الخميس، 03 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

ثورة الشام.. ميلادٌ عظيمٌ من رحم أمة عظيمة!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لقد أنعم الحق تعالى على أمة الإسلام بهذه الثورة العظيمة؛ ثورة الشام، فخرجت من رحم هذه الأمة العظيمة كما الطود الشامخ من أول يوم؛ تقف في وجه العتاة الجبابرة وتتصدى لمنكرهم، وتواجه حقدهم الأسود وكفرهم العاتي!!..


لقد جنّ جنون الكفار وخاصة أمريكا ودول أوروبا، وهم ينظرون إلى هذه الثورة العملاقة تنادي بأعلى صوتها: "لن نركع إلا لله"، "مالنا غيرك يا الله"، "وما النصر إلا من عند الله"، "الأمة تريدْ.. خلافة من جديدْ"..، فحاولوا في بداية الأمر تهدئة الناس بأساليب ووسائل خبيثة عن طريق الوجهاء والعلماء، إلا أن الناس رفضوا حِيلَهم وأكاذيبهم وقالوا بصوت واحد: "الأمة تريد إسقاط النظام"، فرأت الدول الكافرة أن هذه النار التي اشتعلت لا يمكن إطفاؤها، وأنها سوف تسقط عميلها إذا استمرت بهذا الزخم الكبير، والتصميم العظيم فأوعزت إلى أدوات إجرامها في أرض الشام بأن يستخدموا كل أساليب الإرهاب، والقتل والتنكيل والاغتصاب وقتل الأطفال، وحرق البيوت، والانتقام من العائلات بالعقوبات الجماعية، والتشويه والتمثيل بالجثث وحرقها، وقلع الأعين والحناجر والأطراف... إلى غير ذلك من أساليب رهيبة لم تستخدمها العصابات النازية، ولا الفاشية في أحلك ظروفها وأقصى أحوالها!!..


فهل استسلم هذا المارد العملاق، وركع عند أقدام آل الأسد كما تصور الغرب الشرير على رأسه أمريكا؟!، لقد كان هذا الإجرام والتنكيل بمثابة الزيت الذي يوضع على النار الملتهبة فيزيد أوارها واشتعالها، وفي الوقت نفسه كانت النار المشتعلة بالعود الطيب أداةً تنشر شذى وعَرْف هذا العود في كل أنحاء العالم الإسلامي، وفي بلاد العالم؛ فيزداد المسلمون نقمةً على أمريكا، وتهفو قلوبهم لنصرة إخوانهم في أرض الشام نصرةً لله وللدين، ولأمة الإسلام!!..


واليوم يقف الثوار المجاهدون في أرض الشام ندّاً للكفر في جميع الأرض -لا نقول في أرض الشام فحسب- وأصبحوا مع هذا الكفر الشرير كفرسيْ رهان..؛ الثورة ومجاهدوها وكل المسلمين في الأرض، يريدون إسقاط هذا الطاغية المجرم، ومن ورائه أنظمة الغرب من أرض الشام لإقامة حكم الإسلام، والكفر وأدواته في أرض الشام، وفي محيط الشام يريدون إخماد هذا الصوت الرباني العظيم، وقتل هذا الجنين الذي أوشك على الميلاد، حتى لا يكون أداةً جديدة تغيّر مسار الثورات في العالم الإسلامي، وتخلق وضعاً جديداً، يستحيل على الغرب الوقوف في وجهه، أو حتى ترويضه؛ كما فعلوا في تونس ومصر واليمن..


والله سبحانه وتعالى يرعى ويحمي هذه الثورة العظيمة، ويزيل العقبات من طريقها، ويدافع عن المجاهدين المخلصين من أبنائها، ويدفع مكر الكفار وتخطيطهم وتدبيرهم..


فأمريكا وحلفاؤها وعملاؤها وأدواتها في أرض الشام وخارجها، يحاولون الالتفاف على هذه الثورة، عن طريق المجلس الوطني الذي أسس على بصيرة في تركيا، وفي دول أوروبا، وعن طريق إنشاء بعض المجالس العسكرية، وعن طريق إنشاء مناطق آمنة، وعن طريق إدخال بعض العملاء والأتباع بصيغةٍ وصفةٍ إسلامية؛ مثل مرسي وإردوغان، وبعض المشايخ في أرض الشام..


وتحاول أيضا عن طريق طرح المشاريع السياسية؛ في اتفاقٍ مخادع كمرحلة انتقالية، بشخصية معروفة كفاروق الشر ع، أو مناف طلا س،.. أو غيرهم من سياسيين وعسكريين... ويحاول عن طريق طرح فكرة التهدئة والهدنة بين المجاهدين والعصابات الحاكمة في أرض الشام، كمقدمة لإدخال قواتٍ عربية ودولية..


وكل هذه المحاولات بإذن الله ومنّته، تحطّمت على صخرةٍ صلبةٍ، لا تلين ولا تهادن، ولا تعرف طريق الانحراف، ولا الاستسلام ولا الاتفاق مع الكفار إلا في ميدانٍ واحد هو الجهاد للقضاء على الشرّ والكفر من أرض الشام، لإقامة حكم الله في الأرض!!..


