السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

من أروقة الصحافة كاميرون في الخليج لعقد صفقات اسلحة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية خبر زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى منطقة الخليج العربي, مع مناقشة مفصلة حول هذه الزيارة وأهدافها, ووضعت عنوانا لهذه التغطية هو " كاميرون يتوجه إلى الخليج في عرض لبيع طائرات تايفون المقاتلة ".


وتقول الصحيفة في تقريرها إن كاميرون يسعى عبر هذه الزيارة إلى إقناع القوى الإقليمية في الخليج المحبطة من الاستجابة البريطانية للربيع العربي بشراء أكثر من 100 طائرة مقاتلة من نوع تايفون، المقاتلة الأوروبية الصنع، في صفقات ستجلب لبريطانيا نحو 6 مليارات دولار.


----------------


لا شك أن نظرة الدول الغربية الاستعمارية لمنطقة الخليج العربي ترتكز على أمور عدة منها؛ أن هذه المنطقة هي منبع للنفط والمواد البترولية الخام يجب الحصول عليها ونهبها بأقل الأثمان، والثاني هو أن هذه الدول تعتبر سوقا من الدرجة الأولى للبضائع الغربية فيجب إغراقها فيها لاسترداد الأموال الرمزية المدفوعة لشراء النفط الخام، وثالثة الأثافي هو الحرص على استثمار أموال الطبقات الحاكمة في الخليج داخل البنوك الغربية لتبقى رؤوس الأموال المنهوبة من حكام البلاد سلاحا سياسيا واقتصاديا بيد الدول الغربية، إمعانا في التحكم بالقرار السياسي لهذه الدول التابعة.


وقد لوحظ خلال الأعوام الفائتة لا سيما بعد بروز الأزمة الاقتصادية الخانقة في الغرب، لوحظ تحرك الدول الاستعمارية الكبرى كأمريكا وبريطانيا في إبرام الصفقات المليارية المتعلقة ببيع الأسلحة وخصوصا الطائرات المقاتلة، فبيعت طائرات لدول خليجية عدة بمليارات الدولارات، ساهمت بشكل فعال في تخفيف الضائقة الاقتصادية التي تعانيها مصانع الأسلحة الغربية بسبب الحالة الاقتصادية العامة في الغرب، أي أن دول الخليج أصبحت صمام أمان لبقاء واستمرارية الصناعات الحربية الغربية التي تقتلنا بها.


وبالطبع فمن المهم ذكره في هذا المقال كيفية استغلال الدول الغربية للدور الإيراني في المنطقة وتضخيمه وتسويقه كتهديد حقيقي لمشيخات الخليج وأنظمة حكمها، مما يفتح الباب على مصراعيه لتبرير شراء هذه الأسلحة وإنفاق المليارات من أموال المسلمين المنهوبة من أجل حماية الاقتصاديات الغربية من الانهيار، لا سيما الصناعات العسكرية.


إن الحقيقة الدامغة هي العداء الغربي التاريخي للأمة الإسلامية، وإن ادعاء كاميرون بأن دول الخليج محبطة من الاستجابة البريطانية للربيع العربي، فهذا هو النفاق السياسي بأبرز وجوهه فبريطانيا، كما الغرب، لم تقف يوما إلا ضد مصلحة الشعوب الثائرة وعملت على تضليل ثوراتها وإجهاضها كما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن، حيث استطاعت قوى الشر الغربية من ركوب الثورات وحرفها عن الوجهة الصحيحة والإتيان بعملاء جدد يحققون للغرب مصالحه الاستعمارية بوجه آخر أسموه الديمقراطية، وهي أداة الغرب الخبيثة لتثبيت الهيمنة، وفي الوقت نفسه فإن كاميرون يعرض بيع الأسلحة المقاتلة للحكام الدكتاتوريين الطغاة، فكيف نوفق بين الأمرين؛ دعم الشعوب الثائرة كما يدعي كاميرون، ودعم حكام الخليج الطغاة المستبدين وتسويق الأسلحة لتثبيت حكمهم؟


فهذا بحد ذاته هو مثال بسيط حول النفاق السياسي الغربي وتلون الساسة الغربيين كالحرباء من أجل تحقيق مصالحهم الاستعمارية.


إن خيرات المسلمين لن تكون حكرا على الحكام الطغاة لينفقوها كيف يشاؤون خدمة لمصالح أسيادهم الغربيين، فقد أزفت ساعة بروز الحق ودولة العدل بإذن الله، فتعود الأمور إلى نصابها.

 


اللهم عجل بنصرك وتمكينك للمخلصين من أبناء الإسلام العظيم ليشيدوا صرح الخلافة العظيم على منهاج النبوة.

 

 


أبو باسل

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع