من أجواء ميدان التحرير في أرض الكنانة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أصبح ميدان التحرير - مع شهرته- أشهر من نار على علم خلال الثورة الأخيرة في مصر. وأصبح يتصدر نشرات الأخبار حتى أن الجزيرة أفردت له بثا مباشرا طوال 24 ساعة متواصلة.
ولكن كما يقال السمع غير الرؤيا على أرض الواقع. فمن يذهب هناك يرى نماذج مختلفة من البشر .. وكان هذا ثاني ليلة بعد إعلان نتيجة الانتخابات ومعرفة الرئيس الجديد. وكان الميدان وكأنه ساحة احتفال.
هناك من لا يزال يهتف للثورة ويرفض حل مجلس الشعب والإعلان الدستوري المعدل ويطالب بإنهاء حكم العسكر وتسليم السلطة كاملة للرئيس الجديد متمثلا بهتافات منها"يسقط يسقط حكم العسكر". ومنهم من يهتف للرئيس الجديد وأنه عهد جديد. ومنهم من رفض أن ألتقط صورا حتى لا يظن - حسب قولهم- أن هناك انقساما في الميدان ولم أجادل خاصة مع اختلاف اللهجة خاصة أن النفوس محتقنة ومترقبة ومتوجسة .ورأيت الشارع الذي سقط فيها العديد من الشباب في جمعة الغضب ، وجدرانه المليئة بالرسومات التي تحكي جزءا من تاريخ هذه الثورة وآمال شبابها وأهدافهم .
يعني باختصار كان مهرجانا احتفاليا بفوز الرئيس الجديد مع التأكيد على استمرار الثورة إن لم تتحقق مطالب المعتصمين. وخلال تجوالي لفت نظري أشياء أخرى منها مثلا التواجد الكبير للنساء والفتيات في المكان هاتفات وملوحات بعلم مصر مما يؤكد على دور المرأة السياسي وتواجدها خلال هذه الثورة .
كذلك لاحظت التواجد الكبير للباعة المتجولين من مختلف الأعمار لمختلف الأنواع من المشروبات والمأكولات والأعلام المصرية بمختلف أحجامها وحتى بعض الألعاب للأطفال وبأسعار أعلى من السعر العادي، حيث وجد أصحابها المكان مرتعا خصبا لكسب الرزق ولسان حالهم يقول ليت الاعتصام يستمر أطول وقت ممكن فنحن مستفيدون من هذا الأمر بغض النظر عن الواقع السياسي وما تتمخض عنه الأمور . ناهيكم عن الشجارات المتعددة التي تحصل بين هؤلاء الباعة ، مما يدل على أن سياسة إلهاء الناس بلقمة عيشهم عن أي أمر آخر آتت أكلها عند الكثيرين .
ثم تجولت بين خيام المعتصمين والمعتصمات وتعجبت كيف يمكثون في هذه الخيام وفي هذه الظروف خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة خاصة في النهار، ودعوت الله لهم بأن يتبصروا الطريق الصحيح للتغيير.
ومما رأيته أيضا كمية النفايات الكبيرة في الميدان وهذا طبيعي مع هذه الحشود الهائلة من الناس والباعة ..لكن لفت انتباهي سيدة تبحث في كومة من هذه الأكوام علها تجد ما ينفعها فيها مما يدل على البؤس والفقر الذي تعيشه ومثلها الكثيرون في ظل هذا النظام الرأسمالي الجشع ، وتساءلت هل هذه السيدة وأمثالها على دراية بما يجري أم أنها فقط تريد أن تسد رمقها لتبقى على قيد الحياة !!
وأهم ما كان خلال جولتي ما التقطته أذناي من أحاديث بين الناس حول الوضع الراهن وعن أملهم بعهد جديد أفضل من السابق خاصة أن من وصل الحكم هو من ينادي بالإسلام الذي يريدونه ويتوقون له ..
نعم الكل يتوق للإسلام الذي فيه كل الخير ،، ولكن بوصلته عندهم غير موجهة للاتجاه الصحيح ،، فكيف يكون الإسلام مع الدولة المدنية والديمقراطية البعيدة عن شرع الله ؟!!
كيف يكون الإسلام مع عدم تطبيق أحكام الله في الأرض ؟!
هل يكون فقط بحفظ القرآن والعبادات وبعض المظاهر الشكلية ؟!
هل يكون بالتأكيد على احترام الاتفاقيات الدولية والإقليمية الجائرة وعدم المساس بها ؟!
هل يكون فقط بتخفيف ضيق العيش للناس بحيث يشعرون بقليل من انفراج يظنونه الخير والحل؟!
وهل .. وهل .. وهل ؟!!
تساؤلات كثيرة وشعور أكبر بثقل الأمانة والرسالة التي يحملها حملة الدعوة لتبصير الأمة بالطريق السوي والصحيح للنجاة من كل هذا البؤس والظلم والقهر الذي يعيشونه.
وسبحان الله - وكأن هذه إشارة وتطمين وتأكيد بأن الحل قادم بإذن الله - ففي طريق عودتي رأيت إعلانات مؤتمر الخلافة المزمع عقده في أرض الكنانة قريبا بإذن الله ..
كم شعرت بمزيد من الأمل والثقة وأنا أري اليافطات والإعلانات على الجدران تدعو لحضور هذا المؤتمر وكنت أود أن أقول للجميع ،، نعم هذا هو الحزب العظيم صاحب الدعوة والرسالة العظيمة والذي ينادي بالخلافة الراشدة الثانية التي ستنقذ المسلمين مما يعيشونه من ضنك وذل ومهانة .. فتعالوا جميعا واسمعوا شبابه وهم يدلونكم على طريق الخلاص الذي به تنالون خير الدنيا والآخرة ، "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ". اللهم اجعل هذا اليوم قريبا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي
مسلمة