إن أمريكا وعملاءها قد أيقنوا أن هذه الثورة لا يمكن الالتفاف عليها، وفي الوقت نفسه لا يمكن كسرها، وإن هذا المولود خارجٌ من رحم الشام لا محالة، وإن خروجه قد بات قريبا.. لذلك أخذت دول الكفر تُعدُّ العدة لشيء جديد؛ ألا وهو كيفية القضاء على هذا المولود الجديد، وتطويقه من كل اتجاه حتى لا ينتشر إلى المناطق المجاورة؛ في أرض الكنانة، وفي أرض آل عثمان، وفي تونس، وفي كافة بلاد العالم الإسلامي.. نعم لقد أصبحت أمريكا تضع الخطط منذ اليوم لهذه اللحظة المرتقبة، ومن ضمن الخطط التي وضعتها أمريكا وحلفاؤها هو القيام بعملٍ تدميريٍّ لأركان الدولة وقواها العسكرية في سوريا، -بمجرد سقوط الطاغية وإعلان النصر العظيم عليه- ثم فرض حصار عسكري واقتصاديٍّ كامل بحجة محاربة الإرهاب والجماعات الإرهابية في أرض الشام.. وكل هذا من أجل قتل المولود الجديد، كي لا يقضي على سلطانها ونفوذها، ومن ثم يخرج كما كان يخرج من قبل فاتحاً إلى عقر دارها!!..


إننا نعود فنقول لأمريكا، ولغير أمريكا من حلفائها: إن الذي مكّن هذا المولود من الخروج رغم كل ألوان الكيد والبطش والتنكيل، سيرعى هذا المولود حتى يبلغ أشده، ويأخذ مكانه الصحيح الذي أراده الله له في أرض الشام "عقر دار المؤمنين".


وإننا في هذا المقام نذكّر إخواننا في أرض الشام من المجاهدين، ومن ناصرهم وسار معهم فنقول لهم: لقد منّ الله عليكم بهذا الاختيار العظيم لأنكم أهله... فكونوا على قدر هذه الأمانة العظيمة " وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 139 إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ 140 وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ " 141 آل عمران، وتذكروا وأنتم تقرأون القرآن الكريم، وسيرة المصطفى عليه السلام، كيف أن الله عز وجل منَّ على بني إسرائيل في أرض مصر بالإنقاذ والنجاة، والتمكين في الأرض رغم كل أدوات البطش والإرهاب التي مارسها عليهم فرعون وقومه، وكيف أن الله عز وجل منَّ على موسى عليه السلام بالرعاية، والحفظ والصون، رغم أن فرعون قد قتل الآلاف من مواليد بني إسرائيل كي لا يخرج هذا المولود، ثم منَّ عليه مرة أخرى عندما جعله يتربى في قصر فرعون، وفي أحضان زوجته وعلى سرير نومه!!..


وتذكروا كذلك أن الله عز وجل منَّ على المسلمين في مكة المكرمة بأهل النصرة والمناصرة، رغم أنهم كانوا قلة مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس من حولهم فآواهم وأيدهم بنصره ورزقهم من الطيبات لعلهم يشكرون؛ " وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " 26 الأنفال.. وكيف أن الله قد رعى وحمى رسوله عليه السلام عندما خرج مهاجرا من بيته فخرج من بين صفوفهم ثم حماه في الغار وهم يقفون على بابه بحرابهم وأسلحتهم يريدون قتله " إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " 40 التوبة، ثم حماه من سراقة بن مالك وقد أدركه، وكان قاب قوسين أو أدنى من النيل منه!!..


تذكروا أيها الإخوة المجاهدون في أرض الشام وقد انتصرتم على الطاغية وأسقطتموه -قريبا بإذنه تعالى-.. تذكروا أنكم أنتم الأعلون، وأن الله معكم ولن يتركم أعمالكم!!.. وتذكروا أنكم في حماية الله تعالى، فلا تخافوا من طائرات أمريكا وهي تدمّر البنية العسكرية أو المرافئ الاقتصادية، بحجة محاربة الإرهاب، ولا تخشوا فقراً ولا إقلالا، عندما تبدأ أمريكا وعملاؤها يفرضون عليكم حصاراً اقتصادياً خانقا من كل اتجاه..


تذكروا دائما أنكم لستم وحدكم في الميدان فإن الله معكم " وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ 127 إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" 128النحل، "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ 38 أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ " الحج39، وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: إن الله قال: " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه " رواه البخاري.. فإنكم الأعلون أيها المجاهدون بجهادكم وصبركم وثباتكم، وتأييد الله لكم.. وبإذنه تعالى سيكون مفتاح الخير على أيديكم؛ في خلاص هذه الأمة؛ لأنكم رفعتم شعار الإيمان والإخلاص وعودة الإسلام.. وناصرتم أهل الحق من حملة الدعوة لإعادة حكم الإسلام، لإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة..


فنسأله تعالى أن تكون تكبيرات العيد من مآذن المسجد الأموي في دمشق تكبيراتٍ بالنصر والظفر، وأن تكون احتفالات العيد احتفالاتٍ بسقوط الطاغية من أرض الشام واقتصاص الأمة من زبانيته..


والله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر كبيرا.. والحمد الله كثيرا.. وسبحان الله بكرة وأصيلا..لا إله إلا الله وحده.. صدق وعده.. ونصر عبده.. وهزم الأحزاب وحده.. لا إله إلا الله.. ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون..


" وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا 80 وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا " 81 الإسراء.

 


وتقبل الله منا ومنكم الجهاد الخالص لله وكل الطاعات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 


حمد طبيب - بيت المقدس

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع