الجمعة، 27 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نظرات في مؤتمر الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سمعنا ورأينا الاستعدادات لمؤتمر الخلافة في فلسطين ،، استعدادات يظهر منها وفيها حسن التخطيط والتنظيم وهذا ليس بشيء جديد على هذا الحزب العالمي العريق ،، ملأت الإعلانات كل مكان بشكل لافت للنظر..

 

ثم جاءت الإعلانات المصورة سواء على الانترنت أو في شاشة العرض في ميدان بقرب موقع المؤتمر ..تبعه إعلانات في فضائيات لتظهر أكثر عالمية الحزب ويؤكد أنه لا يخشى إلا الله .

 

وجاء يوم المؤتمر .. ولن أتكلم عن روعة المؤتمر في كل جوانبه بحمد الله تعالى فقد تكلم وكتب عنه الكثيرون ممن حضروه حتى ممن هم ليسوا من حملة الدعوة ..

 

لكني سأتكلم هنا كحاملة دعوة كان لها شرف حضور هذا المؤتمر الرائع ،، عن شعوري منذ لحظة الإعلان أنه سيكون لنا مكان فيه حضور ومشاركة .. لنقول للجميع وفي مدينة خليل الرحمن وفي أكناف بيت المقدس الأسير أننا شقائق الرجال وأن حمل الدعوة فرض علينا كما هو على الرجل ..

 

لنقول أن العقيدة الإسلامية هي التي تحكمنا وتسيِّر أعمالنا وتحكم مفاهيمنا وليست العادات والتقاليد والعرف الذي همش دور المرأة وحصره فقط في أمور البيت والعائلة فقط - مع أهمية هذا الدور طبعا - وأنكر عليها دورها في العمل السياسي الذي كفله لها الإسلام منذ بيعة العقبة الثانية حين بايع رسول البشرية أم عمارة وأم منيع رضي الله عنهما .

 

لنقول للجميع أننا جئنا هنا في هذا المؤتمر لنجدد عهد الصحابيات المجاهدات الصابرات الثابتات على الحق بإذنه تعالى .. وأننا على دربهن سائرات نعمل لأن نكون مثلهن فالمرأة المسلمة رائدة في كل المجالات .

 

ولنثبت أننا لم نعد مخدوعات بالشعارات المزيفة وبالحضارة الغربية الفاسدة التي صورت لنا عبوديتهم على أنها الحرية المنشودة .. وامتهانهم للكرامة أنها عز وانفتاح .. وزيفت حقيقة الحرية والعزة التي أعطانا إياها الإسلام وصورتها بأنها تخلف وانغلاق وهضم حقوق ..

 

وذهبت لمكان عقد المؤتمر قبل حلول موعده بفترة ، كان مظهر الأخوات المسؤولات عن النظام والاستقبال والتنسيق لافتا للنظر بلباسهن الشرعي ذي اللون الواحد والخمار الأبيض يتلألأ نورا فوق رؤوسهن وكل واحدة فيهن تعرف مكانها ودورها وتؤديه بكل حماس وإقبال وتفانٍ لا يكون إلا ممن يعمل لله ..

 

ولما رأيت عدد المقاعد الكثيرة لا أكتمكم أنني توجست خيفة أن لا تمتلئ هذه المقاعد التي تقدر بالآلاف وفي جو حار بل شديد الحرارة .. ولكن ما أن أكملت جولتي في المكان حتى بدأت جموع الخير تتوافد زرافات ووحدانا ... ضيوفا وحاملات دعوة .. وإذا بالمقاعد التي كنت أخشى أن لا تمتلئ حضورا، إذا بها تضيق عن عدد الحاضرات مما جعلنا نفسح مكانا آخر لهن في مكان تحت أشعة الشمس التي لم تؤثر على رغبتهن في البقاء ..

 

رأيت احترام الضيف والرأفة بكبيرات السن .. رأيت نساء من كل أطياف المجتمع ،، متعلمات وعاملات .. مربيات ومعلمات ..وطبيبات ومهندسات ..ربات بيوت وأمهات ..رأيت أطفالا مكتوب على عرباتهم عبارات تطالب بالخلافة من جديد .. فتيات في عمر البراعم يحملن لافتات تطالب بالخلافة التي فيها إعادة الحقوق والكرامة والعز وتبين أن التغيير الحقيقي هو بدولة الإسلام فقط وليس في الدولة المدنية ولا الديمقراطية ولا غيرها بل فقط بالإسلام .

