الخميس، 03 صَفر 1446هـ| 2024/08/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق هل أصبحت مصر عبرة لمن يعتبر

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ردة فعل الشيخ الليبي محمد أبو سدرة، تجاه إزاحة الرئيس محمد مرسي من قبل الجيش المصري، حيث اعتبر ذلك أكبر انتكاسة أوقفت مسيرة تيار الإسلام السياسي الديمقراطي. وقد صرح الشيخ أبو سدرة، أن الإطاحة بمرسي جعلت الأمر صعبًا للغاية بالنسبة له لإقناع المليشيات الإسلامية في بنغازي لأن تثق في الديمقراطية. وقال: هل تعتقد أنني يمكن أن أدعو الشعب لذلك بعد الآن؟ وظللت أكرر ذلك دائمًا، إذا كنت تريد بناء وتنفيذ قانون الشريعة الإسلامية، فأتي إلى الانتخابات، فهم حاليًا سيقولون فقط، انظر إلى مصر، وأنت لن تحتاج لأن تقول أي شيء آخر".


وعلق كاتب المقال على ذلك بقوله: بالنسبة للبعض، فقد ثبت عدم جدوى الديمقراطية في عالم تسيطر عليه القوى الغربية والدول العميلة لها.

 

التعليق:


لطالما زعمت الجماعات المسماة معتدلة والمحسوبة على الإسلام أن الشريعة الإسلامية يمكن تطبيقها من خلال الديمقراطية. وعلى إثر ثورة يناير، بدأت بعض التيارات الإسلامية في إنشاء الأحزاب بغرض الدخول في اللعبة الديمقراطية، وانبرى كثير من العلماء المؤيدين لتلك الأحزاب في دعوة المسلمين لتأييد تلك الأحزاب في معركتها لتطبيق الشريعة كما يقولون.

 

وقد سيطرت الأحزاب المحسوبة على الإسلام على الأغلبية في بعض البرلمانات وترأسوا الحكومات، فما زاد ذلك العلمانية إلا تمكينا وتحكما في أركان الدولة، ولم تجرؤ الأغلبية البرلمانية في مصر ولا في تونس على تحريم ما حرم الله ولم تتمكن من التغيير المرجو.

 

إن تلك الأحزاب لم تعِ أن لكل نظام ركائز فكرية ومؤسساتية. إن لم تَزُل تلك الركائز فلن يزول النظام وإن زالت رموزه ورؤساؤه. وبعدما نجحت الثورات المباركة بالإطاحة برموز ورؤساء الأنظمة العلمانية كان من المفروض على الأحزاب المحسوبة على الإسلام السعي للإطاحة بالركائز الفكرية والمؤسساتية للأنظمة السابقة واستبدال الركائز الفكرية والمؤسساتية للنظام الإسلامي بها.

 

إلا أن تلك الأحزاب لم تبين زيف الركائز الفكرية للأنظمة العلمانية ومدى مناقضتها للإسلام ولم تبلور البديل الإسلامي وتبني رأي عامٍّ لصالح الفكر الإسلامي البديل. بل على العكس تماما حملت تلك الأحزاب الفكر السياسي العلماني وجعلته أساسا في عملها، فرفعت شعار الديمقراطية التي تجعل حق التشريع للعباد بدلا من رب العباد، ومنهم من صرح أن تحكيم الشريعة الإسلامية ليس هدفا له ولا يندرج ضمن برنامجه السياسي.

 

وبدلا من فضح الركائز المؤسساتية للأنظمة العلمانية، الأمنية منها أو السياسية أو القضائية أو الإعلامية، واستبدال مؤسسات تدين بالإسلام بها، وبدلا من طلب النصرة من أهل القوة من أجل الإطاحة بتلك الركائز المؤسساتية اقتداء بطريقة الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد شاهدنا رموز تلك الأحزاب يتسابقون فى التصريحات والقرارات والتبريرات، خاطبين ود العلمانيين وأسيادهم في الغرب تحت ستار المصالح والمفاسد، كل ذلك لكي يثبتوا للغرب وللعلمانيين الموالين له أنهم معتدلون ووسطيون ومنفتحون.

 

إن كانت غاية تلك الأحزاب تكمن في تطبيق الشريعة فإن الأسلوب الميكافيلي الديمقراطي لن يوصلهم لغايتهم ولا يقربهم من التمكين ولا يربحون منه إلا الفشل وظهورهم بمظهر التناقض مع دينهم. فحذارِ حذارِ أن ينطبق عليهم قوله تعالى: ((أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ)) [البقرة : 16]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شادي فريجة / الممثل الإعلامي لحزب التحرير في إسكندينافيا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع