الجمعة، 04 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

ليس لارض الإسراء من منقذ إلا دولة الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميزهم بأحكامه، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.


معاشر المسلمين: أحييكم بتحية الإسلام، تحية أهل الجنة، فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أما بعد: قال الله تعالى في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا  إنه هو السميع البصير ). في الآية الكريمة الأولى من سورة الإسراء ربط الله تعالى بين المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد الأقصى المبارك في فلسطين، الذي هو أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين! هذا الربط المحكم الوثيق الذي جعله الله تعالى قرآنا يتلى إلى أن يرث الأرض ومن عليها لم يأت عبثا، وإنما جاء وله دلالته وإشارته وإيحاؤه.

ومن دلالته أن قدسية المسجد الأقصى كقدسية المسجد الحرام سواء بسواء، وأن حرمة المسجد الأقصى، كحرمة المسجد الحرام، وأن من يفرط في فلسطين والمسجد الأقصى، كمن يفرط في الحجاز والمسجد الحرام!


معاشر المسلمين: إن من المعلوم من الدين بالضرورة، ومما لا يختلف عليه إثنان، أن كل أرض فتحها المسلمون هي أرض إسلامية، وأن كل أرض داستها سنابك خيول المسلمين هي أرض إسلامية، وعليه فإن أرض فلسطين أرض إسلامية، فتحها وتسلم مفاتيحها خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحررها من رجس الصليبيين صلاح الدين الأيوبي، البطل المسلم من أصل كردي غير عربي؛ ذلك لأن قضية فلسطين من أهم وأبرز القضايا المصيرية، التي تهم وتشغل بال المسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها، ومسؤولية تحريرها وتطهيرها من دنس اليهود الغاصبين في عنق كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.


معاشر المسلمين: وقد سجل التاريخ موقف السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بأحرف من نور ونار: نور يضيء الطريق أمام الأجيال المسلمة التي تعقد عليها الآمال بعد الاتكال على الله تعالى في تحرير كل ما اغتصب من بلاد الإسلام، ونار تحرق أعداء الله، وتحرق الظالمين الذين يفرطون بالمسلمين وبأعراضهم وأرضهم ومقدساتهم وثرواتهم! اسمعوا ما قال السلطان عبد الحميد الثاني لهرتزل حين راوده عن فلسطين قال: "انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع؛ إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها، وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما؛ فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن! أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون؛ إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة".


معاشر المسلمين: إن أرض فلسطين أرض إسلامية طاهرة مطهرة مباركة، جبلت بدماء الشهداء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولن يحررها من اليهود الغاصبين، إلا جند الخلافة القادمون قريبا بإذن الله تعالى، الذين يحملون الأسلحة بأيد طاهرة متوضئة، ويرفعون راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، راية العقاب خفاقة فوق الرؤوس، ينضوي تحت لوائها كل المخلصين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وألوانهم بعد أن توحدهم دولة الخلافة التي سيكرمنا الله بإقامتها قريبا إن شاء الله تعالى، وإننا نقول ذلك تحقيقا لا تعليقا؛ لأننا واثقون بوعد الله، وببشارة رسوله صلى الله عليه وسلم، وموقنون بنصر الله لعباده المؤمنين، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم أهلا لذلك!


معاشر المسلمين: تعلمون جميعا أن وعد بلفور تم إعطاؤه من قبل الإنجليز ليهود عام ألف وتسعمئة وسبع عشـرة ميلادية، مع نهاية الحرب العالمية الأولى التي أسفرت عن سقوط دولة الخلافة واحتلال الإنجليز لأجزاء واسعة من أراضي المسلمين بما فيها فلسطين، ولكن الذي ينبغي أن يعلم أن فلسطين ما كانت لتضيع لولا ضياع دولة الخلافة، ولن تعود إلا بعودة دولة الخلافة، لن تعود صلحا ولا بالمفاوضات ولا على أيدي الحكام الخونة. إنما ستعود كما أسلفنا على أيدي المسلمين المخلصين الطاهرين فالآيات والأحاديث تدل على ذلك دلالة واضحة، وقد توعدهم الله تعالى بأنهم إذا عادوا إلى إفسادهم فإنه سبحانه سيعود إلى إرسال عباد له ليدمروهم كما دمرهم في المرتين السابقتين: قال تعالى في الآية الخامسة من سورة الإسراء: ( فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار  وكان وعدا مفعولا ). ثم قال سبحانه في الآية السابعة: ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا). وقال بعد ذلك في الآية الثامنة ( وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله".

ولله در الشاعر الذي انبرى حين ارتكب يهود جريمتهم النكراء، فأشعلوا وأضرموا النار في المسجد الأقصـى، وكانوا سببا في الحريق الذي شب في منبر صلاح الدين، فقال مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

يا سيد الخلـق دنيـــــاك التي اغتسلـت بالطهـر عــاد إليهــا الإثــم يعتـور
مسراك مسراك جـال المعتـــدون بـــه والنـار في المنبــر المحــزون تستعـر
وكـــم سفحـــنـا على الآلام أدمعنــا وسال في ساحــنـا منـا الدم الهـــدر!
والـدار خلــف شفـــار البغي نائيــة والصـوت منكـسر والطرف منحســـر
هل نفرة كالتـي مــن يثـرب حطمــت هــام الطغـاة ودوى بعــدها الظـفر؟


معاشر المسلمين: وينبغي أن يعلم أيضا أن أرض فلسطين ليست وحدها أرض مغتصبة، بل إن كل أرض كانت تحكم بشـرع الإسلام، ثم صارت تحكم بأنظمة الكفر فهي أرض مغتصبة، وتحتاج إلى أن تتضافر جهود المسلمين جميعا وتتجه نحو تحريرها وفتحها من جديد وضمها إلى دولة الخلافة كي تعود لتحكم بالإسلام كما كانت! اللهم اجعل ذلك قريبا وعلى أيدينا، واجعلنا اللهم من جنودها وشهودها وشهدائها، إنك ولي ذلك والقادر عليه نشكركم على حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 


محمد احمد النادي

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع