والإسـلام حـق                  يدافـع عنه شبـان وشيب

 

 

إن نظام بشار الآثم، وشبيحته قاموا باغتصاب أخت لكم أمام زوجها وأبنائها، ثم قتلوا زوجها وأبناءها أمامها، ولم تجد من يغيثها، ولا من ينجدها، ويذود عن عرضها، ولسان حالها يقول:

 

أطرقـت حتـى  ملني الإطـراق        وبكيت حتـى احمرت  الأحداق

سامـرت نجـم الليل  حتى غاب    عنـي النوم وهد عزيمتي الإرهاق

أنـا أيهــا الأحبـاب  مسلمة     لهـا قلب إلى شرع الهدى  تواق

يا مجلـس الخـوف الذي في ظله     كسر الأمـان وضيـع  الميثـاق

يعفـى عن الصرب الذين طغـوا     وتجبروا ويسـرد بالعصاب عراق

أيـن السلام لقـد بـدا  كذب     السـلام وزاغــت الأحـداق

أخـذوا صغيري وهـو  يصرخ      أمـي وفـي نظراتـه  إشفـاق

أختـاه أمتنـا التـي  تدعيـنها     صارت على درب الخضوع تساق

أودت بهـا قوميـة  مشؤومـة      وغـدا بهـا نحـو الضياع رفاق

مـدي إلى الرحمن كف  تضرع       فلسوف يرفـع شأنك الخـلاق

فأمــام قـــدرة ربنــا       تتضـاءل الأنسـاب  والأعراق

 

أيها المسلمون في سوريا:

إن النظام السوري البائس، لا يحتاج القضاء عليه الالتجاء إلى مجلس التآمر والخوف، ولا إلى معارضة تقف على أعتابه، مستجدية حلوله من دولة مدنية ديمقراطية علمانية، بل يتطلب الالتجاء الحقيقي إلى الله وحده، ورص الصفوف على إقامة شرعه، إذ لا ملجأ منه إلا إليه، وهذا يقتضي أن تعم الثورة كل أرجاء سوريا، بحيث لا تبقى أرض تطأ عليها رجلا هذا النظام الفاجر، ويقتضي أن يقوم أهل القوة بنصرة دينهم، ونجدة أهلهم، ولعل هذين الأمرين هما اللذان أفقدا النظام صوابه.

 

أيها المسلمون الثائرون الصابرون، المنتصرون قريبا بإذن الله:

لقد كان ثباتكم اليوم في الساحات، وهتافكم الذي بلغ عنان السماء، وآلة القتل تنتظركم، وأنتم لا تأبهون بها، لدليلا واضحا على أنكم قد اتخذتم قرار الحياة أو الموت، إزاء إسقاط هذا النظام البعثي المجرم.

 

أيها الضباط والجند المخلصون، المتوثبون للحق بإذن الله:

اعلموا أنكم مسئولون أمام الله تجاه نصرة أهلنا العزل، وتجاه الأسر التي تذبح، وقد لا يأتي عليكم يوم تعتذرون فيه، وأنه آن لكم أن تتحرروا من عقدة الخوف، التي داستها أقدام المسلمين في الساحات، وأن قوتكم النابعة من إيمانكم بالله، تمنحكم أضعاف أضعاف قوة عصابة الفأر ومخابراته وشبيحته، وأن التحرك الصحيح المخلص لله، سيقطع رأس الأفعى، وسيحسم الأمر سريعا، وستلوذ بعدها الفئران إلى الجحور. فالله الله في نصرة دينكم، فكونوا أهلها والأولى بها، {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله}. وأعينوا حزب التحرير، على إقامة صرح الخلافة الراشدة الشامخ، وإعادة السلطان للأمة، الذي يحق الحق، ويبطل الباطل، وينشر العدل، ويرفع الظلم، ويهنأ فيه المسلم وغير المسلم، وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

أيها المسلمون:

تم الكلام وربنـا  محمود                وله المكارم والعلا والجود

وعلى النبي محمد صلواته                  ما رف طير وأورق عود

 

 

في الختام نسأل الله تعالى أن يتغمد شهداء سوريا وشهداء المسلمين بواسع رحمته وأن يتقبلهم في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

محمد أحمد النادي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع