السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

تقرير المنتدى الشهري للجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية السودان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أقامت لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان منتداها الشهري في 28 ذي الحجة 1433هـ الموافق 13 نوفمبر 2012م بعنوان ( أمن البلاد بين الممكن والمستحيل ) وقد اكتظت قاعة المنتدى بعدد مقدر من قيادات الأحزاب وزعماء القبائل وضباط الجيش شارك العديد منهم بمداخلات حول الموضوع المطروح،كما شهد المنتدى حضوراً من قيادات الصف الأول في البلاد، كأمثال مرشح رئاسة الجمهورية السابق الدكتور محمود جحا، والدكتور فضل السيد رئيس حزب النهضة والدكتور فقير القيادي بالمؤتمر الوطني..وغيرهم.


وقد طرحت المنصة الموضوع من خلال محورين أساسيين، المحور الأول قام بطرحة العميد معاش مكي الكناني تناول فيه الجوانب العسكرية المتعلقة بالعنوان ومهد لورقته بالإشارة إلى تاريخ القوات المسلحة السودانية التى تم إعدادها من قبل المستعمر البريطاني إبان فترة الاستعمار، كما استعرض تجاربه العسكرية الخاصة في خوض المعارك بجنوب السودان وما صاحب ذلك من إهمال شديد من قبل الحكومة تجاه القوات المسلحة، أيضاً أشار إلى الحملة المنظمة والممنهجة التى تقودها الدولة لتجفيف منابع القوات المسلحة السودانية واستئصالها تماماً (بمجزرة الإعفاءات) وغيرها من أساليب الملاحقة لضباط الجيش والتضييق عليهم في المعاش، كما حاولت الدولة استبدال القوات المسلحة بقوات أخرى تحت مسمى قوات دفاع الأمن الوطنى تنتمي عرقياً لقبائل معينة وتم إعدادها بطريقة معينة وقد أثبتت فشلها في أول عمل عسكري كلفت به إبّان اجتياح العاصمة من قبل قوات حركة العدل والمساواة المتمردة.


ولخص العميد مكي الكناني كلمته في ابتعاد الحكومة عن قضايا الجيش الحقيقية والنظرة إلى القوات المسلحة باعتبارها حامية للنظام الحاكم لا حامية للبلاد والعباد مشيراً إلى رداءة التسليح وشح الميزانيات العسكرية.


أيضاً طُرحت ورقة أخرى على الحضور قام بطرحها الأستاذ/ عصام الدين أحمد منسق لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان تناول عبرها مفهوم الأمن وحاجة الناس إليه واصفاً إياه بسر الحياة، وكأنبوب الأوكسجين بالنسبة للغطاس، فهو من الحاجات الأساسية التى بانعدامها ترى الناس في كل وادٍ يهرولون بحثاً عنه وفراراً إليه.


كما أشار المتحدث في البداية إلى الأسباب التى دفعت الإخوة في لجنة الاتصالات لاختيار هذا الموضوع وعلى رأس تلك الأسباب غطرسة دولة أسرائيل وهي تجوب البلاد مستبيحة لأجوائها ترويعاً لأطفالها، ونسائها، وشيوخها، وقصفاً لمنشآتها، وكسراً لجدار الأمن النفسي للأمة فيها.


وقد تناول الأستاذ عصام الدين أحمد نموذجاً لانعدام الأمن استباحةَ أجواء السودان، مشيراً إلى عدد من الهجمات الجوية التى قامت بها القوات الإسرائيلية مستهدفة مواقعَ في السودان والتى كانت آخرها العملية التى استهدفت مجمع اليرموك للتصنيع الحربي بضاحية الخرطوم ، مشيراً إلى وجود عشر طائرات متعددة المهام قامت بالمشاركة في العملية وذلك بحسب ما أوردته الصاندي تايمز البريطانية 8 طائرات منها من طراز (اف15) انقسمت إلى مجموعتين كل مجموعة 4 طائرات المجموعة الأولى ألقت كل طائرة قنبلتين تزن الواحدة طنا من المتفجرات بينما قامت الأربع طائرات الأخرى بتأمين العملية كما شاركت في العملية طائرة من نوع بوينج 707 قامت بتزويد الطائرات الـ 8 بالوقود وطائرة اخرى من نوع جولف إستريم قامت بالتشويش على الرادارات السودانية.