 

وابتدأ المؤتمر وتكلم الإخوة ،، كلمات رائعة تبين قوة الإسلام وأنه الحل الوحيد لكل المشاكل وأنه لا حل غيره مهما تعددت الصور والمسميات .. وصدحت الأصوات بالتكبير والتهليل والهتافات المطالبة بعودة الخلافة مقرونة برفع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ... هتافات هزت الأرض هزا ،، فهي تنطلق من قلوب صادقة مؤمنة بنصر الله ووعده وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم .. تنطلق من نفوس متعبة منهكة مما نعيشه من وضع مزرٍ بكل المقاييس .. وهذه الهتافات كانت من الجميع ضيوفا وحاملات دعوة ،، فالدعوة للخلافة هي مطلب الأمة كلها ،، والجميع يتوق للإسلام وتحكيم شرع الله ، فالعقيدة والحمد لله راسخة في القلوب والعقول حتى لو زاغت النفوس عن الطريق الصحيح لذلك.. وجاءت كلمة الأخت التي عبرت فيها عما يجيش في نفس كل امرأة بل في نفس كل إنسان يتوق للخير العميم الذي لن يكون إلا بدولة الإسلام ... وشاهدت الدموع في أعين العديد وهي تنادي على خليفة المسلمين أن ينقذ حرائر المسلمات في كل بلاد المسلمين وغير المسلمين ...

 

وسمعنا ناطقي الخير من ممثلي الحزب في أنحاء العالم ، وشعرنا أكثر بعالمية الدعوة وعظمها ورسوخها بحول الله ، كيف لا وهي أعظم أمانة وأشرف رسالة وهي العمل لاستئناف تحكيم شرع الله المعطل على الأرض ... وكانت هناك كلمات أخرى وفيديو أعد خصيصا لهذا المؤتمر ولكن لم يفسح الوقت لهذا .. فقد مضت قرابة الثلاث ساعات ولم نشعر بها .. وحان وقت الذهاب .. قرابة عشرة آلاف شخص سيخرجون مرة واحدة .. وهنا يبرز مرة أخرى تنظيم وترتيب هذا الحزب العظيم .. تنظيم رجال دولة .. خرج الجميع بكل سلاسة ونظام وعدم تدافع أو إعاقة للسير في شارع رئيسي .. الرجال أولا ثم النساء .. شعرت والله أنني في دار الهجرة .. جموع هنا وجموع هناك تقصد وجه الله تعالى ...

 

وفاتني أن أذكر مشهد الشباب الذين أحاطوا بمكان عقد المؤتمر من كل مكان يرفعون رايات رسول الله صلى الله عليه وسلم حراسا على حملة الإسلام وعقيدة الإسلام .. ذكروني بالرماة في معركة أحد وهم يحمون ظهور المسلمين مع فارق أنهم بقوا إلى نهاية الوقت ملتزمين بأماكنهم ومهمتهم ..

 

نعم والله ..عشت في هذا المؤتمر أجواء ربما تعجز الكلمات عن وصفها .. أحسست بمشاعر لم أشعر بها سابقا وأنا أرى أخوات لي من كل مكان لا أعرفهن شخصيا ولكن رابطة العقيدة التي بيننا جعلتنا نشعر بالأخوة الحقيقية الصادقة .. أخوات شعرت بحرارة هتافاتهن المطالبة بالخلافة وبصدق دموعهن وهن يبكين أوضاع الأمة وحالها بدون دولة الإسلام ..وأيضا شعرت بفرحتهن واعتزازهن وإيمانهن بنصر الله القادم قريبا بإذن الله ..

 

مشاعر متداخلة ما بين ألم وأمل .. ما بين حزن وفرح .. ما بين خوف ورجاء .. ما بين شعور بالذلة في ظل ما نعيشه من ظلم وما بين شعور بالعز والفخار بأننا على درب الحق سائرات وبنصر الله واثقات .

 

وبعد عودتي وبعد المؤتمر بيوم علمت من ضيفات كريمات ومن حاملات دعوة كان معهن ضيفات فاضلات .. عن ردود فعل إيجابية ليس فقط في شكليات المؤتمر من روعة تنظيم وتنسيق وأداء ،، بل في مضمون الرسالة التي كان المؤتمر من أجلها .. وهي أنه فعلا لا حل إلا بدولة الخلافة .. وأن التغيير الحقيقي لن يكون إلا بعودة دولة الإسلام التي تحكم بشرعه سبحانه وتعالى ..

 

نعم .. لم ينته الأمر هنا .. وهذا هو المهم .. بل هو خطوة نوعية أخرى في مشوار شق طريقه الشيخ تقي الدين رحمه الله وأخذ لواءه بعده الشيخ عبد القديم رحمه الله والآن هو مع الشيخ عطاء حفظه الله وأجرى النصر على يديه .. ومعهم جنود دعوة رجال ونساء عاهدوا الله على أن يكونوا حراسا للإسلام عاملين لإعادة تحكيمه .. ونرجو أن نكون ممن صدقوا الله فصدقهم الله .. وأسأل الله أن يكون هذا المؤتمر آخر مؤتمر في ذكرى هدم الخلافة وأن يكون لقاؤنا القادم لقاء بيعة لخليفة المسلمين يا رب العالمين وما ذلك على الله بعزيز ..

 

 

كتبته للإذاعة
مسلمة

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع