معالم الإيمان المستنير الإيمان بالملائكة ح3
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المؤمنون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الملائكة عليهم السلام أصناف، وكل صنف موكل بوظائف يقوم بها بأمر الله تعالى، قال سبحانه: (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون). (الأنبياء: 27). ومن أصنافهم ووظائفهم:
أولا: حملة العرش:
هناك ملائكة يحملون عرش الرحمن ويسبحون بحمده، ويستغفرون للذين آمنوا ويدعون لهم، قال الله تعالى: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم). (غافر: 7) وقد أخبرنا الله عز وجل عن عددهم فقال: (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية). (الحاقة: 17) وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضخامة أجسام حملة العرش، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام". (رواه أبو داود)
ثانيا: الحافون من حول العرش:
ومن أصناف الملائكة الحافون من حول عرش الرحمن، وهؤلاء يسبحون بحمد الله، ويقدسونه، ويمجدونه آناء الليل وأطراف النهار، قال تعالى: (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد للـه رب العالمين). (الزمر: 75)
ثالثا: ملائكة الجنة:
ومن الملائكة خزنة الجنة، وهم الذين يخدمون المؤمنين في الجنة، ويهنئونهم بها، ويدخلون عليهم مسلمين، ويبشرونهم برضوان الله والخلود في النعيم. قال تعالى: (لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هـذا يومكم الذي كنتم توعدون). (الأنبياء: 103) وقال تعالى: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار). (الرعد: 23-24)
رابعا: ملائكة النار:
ومن الملائكة خزنة النار، وهم الزبانية، وهم تسعة عشر ملكا وكلهم الله تعالى بالنار، يعذبون أهلها، ويذيقونهم أشد العذاب، قال تعالى: (سأصليه سقر * وما أدراك ما سقر *لا تبقي ولا تذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر * وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة). (المدثر: 26-31) ومن خزنة النار مالك عليه السلام الذي يناديه أهل النار، ويستغيثون به ويتمنون أن يقضي الله عليهم بالموت فيجيبهم بعد زمن بعيد: إنكم ماكثون. قال تعالى: (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون). (الزخرف: 77). وقال تعالى: (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب * قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال). (غافر:49 -50)
خامسا: الملائكة الحفظة:
وهم موكلون بحفظ الإنسان من الشياطين، والعاهات والآفات ومن جميع الأشياء الضارة. قال تعالى: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللـه ). (الرعد: 11) قال ابن عباس في تفسيرها: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه فإذا جاء قدر الله خلوا عنه. وقال مجاهد: يحفظونه في نومه وفي يقظته من الجن والإنس.
سادسا: جنود النصر للمؤمنين:
وهم الملائكة الموكلون بنصر المؤمنين، قال تعالى: (ولقد نصركم اللـه ببدر وأنتم أذلة فاتقوا اللـه لعلكم تشكرون * إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هـذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين). (آل عمران: 123-125)
وقال الله عز وجل في يوم الأحزاب: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللـه عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان اللـه بما تعملون بصيرا). (الأحزاب: 9) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ".. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعته اخرج إليهم قال: النبي صلى الله عليه وسلم فأين فأشار إلى بني قريظة فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم". (البخاري 3813)
سابعا: الكرام الكاتبون:
وهم الملائكة الموكلون بكتابة أعمال البشر وإحصائها عليهم، فعن يمين كل عبد ملك مكلف يكتب صالح أعماله، وعن يساره ملك يكتب سيئات أعماله، وهذا يدفعنا إلى تقوى الله وطاعته دائما، قال تعالى: (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). (ق: 17-18)
أيها المؤمنون:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.