واستعرض المتحدث من خلال ورقته حجم الفراغ السياسي والإستراتيجي في البلاد وغياب الفكرة السياسية المنتجة مستشهداً بتضارب التصريحات والأقوال والأفعال لدى كوادر الحكومة ومستدلاً بمقولة وزير الخارجية على كرتي التى قال فيها (إن الازمة الحقيقة في البلاد تتلخص في عدم وجود إستراتيجية واضحة المعالم لا في وزارة الخارجية ولا في الدولة عموماًَ). كما أشار المتحدث إلى ضرورة النظرة السياسية العميقة من زاوية العقيدة الإسلامية لمثل هذه الأحداث موضحاً قاعدة من ثقافة حزب التحرير سماها المتحدث بالقاعدة الجوهرية لفهم الأحداث السياسية، وتتمثل في إبعاد الواقعة السياسية من التجريد، والشمول، وربط كل عمل بالظروف المحيطة به، والملابسات التى تكتنفه، وعلى ضوء القاعدة آنفة الذكر ربط المتحدث ما يحدث في السودان بالإستراتيجية الاستعمارية الموجهة ضد المنطقة وبالمد الإسلامي المتنامي المطالب بتطبيق الإسلام في المنطقة، قائلاً: (إن المتتبع للحراك السياسي الذي يحدث في المنطقة يدرك خطورة الموقف بالنسبة للغرب المستعمر وأدواته حيث باتت مسألة تفلت المنتجعات الاستعمارية في بلاد المسلمين وتجسد التحرير على أرض الواقع مسألة وقت لا غير فالمد الإسلامي المتنامي من خلال الربيع العربي خاصة في بلاد الشام التى ارتقى وارتفع سقف المطالب فيها بالنسبة للثوار حيث يطالبون صراحة بإقامة دولة إسلامية وخلافة راشدة على منهاج النبوة كل هذا يدفع المستعمر للقيام بأعمال عسكرية تمهيداً للمشهد المتوقع في المنطقة. واليوم من المقرر أن تنهي المناورات التى سميت بعملية التحدي العظيم بمشاركة 1500 جندي أمريكي و1000 جندي اسرائيلي وبتكلفة بلغت 38 مليون دولارا تكفلت الإدارة الأمريكية ب 30 مليون منها.


وفي ختام الورقة وضح المتحدث الناحية العملية في كيفية إعداد درع دفاعي يحمي أجواء المنطقة من الهجمات المتكررة مبيناً أن عصب ذلك الدرع هو وجود فكرة سياسية وعقيدة عسكرية تقوم عليها الدولة وبالنسبة لنا نحن المسلمين هو أن الأصل اننا أمة مجاهدة مناضلة مأمورة بإعداد القوة لإرهاب العدو وزعزعة كيانه ومضجعه في عقر داره وما ذلك إلا لأننا أمة تمشى في الناس بالإسلام حتى تقيم الدين والأمن الحقيقي في المعمورة.


وفي ختام المنتدى الذي استغرق أكثر من ثلاث ساعات متواصلة حيث شهدت قاعته العديد من المداخلات الساخنة من الحضور كان من أبرزها مداخلة الدكتور فضل السيد/ رئيس حزب النهضة الذي طرح العديد من الأسئلة موضحاً من خلالها وحدة الأمة وأن الحل يكمن في العمل لتغيير سلوك المسلمين الحالي ولا يكون ذلك إلا من خلال تغيير المفاهيم لديهم، وقد أجمع الحضور على ضرورة تواصل مثل هذه اللقاءات النقاشية المفتوحة ِمن أجل التوصل لحلول عملية لعلاج مشاكل الأمة.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير

الأستاذ عصام أتيم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع