الأربعاء، 02 صَفر 1446هـ| 2024/08/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الدول المبدئية فقط هي التي لا يمكن أن تخضع لأي ضغط أجنبي

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


نشرت جريدة الحياة يوم السبت 3-8-2013م خبرا بعنوان (وزير الخارجية المصري يؤكد عدم الخضوع لأي ضغط أجنبي) وفيه نقلت الجريدة كلاما للمتحدث باسم الخارجية المصرية يقول فيه: "إن الوزير أشار إلى أن الحكومة المصرية لا تمانع استقبال الوفود الأجنبية والاستماع إلى آرائهم ووجهات نظرهم، إلا أن القرار النهائي فيما يتعلق بالشأن الداخلي هو بطبيعة الحال في أيدي الحكومة المصرية وحدها، وتتخذه وفقاً لإرادة الشعب واعتبارات المصلحة العليا للبلاد وأمنها القومي وأمن مواطنيها ومواجهة أعمال التحريض والعنف والإرهاب".

 

التعليق:


يحاول وزير الخارجية في حكومة الانقلاب أن يُظهر نفسه وحكومته بأنهم أصحاب قرار، فيعزف نغمة شاذة، تقول أن قرارنا بأيدينا وأننا لا نخضع لأي ضغط أجنبي، فيحاول أن يظهر نفسه في صورة تخالف ما هو عليه. قد يذهب رئيس ويأتي رئيس آخر، قد تحدث ثورة فتخلع حزبا وتأتي بحزب آخر، وقد تقوم حركة انقلابية ضد جماعة ما في الحكم وتأتي بجماعة أخرى، ولكن الواقع للأسف الشديد أننا ما زلنا ندور في نفس الدائرة التي ترهن البلاد والعباد لعدوة الأمة الأولى دولة الكفر والطغيان أمريكا. ولا يمكن نفي هذه الحقيقة الساطعة، بأن نغطي الشمس بغربال، أو أن يخرج علينا وزير خارجية مصر نبيل فهمي الأمريكي المولد والسفير السابق لمصر لدى واشنطن ليؤكد لنا غير ذلك، فيدعي أن القرار النهائي فيما يتعلق بالشأن الداخلي في أيدي الحكومة المصرية وحدها.


ونحن لا نعني بهذا الكلام أن استقلالية القرار وعدم الخضوع للأجنبي أمر في غاية الصعوبة، أو أنه أمر بعيد المنال، بل هو أمر سهل ميسور يمكن تحقيقه في الواقع، ولكن هذا يحتاج لدولة مبدئية ورجال دولة بحق يتجسد فيهم هذا المبدأ، وهذا ما لا يتوفر في الدولة المصرية القائمة، لا الآن ولا في العقود الماضية، خصوصا بعد هدم الدولة الإسلامية المبدئية سنة 1924م كما لا تتوفر صفة رجال الدولة المبدئيين في رجال الحكم الحاليين في مصر، فالجميع قد تربى على الفكر الغربي البراغماتي، وعلى فكرة الغاية تبرر الوسيلة، وعلى مقولة أن السياسة فن الممكن، وعلى قواعد خذ وطالب، وما لا يدرك كله لا يترك جله، وغيرها من القواعد التي تتخذ ذرائع لتبرير التنازلات.


فإذا أردنا بالفعل أن نمتلك دولة لها كلمتها على المسرح الدولي، تحل مشاكلها بيدها ولا تستعين بغيرها خصوصا إذا كان هذا الغير هو عدوها، فلا بد أن نسعى أولا لبناء دولة مبدئية تقوم على عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام ينظم شئونها، وهذه الدولة بالنسبة لنا هي دولة الخلافة الإسلامية التي تقوم على العقيدة الإسلامية، عقيدة أهل مصر الكنانة، والتي شكلت حضارة وتاريخ هذا البلد أكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمن، فإذا أقمنا هذه الدولة على هذا الأساس المبدئي كان وسطها السياسي وسطا قويا يخرج رجال دولة حقيقيين يستطيعون أن يقودوا الدولة ويقطعوا يد أي تدخل أجنبي في شئون دولتنا وأمتنا.


فمن لها سوى دولة الخلافة، سوى خليفة تقي نقي يُقاتل من ورائه ويُتقى به! فيقطع اليد الأمريكية اللعينة التي هي وراء كل بلاء يصيب الأمة الإسلامية في أي بقعة من بقاعها.


((وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا))

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد / رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع