السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معالم الإيمان المستنير التوكل على الله ح4

  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

 

كان نبي الله موسى عليه السلام يتوكل على الله حق توكله.

 

قال تعالى في سورة يونس: { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ [75] فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَـذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ [76] قَالَ مُوسَى أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَـذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ [77] قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ [78] وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ [79] فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ [80] فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ [81] وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [82] فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ [83] وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ [84] فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [85] وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [86] وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [87] وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [88] قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }.

 

 

أيها المؤمنون:

 

وإليكم تفسير هذه الآيات الكريمة. في هذه الآيات الكريمة يقص الله تعالى علينا قصة موسى عليه السلام مع فرعون فقال جل من قائل: لقد أرسلنا من بعد نوح عليه السلام رسلا إلى أقوامهم فجاءوهم بالمعجزات الواضحات, فما كانوا ليصدقوا بما جاءتهم به رسلهم, ولم يزجرهم عقاب السابقين, كذلك نختم على قلوب المتجاوزين الحد في الكفر والتكذيب والعناد. ثم بعثنا من بعد أولئك الرسل والأمم موسى عليه السلام وهارون عليه السلام إلى فرعون وأشراف قومه بالبراهين والمعجزات الباهرة. وهي الآيات التسع المذكورة في سورة الأعراف. فتكبروا عن الإيمان بها, وكانوا مفسدين تعودوا الإجرام وارتكاب الذنوب العظام, فلما وضح لهم الحق الذي جاءهم به موسى عليه السلام من اليد والعصا, قالوا لفرط عتوهم وعنادهم: هذا سحر ظاهر أراد به موسى أن يسحرنا به.

 

قال موسى عليه السلام "مستخدما صيغة الاستفهام الإنكاري للتوبيخ": أتقولون عن هذا الحق: إنه سحر؟ ثم أنكر عليهم أيضا باستفهام آخر: أسحر هذا الذي جئتكم به؟ والحال أنه لا يفوز ولا ينجح الساحرون. قالوا: أجئتنا لتصرفنا وتلوينا عن دين الآباء والأجداد؟ ويكون لك ولأخيك هارون العظمة والملك والسلطان في أرض مصر؟ ولسنا مصدقين  لكما فيما جئتما به!

 

قال فرعون: ائتوني بكل ساحر ماهر, عليم بفنون السحر. فأتوه بالسحرة, فلما جاءوا قال لهم موسى عليه السلام: ألقوا ما أنتم ملقون من حبالكم وعصيكم. فلما ألقوا قال موسى عليه السلام: ما جئتم به الآن هو السحر, لا ما اتهمتموني به, إن الله  سيذهب به وسيظهر بطلانه للناس, إن الله لا يصلح عمل من سعى بالفساد, ويثبت الله الحق ويقويه بالحجج والبراهين, ولو كره ذلك الفجرة الكافرون. فما آمن مع موسى عليه السلام, ولا دخل في دينه مع مشاهدة تلك الآيات الباهرة إلا نفر قليل من أولاد بني إسرائيل على تخوف وحذر من فرعون وملئه أن يعذبهم ويصرفهم عن دينهم. وإن فرعون لعال متكبر مفسد في الأرض, وإنه لمن المتجاوزين الحد بادعاء الربوبية.

 

وقال موسى عليه السلام لقومه لما رأى تخوف المؤمنين من فرعون: يا قوم إن كنتم آمنتم وصدقتم بالله وآياته فعلى الله وحده اعتمدوا, فإنه يكفيكم كل شر ويقيكم من كل ضر إن كنتم مستسلمين لحكم الله, منقادين لشرعه. فأجابوا قائلين: على ربنا اعتمدنا, وبه وثقنا. ربنا  لا تسلطهم علينا حتى يعذبونا, ويفتتنوا بنا فيقولوا: لو كان هؤلاء على الحق لما أصيبوا, وخلصنا وأنقذنا بفضلك وإنعامك من كيد فرعون وأنصاره الجاحدين!

 

وأوحينا إلى موسى عليه السلام وأخيه هارون عليه السلام أن اجعلوا بيوتكم مصلى تصلون فيها عند الخوف, وأدوا الصلاة المفروضة في أوقاتها بشروطها وأركانها على الوجه الأكمل, وبشر يا موسى أتباعك المؤمنين بالنصر والغلبة على عدوهم.

 

وقال موسى عليه السلام: يا ربنا إنك أعطيت فرعون, وكبراء قومه وأشرافهم زينة من متاع الدنيا, وأموالا كثيرة في الحياة الدنيا لتكون عاقبة أمرهم إضلال الناس عن دينك, ومنعهم عن طاعتك وتوحيدك. ثم دعا عليهم فقال: ربنا أهلك أموالهم وبددها, واطبع على قلوبهم حتى لا تنشرح  للإيمان, ودعا عليهم بلفظ آخر فقال: اللهم فلا يؤمنوا حتى يذوقوا العذاب المؤلم ويوقنوا به حيث لا ينفعهم ذلك, وإنما  دعا عليهم موسى عليه السلام لطغيانهم وشدة ضلالهم, وقد علم بطريق الوحي أنهم لن يؤمنوا فدعا عليهم.

 

قال الله تعالى: قد استجبت دعوتكما على فرعون وأشراف قومه, فاثبتا على ما أنتما عليه من الدعوة إلى الله وإلزام الحجة, ولا تسلكا سبيل الجهلة في الاستعجال أو عدم الاطمئنان بوعد الله تعالى. اللهم ارزقنا حسن التوكل عليك, واجعلنا نخشاك حتى نلقاك, آمين آمين آمين برحمتك يا رب العالمين!

 

أيها المؤمنون:

 

نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع