من اروقة الصحافة ليبيا لم تتحرر بالكامل بعد سنة على رحيل القذافي
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف السبت إن بلاده لم تتحرر بالكامل بعد عام على مقتل معمر القذافي وسقوط نظامه. وأشار المقريف في خطاب ألقاه ليل الجمعة السبت إلى أنه من بين أسباب التأخر في بناء مؤسسات الدولة " عدم استكمال عملية التحرير بشكل حاسم في جميع المناطق "، وخصوصا في مدينة بني وليد أحد آخر معاقل النظام السابق والتي تشهد معارك دامية منذ أيام عدة.
وعرض المقريف حصيلة قاتمة للسنة الماضية مشيرا إلى " التراخي والتباطؤ في بناء القوات المسلحة الوطنية والأجهزة الأمنية، وكذلك عدم الإسراع في السيطرة على السلاح المنتشر في كل مكان، وأيضا عدم استيعاب الثوار في شتى مرافق الدولة والاهتمام الجاد بشؤونهم وشؤون الجرحى والمبتورين وذوى الاحتياجات الخاصة منهم ".
-----------------------
إن السبب الحقيقي لعدم تحرر ليبيا بعد سنة من رحيل القذافي، هو عدم انعتاق نظام الحكم فيها من ربقة الاستعمار الغربي، واستمرارية تبعية النظام السياسية والاقتصادية للغرب.
فما زالت القيود الاستعمارية تكبل مفاصل النظام السياسي الليبي الحديث، وللدقة، فقد كانت هذه القيود ثمنا سياسيا دفعته القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الليبي من أجل دعمها دوليا بالمال والسلاح والمواقف السياسية المنافقة.
فقوات الناتو عندما تدخلت في ليبيا لدعم التخلص من الطاغية، لم تكن تطمح بتحرير ليبيا من نظام القذافي، بل كانت تهدف لتكبيل ليبيا بالقيود نفسها التي كبلت فيها القذافي من قبل، وضمان بقاء نظام الحكم الموالي للغرب كما هو، مع تغير شكلي للهيمنة السياسية، فبدلا من تحقيقها عن طريق الدكتاتورية ودعم الطغاة المستبدين، أصبحت تتحقق بالديمقراطية والحكام الموالين.
إن ادعاء المقريف بأن عدم التحرر سببه التباطؤ في بناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وعدم السيطرة على السلاح واستيعاب حامليه، لهو قمة التضليل لحقيقة المشكلة، وهو بذلك يحاول أن يبرر السبب الحقيقي لإخفاق الحكام الجدد في إخراج ليبيا من محنتها.
فالمقريف بادعاءاته هذه يعمل على تحريض الشعب الليبي على الثوار الذين شاركوا في قتال القذافي ليسلموا أسلحتهم للنظام، وينخرطوا في أروقته من أجل القضاء على تجمعاتهم، والسيطرة على منابع أسلحتهم وتجفيفها، كي لا يكون لهم أي دور مستقبلي قد يهدد بنية النظام العلماني الحاكم.
وأما ادعاؤه بأن تباطؤ بناء المؤسسات الأمنية هو من أسباب عدم التحرر، فهو بذلك يطالب بالسير على نهج القذافي بالدولة البوليسية الأمنية القائمة على ترهيب الناس وإرعابهم وملاحقتهم في أرزاقهم وأقواتهم، حتى يتحقق بذلك أمن النظام وليس أمن الشعب.
إن الواجب على ثوار ليبيا أن ينتعلوا القيادة السياسية الليبية الحالية تماما كما انتعلوا القذافي، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، أساسها التبعية للغرب، وأن يعملوا مخلصين لاستعادة حكم الإسلام في ليبيا.
كتبه : أبو باسل