عام مضى عليكم يا أهلنا الأعزاء في الشام وأنتم في ثورتكم ماضون .. يسقط الشهيد تلو الشهيد والجريح بعد الجريح وأنتم صامدون .. المذابح ترتكب بكل وحشية وظلم وأنتم تهتفون ما النا غيرك يا الله .. مساجد تُقصف ومصاحف تُمزق وحرمات تُدنس .. ولا مِن منقذ لكم ولا معين إلا الله ..

الأم تودع ابنها والزوجة تبكي على زوجها والبنت على أبيها أو أمها والابن يشيع أباه ... وعائلات تُقتل بكل أفرادها ولا شكوى إلا لله ولا استنجاد إلا به ..
عائلات تنزح من بيوتها .. أطفال خائفون .. نساء حائرات يبحثن عمن ينصرهن ويساعدهن ..

ربما لم يبق في مآقينا دموع .. ولا في صدورنا آهات .. فهي ما زالت تسيل وتنهمر منذ فقدنا الأمن والأمان والراعي والحامي .. مشاهد القتل والذبح تدمي القلوب وتحرك الحجر .. أطفال تُذبح أمام أعين أمهاتهن .. نساء يُغتصبن ثم يُقتلن بكل دم بارد وقلب ميت .. وتصرخون أين المسلمين وأين العرب !!

منذ تسعين سنة ونحن نصرخ منادين المعتصم .. منذ تسعين عاما ونحن ننتظر صلاح الدين ومحمدا الفاتح .. وما نجده فرعون هنا وجبار في الأرض هناك يعيثون في الأرض فسادا وفي الأمة ظلما وعنتا وقهرا ..

قامت الثورات واستبشرنا خيرا .. اندلعت النار وقلنا شرارة مباركة وهي كذلك بإذن الله .. لكن يحاول قطف ثمارها من هم ليسوا أهلا للقطاف .. من لا ينادي بتحكيم شرع الله والعودة إلى دستور القرآن الكريم كاملا شاملا غير منقوص ولا محدد حسب الأهواء والمصالح والسلطة .

فيا أهلنا في كل سوريا .. ماذا بقي حتى تثوروا جميعا على الطاغية !!
هل تأمنون على أنفسكم وبناتكم وزوجاتكم وأخواتكم ؟!!
هل تنتظرون أن تصلكم نار الظالم العاتية فتحرقكم وأنتم ساكتون خانعون أو مخدوعون ؟!!

رأينا رايات العقاب ترفرف في عدد من المسيرات ...
سمعنا هتافات المناداة بعودة الخلافة من حناجر صادقة تبصروا الطريق ومشوا فيه ...
والله نتمنى لو كنا معكم نهتف ونقول الله أكبر على الطاغية .. والأمة تريد خلافة من جديد ..
كل منا عنده طاغية .. وكل منا يقارع الظلم وينادي بالخلافة والعدل ونحن نقولها ونهتفها ونعمل لإقامتها بإذن الله ..
ولكن معكم وبكم لها طعم آخر وتأثير مختلف .. فإننا نرى تباشير الخلافة من بين هذه الهتافات والنداءات .. نبصر نور الحق من بين تلك الرايات نستدفء به وينير لنا الطريق ..

فسيروا أهلنا على بركة الله ...اصبروا وصابروا واثبتوا .. فما النصر إلا صبر ساعة ..
لا تركنوا إلى هيئة دولية ولا إلى جامعة عربية ..لا تلجأوا إلى تدخل دولي أو أجنبي ..
فلا ملجأ ولا منجى إلا إليه سبحانه وتعالى ..

اجعلوا أساس ثورتكم وهدفكم خلافة راشدة تزيل الظلم .. لا دولة مدنية أو علمانية أو ديموقراطية يُزال بها الرئيس ويبقى النظام على حاله كما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن ..

كونوا جند الله الذي لجأتم إليه في هتافاتكم وفي تسمية جمعكم المباركة التي تبدأ مسيرتها من مساجد الله تعالى وبيوته ... فمن صدق الله صدقه الله ومن نصر الله نصره الله .. وأنتم تستحقون النصر لصمودكم وتضحياتكم وثباتكم .. فلا تجعلوها تضيع هباء بأن يأخذ قطافها من لا يستحقها ..

فيا شام العزة وشام الكرامة معكم وبكم نصل بر الأمان بحول الله ...

ونسأله أن يعجل بالنصر ويجعل ثورتكم وشامنا وشامكم عقر دار الخلافة التي فيها نبايع خليفتنا قريبا بإذن الله تعالى .

اللهم إنا مظلمون فانتصر ..
اللهم إنا مظلمون فانتصر ..
اللهم إنا مظلمون فانتصر ..

مسلمة