معالم الإيمان المستنير الهدى والضلال ح2
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: أخرج القرطبي في تفسيره عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله يقول: "إن مما حفظ من خطب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يا أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم, وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم". في هذه الحلقة نتأمل وإياكم معالم ديننا الحنيف, دين الإسلام العظيم؛ لننتهي إليها كما أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بوحي من الله جل في علاه, ومع المعلم السادس عشر الذي نتابع فيه موضوع:"صفات المهتدين" نقول وبالله التوفيق :
أيها المؤمنون :
إن الله تعالى لا يوفق للهداية من اختار الضلال, فمن كانت صفاته صفات الضال لم تتهيأ له أسباب الهداية, وإنما تتهيأ له أسباب الضلال, ومن كانت صفاته صفات المهتدي تتهيأ له أسباب الهداية. فما هي صفات المهتدي؟ تعالوا نتعرف أولا إلى الصفات التي اتصف بها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام حتى اجتباه الله وهداه واختاره من بين البشر ليكون نبيه وخليله, وحتى استحق هذه المرتبة, وهذه المكانة عند الله سبحانه , ثم بعد ذلك نتعرف إلى صفات المهتدي: قال تعالى في سورة النمل: [ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ] . [ إن إبراهيم كان أمة ]. أي كان إماما قدوة, جامعا لخصال الخير ولذلك اختاره الله. [ قانتا للـه ] أي مطيعا لربه, قائما بأمره. [ حنيفا ] أي مائلا عن كل دين باطل إلى الدين الحق, دين الإسلام. [ ولم يك من المشركين ] وهذا تأكيد لما سبق, ورد على اليهود والنصارى في زعمهم أن إبراهيم كان يهوديا أو نصرانيا. [ شاكرا لأنعمه ] أي قائما بشكر نعم الله عليه.
أيها المؤمنون: للمهتدي صفات تبين حاله, ومن هذه الصفات: الإيمان, والطاعة, والأمانة, والصدق, والعدل. وقد عرفنا هذه الصفات من خلال الآيات القرآنية التي تنفي الهداية عن أناس اتصفوابصفات لا يرضى عنها الله تبارك وتعالى. تعالوا نريكم كيف استخرجنا هذه الصفات واستخلصناها من الآيات الكريمة, وذلك بأخذ أضاد تلك الصفات الواردة فيها :
1. قال تعالى: [ إن اللـه لا يهدي القوم الكافرين ]. (المائدة 67) بل يهدي المؤمنين.
2. قال تعالى: [ واللـه لا يهدي القوم الفاسقين ]. (المائدة 108) بل يهدي الطائعين.
3. قال تعالى: [ وأن اللـه لا يهدي كيد الخائنين ]. (يوسف 52) بل يهدي الأمناء.
4. قال تعالى: [ إن اللـه لا يهدي من هو كاذب كفار ]. (الزمر3) بل يهدي الصادقين.
5. قال تعالى: [ إن اللـه لا يهدي من هو مسرف كذاب ]. (غافر28) بل يهدي الصادقين.
6. قال تعالى: [ إن اللـه لا يهدي القوم الظالمين ]. (المائدة 51) بل يهدي العادلين.
فهذه هي صفـات المهتــدين جعلنا الله وإياكم منهم آمين يا رب العالمين!
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.