الأربعاء، 02 صَفر 1446هـ| 2024/08/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


منذ أن أطاح الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي قبل أكثر من شهر، وجميع وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها ومشاربها، تسلط الضوء على مئات الآلاف من أنصار مرسي المحتشدين في ميداني رابعة العدوية والنهضة وغيرها من ميادين مصر، والمطالبين بإنهاء الانقلاب وعودة مرسي لسدة الحكم.

 

ومنذ يوم السبت الماضي تتناقل وسائل الإعلام هذه نبأ احتشاد عشرات الآلاف من أنصار حركة النهضة في تونس، الذين يعلنون تأييدهم للحكومة التونسية، كردة فعل على المطالبة باستقالة الحكومة التي ترتفع وتيرتها منذ مدة.

 

التعليق:


رغم أن محمد مرسي لم يطبق حكما واحدا من أحكام الإسلام طوال السنة التي حكم بها مصر، ولم يعلن أنه سيطبق الإسلام، ورغم أنه وضع دستورا ما أنزل الله به من سلطان ولا يمت للإسلام بصلة من قريب ولا من بعيد، وما هو إلا دستور معدل بعض الشيء عن دستور عام 1971م الفرنسي الأصل، والله سبحانه وتعالى يقول: {فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ}، وأنه أذعن للإملاءات والإرادة الأميركية وأبقى مصر خاضعة لنفوذها، والله سبحانه يقول: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ}، وأنه أنزل ضربات موجعة بالمجاهدين في سيناء حماية لكيان يهود الغاصب لأرض الإسراء والمعراج، وبمساعدة القوات الأميركية، والله عز وجل يقول: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، وأبقى على اتفاقية كامب ديفيد الخيانية معهم، والله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}، واستمر في تصدير الغاز الطبيعي لهم بأقل من سعر التكلفة حارما أهل مصر بل والمسلمين منه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلمون شركاء في ثلاث: في الماء والكلأ والنار)، وأنه أغرق الأنفاق بمياه الصرف الصحي إمعانا في حصار المسلمين في غزة ما دعا القيادي في حماس محمود الزهار ليقول خلال برنامج الحدث المصري على قناة العربية الحدث: "أن الرئيس السابق حسني مبارك ترك الأنفاق مفتوحة لدعم غزة في الماضي"، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}، وأنه اجتمع مع الشريحة التي تروج للرذيلة وتنشر الفاحشة والفساد المسمون "فنانين" وقال لهم: "هاكم الميدان انتشروا وافعلوا" وطالبهم بالإبداع، وأعطى الحانات والنوادي الليلة تراخيص لثلاث سنوات بدل سنتين في عهد مبارك، والله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}، ورغم أنه تقدم لأخذ قرض ربوي من البنك الدولي، والله تبارك وتعالى يقول: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}؛ رغم كل هذا وغيره فإن مئات الآلاف يطالبون بعودته للرئاسة، بل ويضحون بأنفسهم وأموالهم وأوقاتهم في سبيل هذه الغاية.

 

وفي تونس رغم أن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، أعلن منذ عودته لتونس أنه: "لا مكان للشريعة في تونس"، ورغم قوله: "البرنامج الذي طرحته حركة النهضة في الحملة الانتخابية والذي يتكون من 360 فصلا لم يرد فصل تضمين الشريعة في الدستور فلماذا تتم محاسبتنا على ذلك"، والله سبحانه وتعالى يقول: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}، وأنه صرح بأنه لن يمنع شرب الخمور ولبس البكيني على الشواطئ، والله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}؛ رغم ذلك وغيره تجد الآلاف يحتشدون مناصرة للحكومة المنبثقة عن حركة النهضة إثر فوزها في الانتخابات التونسية.

 

والسؤال الذي يرد بعد ذلك للمسلمين المحتشدين في مصر وتونس وغيرهما من الدول القائمة في بلاد المسلمين، الذين يوالون القيادات والحركات رغم ابتعادهم الواضح عن الدين، وانحرافهم الفاضح الصارخ عن المنهج الرباني القويم، هل ولاؤكم هو لله سبحانه وتعالى أم للقيادات والزعامات، هل أسوتكم هو محمد صلى الله عليه وسلم أم غيره من الأشخاص، هل تتعبدون الله بما أمر أم بأهواء البشر، هل تتقربون إلى الله باتباع أحكام قرآنه أم بافتراءات من تجبروا وجعلوا أنفسهم أقرانه.

 

ألم تسمعوا أو ألم تقرأوا قوله عز وجل: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ...}، ألم تسمعوا أو ألم تقرأوا قوله عز وجل: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}، أحب إليكم من الله، أي من شرعه من أحكامه من أوامره من منهجه من دستوره الذي فرضه علينا من فوق سبع سماوات، ورسوله أي أحب إليكم من التأسي به واتباع سنته، يقول سبحانه وتعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ...}، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به).

 

اعلموا أن أبا بكر رضي الله عنه وهو خير من أقلت الغبراء وأظلت الخضراء بعد الأنبياء والرسل يوم قال: "أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم" قد أعلن صراحة أنه ليس حجة على الإسلام، وإنما الإسلام حجة عليه، فإذا كان هذا أبو بكر وهو من هو يعلم ويصرح أنه ليس حجة على الإسلام، فدونه من المسلمين قيادات وزعامات وحركات وأحزاباً ليسوا حجة على الإسلام، وإنما الإسلام حجة على الجميع.

 

واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قال: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، وأن كل ما أسلفته من ممارسات وتصريحات لتلك القيادات لهي معاصٍ دامغة، بل وكبائر واضحة، معلومة من دين الله بالضرورة. فحذار من الانسياق أكثر من ذلك في اتباع وتأييد كل من لا يجعل أحكام الله مقياسا لأعماله، وإنما يجعل أهواءه ومصالحه قائدا لسلوكه وتصرفاته، فتندمون حين لا ينفع الندم، وتكون حالكم يوم القيامة كما صورها القرآن الكريم: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}.

 

فاعملوا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أبو دجانة

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع